23 ديسمبر، 2024 12:13 ص

متى تتوقف الفوضى والمزاجية في جامعة الموصل

متى تتوقف الفوضى والمزاجية في جامعة الموصل

تصدرت جامعة الموصل منذ تأسيسها الجامعات العراقية بل وحتى الجامعات العربية فقد عرف عن هذه الجامعة اعتمادها للمعايير العلمية وجودة التعليم ورصانة تدريسيها . وقد تولى ادارتها في السابق عمالقة العلم والادارة مثل أ.د محمود الجليلي و أ.د. محمد صادق المشاط أ.د. عبد الاله الخشاب واليوم تحولت هذه الجامعة العريقة ذات التقاليد العلمية الرصينة الى الفوضى الخلاقة وتدار بطريقة بدائية وعشوائية ويتم تقييم التدريسي او الاداري حسب الولاء أو التقرب من رئيس الجامعة .
ان التدهور الذي حصل للجامعة بعد عام 2003 مرده اعتماد الحزبية في اختيار رؤساء الجامعة فقد تسلم رئاسة الجامعة بعد عام 2003 د. سعد الله توفيق ممثلا عن الحزب الاسلامي وهو شخص ضعيف
الشخصية ولم تكن لديه اي خبرة ادارية فترك كل مشاكل الجامعة والخراب الذي لحق بها ليتفرغ لزي الطالبات وحتى وصل به الامر ان طلب من الطالبات غير المسلمات التحجب ولما وصل هذا الامر الى الوزارة ورئاسة الوزراء فقد اصدر السيد اياد علاوي رئيس الوزراء السابق باعفائه من منصبة بعد ان تلكأ وزير التعليم العالي في اعفائه . ورشح الحزب الاسلامي شخصية اخرى د ابي الديوجي رئيس الجامعة الحالي وتسلم رئاسة الجامعة في اواخر عام 2004 ولا زال لحد الان يدير الجامعة بطريقة عشوائية ورفع شعار ” الكرسي اولآ وليذهب الباقي الى الجحيم” . والسؤال الذي يطرح نفسه ماهو سر بقائه بهذا المنصب لمدة 14 سنة رغم كل الماسي التي حلت بالجامعة فقد بلغ عمره 70 عاما متجاوزا السن القانوني بخمس سنوات وفقد جزءا كبيرا من سمعه حتى انه لم يعد يستطيع التركيز او التذكر وانه فقط يركز ويتذكر على امتيازاته هو واقاربه والشلة المحيطة به.
ان الشعار الذي رفعه منذ عام 2004 “الكرسي اولا” يتطلب منه التضحية بامور الجامعة لصالح مصالحه الشخصية واتباعه اسلوب اللواكة والكذب والغش والخداع والاتبطاح امام مسؤلي الوزارة او المسؤولين الحزبين . فبعد ان كان مراسلا لصحيفة البعث الرياضي وله عشرات المقالات التي تمجد عدي تحول بعد عام 2003 الى الحزب الاسلامي وهو بالحقيقة لم يمت للاسلام باي صلة.
وطوال عمله في رئاسة الجامعة كان يدفع عمولات او اعطاء مقاولات للجماعات الارهابية مقابل حمايته ولما حاول التملق للسيد احمد الجواري مسؤول دولة القانون في الموصل باحالة معظم مقاولات الجامعة
له ولاحد اقارب الوزير السابق فقد غضبت عليه الجماعات الارهابية بسبب قلة العمولة وحاولت اغتياله اصيب خلالها بجروح متوسطة نقل على اثرها للعلاج في تركيا على نفقة القنصل التركي في الموصل
وامعانا في التملق واللواكة فكلنا يتذكر البوسترات العملاقة للسيد علي الاديب اثناء زيارته لجامعة الموصل في نيسان علم 2013 فقد امر السيد رئيس الجامعة بتعليق بوسترات كبيرة طولها 4 امتار وعرضها مترين تتدلى من بنايات الجامعة وهي صور شخصية للسيد الوزير في الوقت الذي كان يعاني طلبة الاقسام الداخلية في الجامعة من اوضاع ماساوية بسبب قلة التخصيصات فكيف صرف السيد رئيس الجامعة بحدود 40 مليون دينار لهذه البوسترات في الوقت الذي لم يستطع توفير الوقود والمتطلبات الاساسية لطلبة الاقسام الداخلية.
