23 ديسمبر، 2024 4:05 ص

متى دخلت مادة (الشليمان) في الابنية العراقية ؟

متى دخلت مادة (الشليمان) في الابنية العراقية ؟

انا من عشاق الابنية التراثية القديمة . لا اكاد امر في اية محلة شعبية الا وتوقفت متأملا طراز البناء ومقر نصاته وشناشيله و زجاج الشبابيك الملون الذي ياخذ العقول  , ويندهش بعض الاصحاب حين استوقفهم لاتأمل بيتا بنى في العشرينيات مثلا .

ويستغربون ان اظل اتامل الاحجار التي رصفت وشكلت واجهة البيت بشكل هندسي عجيب , وما اعرفه عن (اسطوات) بغداد انهم لا يبحثون عن المادة بقدر ما يبحثون عن السمعة الجيدة , يكفي ان يقال ان الاسطة فلان هو افضل هو افضل (بناء) في المحلة الفلانية ليمتلىء هذا الاسطة فخرا وسعادة .

قالت لي جدتي رحمها الله في منتصف الثمانينيات بينما كنا نجلس في باب المعظم بعد ان اكملت فحوصات طبية في احدى المستشفيات : اننا كنا نسكن في بيت قديم في محلة ( قمبرعلي) وهي على قدمها تشكل تاريخا وارثا , كان سقف بيتنا ذا اعمدة خشبية تعلوها الحصران وفوق الحصران طابوق يدعى بالطابوق ( الفرشي) وهو من اردا انواع الطايوق , فهو غير مفخور بطريقة جيدة كما ان وزنه ثقيل والواحدة منها تعادل ثلاث ( بلاطات) في هذا الزمان , فهي لثقلها تشكل عبئا على سطح البيت الذي هو بالاساس ذو اعمدة خشبية قابلة للتأكل والنخر بفعل الزمن .

واضافت : كنت ما اخشاه ان يسقط سقف البيت علينا لا سيما في الشتاء حين (تزخ) السماء مطرا مدرارا وكنت اعجب ان بعض البيوت في ذاك الزمن سقوفها من الحديد ( الشليمان) وللحديد مكانة ما بعدها مكانة …

في احدى الايام وكنت جالسا في محلة اجدادي ( قمبرعلي) فتوسمت في احدى الجلاس الطيبة والاريحية وكما اشاروا انه من الاسطوات القدماء فسائلته : لماذا لماذا تكون بعض البيوت من الشليمان والبعض الاخر من الاعمدة الخشبية التي تشبه جذوع الاشجار ؟ فاجابني الرجل العجوز الذي اكتشفت دقة معلوماته وضلوعه في هذا الشأن : كل ما تراه يا ابني من سقوف خشبية فاعرف ان هذا البيت شيد في العهد العثمانيين , اما ما تراه من حديد ( الشليمان ) فقل انه شيد ما بعد احتلال العراق من قبل الانكليز وارجع الى اي مصدر وتأكد من صحة قولي