في خطابه الأسبوعي يوم 28 08 2018 قال رئيس مجلس الوزراء في الكيان العراقي المدعو حيدر العبادي:”إن منع تقسيم البلاد كانت من أولويات المرجعية الدينية” يعرف القاصي والداني، أن هذا الكلام الماسخ، الذي صدر من أناس ازدواجي الشخصية، يعنون به الشعب الكوردي المظلوم، الذي يطالب بحقوقه المشروعة في وطنه، الذي اغتصبه المسلمون ظلماً وبهتاناً. يا ترى من هو هذا المرجع.. الذي يمنع شعب أصيل من نيل حقوقه المشروعة كي يعيش بأمن وأمان على أرض وطنه كوردستان!!. كلنا يعلم، أن هذا المرجع الغريب عن العراق وشعبه، والذي لا يُكتشف بالرادار، ولا يُرى بالميكروسكوب ولا يخاطب الشعب إلا من خلال وكيل ينوب عنه، سكت سكوت أهل القبور عن الإجرام الذي تعرض له الشعب الكوردي الجريح على أيدي أزلام النظام العروبي السابق، أو الذي يحصل له الآن، على أيدي الأشياع.. من قتل وتشريد بدم بارد. أو القصف اليومي الذي يتعرض له من قبل نظامي تركيا وإيران ويذهب ضحيته المئات من الأطفال والنساء والشيوخ ناهيك عن هدم القرى وحرق المزارع وتشريد أكثر من (800) قرية في منطقتي بهدينان وسوران في إقليم كوردستان. يا ترى أين ذهب القول الذي يتبجحون به: الساكت عن الحق شيطان أخرس!! الذي دوخوا رؤوسنا به، أم حين يتعلق الأمر بالشعب الكوردي، ينسون إنسانيتهم ويتحولون إلى كائنات شريرة غريبة عن كوكبنا، عجبي، أليس هم من يقولون:إن النطق في موضعه من أشرف الخصال. بلا شك أن عدم تطبيق بنود عقيدتهم بأمانة ووفاء فيما يتعلق بالشأن الكوردي يكشف حقيقتهم بأنهم ليسوا..؟. بالأمس انتقد هذا المرجع إطلاق الرصاص على المتظاهرين في الجنوب الشيعي، لكنه لم ينبس ببنت شفة حين قتل ميلشيات الأشياع بنات وأبناء الكورد في مدينتي خورماتو وكركوك وأحرقت بيوتهم لأنهم كورد أولاً، ومن مذهب آخر ثانياً، أليست هذه هي العنصرية والطائفية معاً؟؟.
عزيزي القارئ الكريم، ليس هؤلاء الذين لبسوا عباءة الدين فقط يعادون الشعب الكوردي المناضل، بل حتى الأعراب الذين ارتدوا ثوب العلمانية، هم أشد عداءاً لهذا الشعب العريق من أولئك الطائفيين.. . عزيزي المتابع، دعني أضع بين يديك نموذجاً من هؤلاء أشباه العلمانيين.. . بالأمس شاهدت برنامجاً في قناة الفضائية الحرة، قدمه الشاعر عارف الساعدي، واستضاف فيه ثلاث أشخاص من الأعراب، لم يستضيف المحاور شخصاً كوردياً معهم، رغم أن أحد من الضيوف وهو شخص خرف لا يحترم شيبته يدعى وائل عبد اللطيف تجاوز حدود الأدب واللياقة حين مس الحقوق الكوردية المغتصبة بنعرة عنصرية مقيتة، لكن ليعلم هذا الإمعة الذي تجاوزه التاريخ، أن الشعب الكوردي يشرفه ويشرف من يوافقه في اجتراره. لكن للأسف الشديد، أن مقدم البرنامج بما أنه من إياهم؟ لم يرد على ضيفه، ولم يوبخه لأنه لا يحق له أن يتهجم على الكورد، لأن لا يوجد أحد من منهم هنا حتى يرد على تزعمه. لكن هذا هو العراق في ظل حكم الأشياع، الكل لا يعمل في اختصاصه، كما نرى الشاعر صحفياً ومقدم برامج..! كأنه مهنة من لا مهنة له. عزيزي القارئ، لم يكتفي وائل بإدعاءاته الباطلة، بل أعاد الكرة في قناة آسيا في برنامج بصراحة مع مقدم البرنامج عدنان الطائي، الذي لا يختلف عن عارف الساعدي أن لم يكن ألعن منه. حيث اجتر وائل مجدداً وأعاد الكلام نفسه بأسلوب سمج ضد الشعب الكوردي، وهذا ما أثلج فؤاد العنصري عدنان الطائي، وانفرجت أسارير وجهه تعبيراً عن الارتياح لمهاترات وائل عبد اللطيف بمعاداته الشديدة للشعب الكوردي حين قال:” كركوك والمناطق المتنازعة عليها دونها القتال” أي بمعنى أن المسئولين الأشياع – شيعة علي- في الكيان العراقي يستمرون باحتلال المناطق الكوردية التي سميت في الدستور بالمتنازعة عليها وبضمنها “كركوك قلب كوردستان”، وبهذا التعنت الأخرق يضربون الدستور الاتحادي الدائم عرض الحائط، الذي صوت عليه بنعم 85% من الشعب في العراقي وشعب إقليم كوردستان، وأقسم هؤلاء الأشياع أمام العالم أجمع بالقرآن على تطبيق جميع بنوده. ووائل هو القائل في القناة “العربية الحدث” بتاريخ 08 09 2018 حين تحدث عن القوى السياسية الشيعية الحاكمة: إن القوى السياسية دائماً تنتهك الدستور وتخالف أحكامه. نسي وائل وهو خبير قانوني، هو أيضاً يخالف الدستور الاتحادي في تصريحاته.. حين يسمي المناطق المتنازعة عليها بالمناطق المختلفة عليها!!.