ارسلت للوزارة وخاصة المفتش العام مئات الشكاوي بحقه لتفرده باتخاذ القرارات وتفضيله مصالحه الخاصة على المصالح العامة فهو رئيس الجامعة الوحيد ربما في العالم يدير الجامعة عن بعد اي رئيس جامعة فضائي فالموقع الرسمي للجامعة والمقر من قبل الوزارة في كركوك بينما هو يرفض العمل في كركوك لان الفلة التي يعيش بها هو وعائلته في دهوك وبل واكثر من ذلك فقد استاجر عمارة في دهوك وعلى نفقة الدولة ليدير الجامعة التي موقعها كركوك من دهوك. وهذا ادى الى حدوث مشاكل علمية وادارية لاحصر لها . ورغم كثرة مانشر عن الفساد المستشري وسوء الادارة والفوضى التي تعم الجامعة فان الوزارة مع الاسف الشديد لم تتخذ الاجراءات المناسبة لايقاف هذه الخروقات والفوضى.
واليوم سنعرض لسيادتكم خروقات اخرى في غاية الخطورة يمارسها السيد رئيس الجامعة ومنها
اولا: تمديد خدمة التدريسيين اللذين بلغوا السن القانوني.
بعد ان سيطرت العصابات الارهابية على مدينة الموصل فان الغالبية العظمى من تدريسي جامعة الموصل بقوا في المدينة وان نسبة النازحين الى اقليم كردستان لاتتجاوز ال 15 % من مجموع التدريسيين حتى ان بعض الاقسام العلمية لايوجد بها اي تدريسي واعتمدت الجامعة على المحاضرين الخارجيين من حملة شهادة الماجستير ممن يعملون في وزارة التربية او العاطلين عن العمل واوكلت اليهم تدريس مواضيع علمية متقدمة خلافا لكل المعايير العلمية . والجامعة اليوم بامس الحاجة الى التدريسيين المؤهلين . وكان الاولى بالجامعة ان تتمسك بتدريسيها المؤهلين ومعظمهم من خريجي ارقى الجامعات الامريكية والاوربية ولكن الذي حصل ان السيد رئيس الجامعة يرغب بتمديد خدمة بعض التدريسيين من اقاربه او معارفه الموجودين بالموصل . والمعلوم فان الالية المتبعة لتمديد خدمة التدريس هو عرض الموضوع على مجلس القسم ليحدد اختصاص التدريس وان يكون الاختصاص الوحيد في القسم وهل القسم بحاجة الى خدماته ام لا . ثم يعرض الموضوع على مجلس الكلية ومن ثم الى مجلس الجامعة لمناقشة الطلب وبيان الحاجة. الا ان السيد رئيس الجامعة اختصر كل هذه الاجراءات بشخصه ولم تعرض اي من حالات التمديد لا على القسم العلمي ولا على مجلس الكلية ولا على مجلس الجامعة . ان التدريسيين سواءا كانو في الموصل او من النازحين يرسلون طلباتهم مباشرة الى رئيس الجامعة وهو يدرجها ضمن محاضر مجلس
الجامعة دون عرضها على السادة اعضاء مجلس الجامعة. ونتج عن هذا الخلط ان تم التمديد لعدد كبير من التدريسيين الموجودين في الموصل وبتخصصات متخمة وغير مطلوبة وعدم التمديد لتدريسيين نازحين محملين فوق طاقتهم بمواد علمية ومختبرية واشراف على الدراسات العليا وفي تخصصات علمية نادرة. ان اغرب ما بالموضوع ان السيد رئيس الجامعة قد وجه بعدم التعامل مع التدريسيين الموجودين بالموصل باي شكل من الاشكال . فاذا كان التدريسي بالموصل لايقوم باي عمل ما فائدة تمديد خدمته الجامعية على حساب من يعملون بجد وهمه لانجاح العملية التربوية انه استطاع ان يخدع الوزارة باتباع اسلوب خلط الاوراق .
