18 ديسمبر، 2024 8:01 م

متى ستقدم فرنسا وبريطانيا وروسيا الإعتذار لشعب كردستان ؟

متى ستقدم فرنسا وبريطانيا وروسيا الإعتذار لشعب كردستان ؟

إجتمع أكثر من ٧٠ زعيما من مختلف أنحاء العالم، الأحد الماضي ، في قصر الإليزيه في فرنسا للمشاركة في إحياء الذكرى المئوية على الهدنة التي وضعت نهاية الحرب العالمية الأولى ( ١٩١٤_١٩١٨) التي تعتبر أحد أكثر وأشرس الصراعات الدموية والوحشية في التاريخ البشري ، والتي أودت بحياة ما يقارب ال ٢٠ مليون إنسان.

انتصرت دول الحلفاء ( بريطانيا العظمى، ،وفرنسا ،و الإمبراطورية الروسية،وإيرلندا )في هذه الحرب على دول المحور (الإمبراطورية النمساوية المجرية ، والإمبراطورية الألمانية ، والإمبراطورية العثمانية ، والمملكة البلغاريا ) ،وكان من نتائج هذه الحرب المدمرة تغيير الخريطة السياسية في أوربا والشرق الأوسط ، فقد إختفت الإمبراطورية الألمانية والنمساوية المجرية و الروسية والعثمانية ،وتشكلت دول جديدة ، ناهيك عن الدمار والفوضى التي خلفتها الحرب ، وقد شهد العالم بعد ذلك ثورات وانتفاضات وانقلابات كثيرة واتفاقيات ومعاهدات جديدة .

شعب كردستان كان هو الخاسر الأكبر من كل هذه المعمعة حيث قسمت أرضه على أربع دول بعد اتفاقية سايكس بيكو السرية (١٩١٦م) بين فرنسا وبريطانيا وبمصادقة الإمبراطورية الروسية آنذاك ،وهذه الإتفاقية أصبحت علنية و عملية و واقعية بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية التي كانت تحتل الجزء الأكبر من كردستان .

بعد التقسيم ارتكبت مجازر كثيرة وبشعة ضد الشعب الكردستاني من قبل الحكومات التي تحتل أرضه ، لقد تفننوا في قتله و إبادته ، حيث استخدموا جميع الأساليب اللإنسانية ؛لطمس هويته ، لقد قتلوه بالاسلحة الخفيفة و الثقيلة ، والسامة ،وغير السامة ،و نفوه ، واحرقوه ، وغيرها الكثير من الاساليب القذرة.

و بعد أن شعر شعب كردستان بالتهميش ، وأنه لن يحصل على حقوقه المشروعة أسوة ببقية شعوب المنطقة ،قام بثورات ، وانتفاضات ، وخاض حروب مدمرة غير متكافئة ضد الدول والحكومات والأنظمة التي احتلت أرضه ،والتي غالبا ما كانت الدول الإستعمارية تقف معها ضده، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على رفض هذا الشعب لتقسيم أرضه بأي شكل من الأشكال .

تتحمل كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا المسؤولية الأخلاقية الكاملة تجاه الشعب الكردستاني ، ولا سيما بريطانيا التي الحقت ولاية الموصل ذات الغالبية الكردية والتي كانت تضم ( الموصل ،ودهوك ، وأربيل ،وكركوك) ، بالمملكة العراقية .آن الأوان لئن تعتذر كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا لشعب كردستاني الذي تعرض بسببهم إلى أبشع المجازر ، وذلك بعد أن قسموا أرضه ، وتنصلوا عن وعودهم له ، وتركوه فريسة سهلة للأنظمة الشوفينية .