18 ديسمبر، 2024 9:14 م

يقول متهكما: متى سيصحو الشعب؟
ويمضي يلومه ويرى أن العيب فيه , لأنه قد تمتع بالحرية لعقدين وما إستيقظ من خموده , وأمعن في تدحرجه للوراء.
والحقيقة التي يغفلها القائل , أن الشعوب لا تتحرر ولا تستيقظ عندما تدوم في قبضة القوى المؤدينة , التي ترقدها وتمعن في ترويضها لتدين بالسمع والطاعة , لكينونات تدّعي الدين وما هي بمتدينة , وإنما متاجرة بدين , وتحسب الناس أرقاما , وبعضها يراه غنيمة ومن حقه تقرير مصيره.
الشعوب لا تستيقظ لوحدها , فهي بحاجة لقيادات قادرة على إيقاظها من رقدة العدم , وبغياب القيادة الوطنية المقتدرة لا تنهض الشعوب ولا تتقدم خطوة للأمام.
هل الشعب الصيني إستيقظ لوحده أم القائد هو الذي فعل ذلك ؟
وهل أمة العرب نهضت لوحدها أم القائد إستنهضها وفجر طاقاتها وفعّل عقولها؟
إن الأمم لها منارات قيادية تنتقل بها إلى مراحل ذات إرادة حضارية متوثبة , فتكون وفقا لرؤية قياداتها , وأنى تكون القيادات تكون الشعوب.
فالشعوب تتبع ولا تُتبع!!
والقائد الوطني الحقيقي الذي يستوعب طاقات شعبه , ويمتلك مهارات إستثمارها وتكريرها , وتحويلها إلى قدرات متنامية تمنح الشعب شعورا بالقيمة والمسؤولية , والدور الإيجابي في البناء والإبداع والإنطلاق في مدارات التسابق الحضاري.
وبفقدان القيادة الواعية المستوعبة لتأريخ الوطن , وما تحويه الشعوب من مكنونات إنسانية حضارية , تنكمش الشعوب وتعيش سباتا لا يخرجها منه إلا قائد له إرادة تثوير وحضور.
والشعب الذي يتحدث عنه القائل , لا يمتلك قيادة ذات قيمة ومعنى إنساني ووطني , وتتقوى بغيرها عليه , فلا يجد بُداً من التعبير عن الصبر السلبي بإنتظار ولادة ما يتوافق مع ما فيه , ويؤسس لمرحلة نهوض وطني يفعّل الطاقات والقدرات.
ومن الواضح أن الشعوب على خطى قياداتها , فأنى تكون رؤيتها تنعكس في سلوك الشعب الذي ترى أنها تقوده.
“فالشعوب مطية الحكام” , وما دام القائد فاسد فالشعب يمثل سلوكه بجد وإجتهاد!!
فلا تعتب على شعب قياداته ترعى الفساد وتؤدينه وتقدّسه!