في نهاية هذه الجزئية، أقول لوائل عبد اللطيف والأعراب العنصريين، والتر كمان السائرون في ركابهم، والذين يملئون شاشات القنوات الفضائية بالأكاذيب والتضليل والافتراءات والخداع عن المناطق المشار إليها أعلاه وعلى رأسها كركوك السليبة، أنا إنسان كوردستاني بسيط لم تستضفني تلك القنوات التي أنشئت من أجل تشويه الحقائق وتأجيج الشارع العراقي ضد الشعب الكوردي الجريح. أقول لكل من تسول له نفسه ويمس الشعب الكوردي وحقوقه المشروعة على كامل تراب وطنه كوردستان، لو عندكم ذرة كرامة أو شجاعة تفضلوا ناظرونا مناظرة كتابية أو وجهاً لوجه عن عائدية هذه المناطق وفق الخرائط القديمة وكتب التاريخ القديمة ودوائر المعارف القديمة والحديثة والوثائق القديمة لمن تعود ملكيتها؟، للأعراب القادمون عبر نهر الفرات من الجزيرة العربية، ووجودهم غير الشرعي في العراق لأنه تم بحد السيف؟. أم للأقلية التركمانية التي استقدمت كجنود مرتزقة من آسيا الوسطى، التي تقع في روسيا على حدود الصين، أم هي للكورد الأصلاء، الذين ولدوا مع تربتها وصخورها منذ تاريخ قديم جداً يصعب تحديده بالأرقام. أقول لكم بكل شموخ واعتزاز بهويتي الكوردستانية، سيبقى هذا التحدي قائماً حتى تجيبوا عليه يا وائل وأرشد وحسن طوران ومن على شاكلتكم وصفتكم، وإلا اصمتوا يا من لا تحترمون ذاتكم.
نقول لأمريكا والغرب (الكافر) هؤلاء هم المسلمون.. الذين تركتم الكورد تحت أيديهم بعد الحرب العالمية الأولى دون رقيب، سرعان ما بدؤوا بتنفيذ سياسة التعريب في كوردستان، وذلك بإتباع سياسات عروبية عنصرية ممنهجة، ومن ثم قاموا بقضم أراضيهم شيئاً فشيئاً بقوة السلاح ومنحها للأعراب للاستيطان فيها لتغيير ديموغرافيتها الكوردية. لكن رغم هذا الإجحاف والظلم الذي لحق بالكورد لا زالت أمريكا والغرب لا تنتصر للحق الكوردي المغتصب إسلامياً، حيث تشارك باعتقال القائد (عبد الله أوجلان) وتسلمه إلى ربيبتها تركيا. وقبله دعمت الشاه العميل لها لإسقاط جمهورية كوردستان وعاصمتها (مهاباد). وفي السبعينات القرن الماضي تآمرت على ثورة أيلول الخالدة وعلى قائدها الخالد (مصطفى البارزاني) وعلى أثرها حدث ما حدث نتيجة لتلك المؤامرة الخبيثة على الشعب الكوردي المضطهَد. وفي الأمس القريب عارضت أمريكا الاستفتاء الذي أجري في إقليم كوردستان للتعبير عن إرادة شعب عريق بأسلوب حضاري ديمقراطي حين سمحت لـ(كلاب الزهراء) أن تغزو خانقين وكركوك وخورماتو وتهدد عاصمة الإقليم. هنا نسال الأعراب، يا ترى من هو العميل لأمريكا والغرب؟ الكورد الذين جزأت الغرب وطنهم كوردستان وشتت شملهم كشعب واحد لأنهم استصرخوا الحق عبر التاريخ، أم العرب.. الذين أنشئت لهم الغرب كيانات مصطنعة وحشرت فيها شعوب وأقليات بفوهات البنادق رغماً عن إرادتها، ولا زالت تلك حدود العار التي خطها الاستعمار (الكافر) لتلك الكيانات قائمة، مثل العراق وسوريا ومصر ولبنان الخ.
“ليس هنالك أعذب من أرض كوردستان”