23 ديسمبر، 2024 5:20 ص

متلازمة العقل والضحك على العقول

متلازمة العقل والضحك على العقول

“أن الشعب الذي ينتخب الفاسدين, والأنتهازين والمحتالين والخونه لايعتبر ضحية, بل يعتبر حتماً شريكاً في الجريمة”.
هذه المقولة للروائي جورج اورويل, بالرغم من أنها صحيحة, لكنها لاتنطبق على الشعب العراقي, لكون العراقيين عانوا من الدكتاتورية والقبضة الحديدية, لعدة عقود وأن الشعب العراقي لم يشارك في أتخاذ اي قرار مصيري طيلة خمسون عاماً.

أيضاً هناك قضية مهمة تتعلق بالنظام الأنتخابي نفسه, وقانون الأحزاب الذي أقر بعد عناء طويل, فكان من المفترض أن يكون هناك قانون أنتخابي يتيح للمواطن أنتخاب من يمثله مباشرة, وليس عن طريق القوائم المغلقة اونصف المفتوحة, وكذالك الزام الكتل والأحزاب بأصدار برنامج أنتخابي واضح يطلع المواطن عليه مباشرة,واصدار قانون يمنع أستخدام المال السياسي في الأنتخابات.

أن الديمقراطية تعني حق الأختيار, لمن يمثلون أرادة الشعب, لكن هذا الحق أفرز عدة ظواهر سلبية طغت على المشهد السياسي والديمقراطي في العراق, وجعلته محصوراً في زاوية ضيقة والتي تتعلق بمن يمثلون المواطن, حيث لم يفلح المواطن في أختيار من يمثله تمثيلاً صحيحاً, فكانت هذه أبرز أفرازاتهُ, وفي المقابل لم يفلح السياسيون, في التعبير عن مايعانية المواطن من مشاكل حقيقية, طيلة السنوات الماضية.

الأمر الذي جعل المواطن يندم على اختياره مجموعة من الفاشلين وأيصالهم الى سدة الحكم, والذين كان همهم الأول هو تحقيق مأربهم الشخصية ومنافعهم دون التفات الى الى الحاجات الضرورية للمواطن,فكانت النتائج واضحة, في أنعدام الخدمات والحاجات الضرورية اليومية للمواطن العراقي, فأنتشرت مافيات الفساد وغسيل الأموال, وفاحة رائحتها النتنة, في كل مفاصل الدولة, وأنتشرت أفات جديدة في المجتمع العراقي, لم نكن نعرفها بل نسمع بها ونشاهدها في الأفلام والمسلسلات فقط, المواطن ومع حداثة التجربة لكنه يتحمل جزء كبيرمن تلك المشاكل,لكونه ساهم بأختيار النخبة السياسية, وعدم أنصياعه الى نصائح المرجعية بهذا الخصوص.

أن حداثة التجربة الديمقراطية لايعفينا من المسؤلية, رغم مرارتها خلال السنوات الماضية,فالشعب العراقي ومن الأن يجب عليه التفكير جدياً في اعادة تقيم المرحلة السابقة, ووضع خطط وبرامج معدة مسبقاً, من منظمات المجتمع المدني وأصحاب الأقلام الحرة, ورجال الدين الغيورين على مصلحة هذا الشعب المظلوم, لتقيم تلك التجربة, وعدم التراجع عن مكسبه الوحيد, بمارسة حقه الديمقراطي في أستحقاقات المرحلة المقبلة, لكنه في المرحلة القادمة , يجب عليه ان يبعث برسالة مفادها, أن زمن الضحك والعبث بقولنا قد ولى.