هل من المعقول ان يكافئ من بقي في الموصل وهو بدون عمل بتمديد خدمته ويعاقب النازج الذي يؤدي عمله بكل همه ونشاط ويشرف على طلبة دراسات عليا وكيف سمحت الوزارة بتمرير هكذا قرارات اذ ان تعليمات الوزارة تحرم التعامل مع التدريسيين الخاضعين لسيطرة داعش ورئيس الجامعة هو من نقل هذه التعليمات فكيف يقبل ان يروج طلباتهم . سنذكر هنا فقط عدد محدود جدا من هذه الحالات وعلى الوزارة الحكم ومحاسبة من ضللها.
لم تحصل الموافقة على التمديد لبعض للتدريسيين النازحين في موقعي كركوك ودهوك وكل منهم مكلف بتدريس 5 مواضيع في الاقل ومشرفين على طلبة دراسات عليا ومن خريجي الجامعات الامريكية والبريطانية ومشهود لهم بالكفاءة والتميز وهم
1- أ,د. مؤيد سعد الله – كلية الهندسة – اختصاص نادر
2- أ.د. طارق يونس – كلية العلوم- كيمياء حياتية – اختاص نادر
3- أ.د. نبيل الصائغ – كلية العلوم – جيولوجي
4- أ,د. خليل ابراهيم – كلية التربية للعلوم الصرفة – فيزياء-اختصاص نادر
وتم التمديد لتدريسيين في الموصل وهم
1- أ.د. طه الحجار – تربية رياضية – صديق رئيس الجامعة
2- د. حسيب حديد- كلية الاداب – شريك رئيس الجامعة باعماله التجارية
3- عمر فوزي- كلية الاداب – صديق رئيس الجامعة
بالاضافة الى ماذكر فقد تم تمديد خدمة د. طاهر حسن في كلية الحاسبات وهو مصاب بالشلل وغير قادر على التدريس .
هذه مجرد عينة بسيطة للفوضى والتلاعب التي تحدث في جامعة الموصل.
ثانيا : تعيين وريث.
يبدو ان السيد رئيس وهو على وشك الاحالة على التقاعد لبلوغه 70 سنة بدأ بتعيين وريث له والوريث هو د. مفيد ذنون – خريج كلية الادارة والاقتصاد ويعمل في كلية العلوم السياسية وكلفه قبل بضعة اشهر بنصب وكيل مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية وهو يتصرف الان كرئيس جامعة هو يحمل شخصية متعجرفة وحصل على لقب الاستاذية قبل بضعة اشهر من موقع دهوك وتشوب ترقيته الكثير من الغموض بالاضافة الى ذلك فهو مكلف بمهام رئيس الجامعة اثناء غيابه رغم وجود مساعد رئيس جامعة للشؤون الادارية وخمسة عمداء. وفي العام الماضي صرف له السيد رئيس الجامعة راتب شهر اضافي في العطلة الصيفية رغم انه لايحمل اي صفة ادارية وفي هذا العام اصدر له امرا بصرف راتبين اضافين له رغم انه معين بامر جامعي وليس امر وزاري.
ثالثا: سفر
للفترة من الشهر الثالث الى الشهر السادس سافر ثلاث مرات للاردن وبواقع 10 ايام لكل زيارة لزيارة اولاده تاركا الجامعة والامتحانات تسبح في الفوضى ولمزاجية د مفيد يديرها على اهواءه الشخصية.
السيد وكيل الوزير المحترم
نرجو من سيادتكم اعادة النظر بكل حالات التمديد التي صدرت وان تراعي الضوابط والمعايير العلمية والادارية
وتفضلوا بقبول فائق التقدير