في مشهد يُجسّد فشلًا سياسيًا وأخلاقيًا غير مسبوق, أعلن وزير العمل اللبناني عن توقيع اتفاق رسمي مع الحكومة العراقية يتم بموجبه تدريب وتشغيل الشباب العراقيين في قطاع المطاعم داخل لبنان، مقابل تدريب اللبنانيين وتشغيلهم في قطاع النفط العراقي.
هذه الخطوة ليست مجرد تبادل خبرات كما يُراد تسويقها بل هي تعبير صريح عن سياسة إذلال ممنهجة تمارسها السلطة ضد شعبها وبيع للكرامة العراقية مقابل خدمة الآخرين، بينما تُسلَّم الثروات الوطنية لأيدٍ أجنبية.
مقايضة غير أخلاقية
ما الذي يدفع حكومة العراق البلد المنتج للنفط الذي يعاني من بطالة واسعة بين خريجيه ومهندسيه إلى فتح أبواب منشآته النفطية لتدريب وتشغيل شباب من دولة أخرى.
وفي المقابل يُرسل شباب العراق إلى مطابخ ومطاعم الفنادق في بيروت، وكأن لا مستقبل له سوى في خدمة الطاولات
أي منطق هذا ,وأي سياسة ترى في المواطن العراقي مشروع عامل خدمة، بينما تهدي ثروات العراق إلى غير العراقيين.
العراق الذي علّم البشرية الكتابة وشرّع القوانين وبنى أولى الحضارات، يُختصر اليوم
وفق هذا الاتفاق في صورة شاب يبحث عن عمل نادل في مطعم لبناني
أين صوت الشرف الوطني
أين نخبة العراق
أين وزارات التعليم والنفط والعمل
وأين البرلمان الذي يُفترض أن يراقب ويحاسب
نطالب بإلغاء هذا الاتفاق فورًا
باسم كل شاب عراقي حُرم من فرصة في بلده وباسم كرامة العراق وتاريخه، نطالب
الحكومة العراقية بإلغاء هذا الاتفاق فورًا
مجلس النواب باستدعاء وزيري العمل والنفط لمساءلتهم
فتح تحقيق رسمي لمعرفة كيف تم تمرير اتفاق كهذا دون دراسة للآثار السيادية والوطنية
محاسبة كل مسؤول سعى لتسويق هذا الاتفاق باعتباره نجاحًا دبلوماسيًا بينما هو في الحقيقة انحدار أخلاقي وسياسي.
إلى من يوقّعون هذه الاتفاقات دون الرجوع إلى شعبهم
قد تمر صفقاتكم في الغرف المغلقة، لكنكم لن تمرّوا من ذاكرة العراقيين
هذا الشعب الذي صبر طويلًا يعرف متى يستفيق… ومتى يقول كفى إذلالًا باسم التعاون.