22 ديسمبر، 2024 7:17 م

متى سنعيد عقولنا للخدمة العامة؟!!

متى سنعيد عقولنا للخدمة العامة؟!!

العقل العربي مفعول به بالعواطف والإنفعالات , ولا يعرف معنى الفعل الحر , فنحن لا نفكر ونستلطف تعطيل عقولنا ونستسهل التبعية والرضوخ وعدم التمعن والنظر , لأن في ذلك عواقب وخيمة ورثناها من النمطيات التي قبضت على مصيرنا وتحكمت بسلوكنا.
فالعقل ممنوع من الصرف , والرأس عليه أن لا ينتج بل يستهلك , والإنسان مرهون بالببغاوية والإستكانة لمن يحشوه بما يريد من الضلال والبهتان.
ويلعب المعتقد دوره في هذا الشأن , بما يتصل به ويدور حوله من الآليات والثوابت والدواعي والممنوعات والمحرمات وغيرها من المصدات والرادعات , التي تضع العقول في قوالب وأشكال خالية من التفاعل الحي مع واقعها الذي تكون فيه , فتتحول إلى موجودات معتقة في صناديق ظلام ممنوعة من الضوء.
ويبدو أن الأجيال قد تعودت على ذلك وتوارثت سلوك تمويت العقل , حتى صار من الممكن القول أن الموروثات تحمل ما يؤكد ويعزز ذلك ويرهن الإنسان به فلا يستطيع الخروج منه , أو أن يمتلك الهمة والقدرة على إستعمال عقله.
وبسبب الإنعدام الجماعي لدور العقل في الحياة , فأن الواقع يعكس حالات تعطله وفقدان البصيرة , ويبين كيفيات التدحرج العبثي الفاقد لقدرات وعي المسارات وتحديد مواضع الخطوات , ورؤية الأهداف بوضوح وإصرار.
وعليه فأن الواقع يخلو من آليات التماسك والتفاعل الإيجابي , لأن ذلك يتطلب إعمال عقول حرة واعية متبصرة تمتلك إرادة التعبير عن رأيها , وتساهم في رسم خارطة كينونتها ومسارات صيرورتها الجماعية.
وبما أن العقل محكوم بالإنفعالية وملجوم بالتبعية ومسحوق بالببغاوية فأن الإنتاجية ستكون سلبية , والإقرار بخروجه من الخدمة مؤكد ومرير , وهذا واضح فيما يتحقق ويكون.
ولن تقوم قائمة لأي مجتمع , ما دام العقل مُستعبد والإنسان محنط ومجمد في ثلاجات العمائم , ومسجور في جحيمات الفتاوى والتأويلات التجارية بعلاماتها الدينية المتنوعة.
فهل من تحرير للعقل من الإستعباد النوعي المهين؟!!
فالأمم بعقولها لا بعمائمها!!