مع كل جولة انتخابية بائسة تطفو على السطح مجاميع من الانتهازيين والمتذبذبين والمنافقين ليروجوا لاولياء نعمتهم من سياسي الصدفة ويحاولوا ان يبيضوا وجوههم كالحة السواد .. ولأن هؤلاء من الطارئين على العمل السياسي جهلة و لايفقهون شيئاً لا في الاعلام ولا في السياسة او الاقتصاد ، فان خياراتهم لقرقوزات ( نص ردن ) من المنتسبين لقطاعات الاعلام والثقافة او الادب بشكل عام هو سبة اخرى تدفع المواطن للضحك عليهم فشبيه الشيء منجذب اليه ..
هؤلاء المتعهدون من بياعي الكلام يصفهم المواطن بانهم بلا قيمة كونهم بلا موقف ويلهثون وراء من يدفع لهم اكثر ،لذا يرقصون على كل الحبال وقد اساؤا لقدسية الكلمة وللصحافة والاعلام وهم اسوأ انواع المنافقين واكثرهم دناءة حيث يعمدون في دعايتهم لولي نعمتهم الى شراء اصوات ناخبين تارة بمبلغ بسيط او وليمة اكل او وعود بتعيينات وهم يعرفون قذارة هذه الممارسة التي باتت مكشوفة للمواطن وصار يستهجنها ويرفضها علانية ، بل انهم يسعون لتمرير كذبة سمجة بان مشاكل العراق وشعبه وتحقيق تطلعاته المشروعة متوقف على المشاركة بهذه الانتخابات التي بات واضحاً حجم العزوف عن المشاركة فيها شعبيا بل وحتى من اطراف سياسية اعلنت انسحابها من الانتخابات وما زالت مصرة على موقفها .. وسواء عدلت بعض الاطراف السياسية عن انسحابها وتراجعت وشاركت في الانتخابات وهو متوقع ، فان السياسيين يدركون حجم المأزق الذي هم فيه بسبب قلقهم حد الهلع من اتساع حجم مقاطعة الانتخابات شعبيا وهو ما تعمل عليه تيارات وقوى وطنية لها حضورها في المجتمع وهو موقف تبناه ثوار تشرين علانية مؤكدين زيف انتساب اية شخصية او كيان رشح للانتخابات اليهم وبانه لايمثلهم باية صيغة ولا يوجد اي مرشح لهم ..
القضية الان اكبر من تسويقات مهرجو الاحزاب السياسية الفاسدة انها صراع بين شعب يريد وطن حريكون خيمة لجميع العراقيين وكريم وبين من ركب موجة العمل السياسي لينهب ويقتل ويساوم ويبيع وطن ..وهذا الصراع ليس مؤقتا ولا “مزاجياً” انه بين من دمر العراق وقتل فرص نهوضه وسلبه السيادة وبين عامة المواطنين غير الملوثين ممن صرخوا في تشرين 2019 نريد وطن .. احزاب السلطة تسعى لتمرير الانتخابات باية طريقة واهمة انها قد تمنحها شرعية البقاء في السلطة ، غير ان الحقيقة التي لايريدون فهمها بانهم مرفوضون شعبياً وان احاديثهم وتصريحاتهم عن رفض المحاصصة والفساد هو ذر الرماد في عيون العباد وخداع فارادة الشعب قررت واعلنت ان لاتغيير ببقاء الفاسدين ولا وطن معافى وسليم ولا ديمقراطية حقيقية الا بتغيير جذري في هيكلية العملية السياسية التي كثيرا ما نردد مع غيرنا بانها ولدت ميتة سريرياً . لم تعد كلمات متعهدي السياسيين الفاسدين من اعلاميين او قنوات فضائية مسموعة ولا مكان لهم في ضمير العراقيين وبضاعتهم صارت كاسدة وفاسدة كما هي نفوسهم فقد اختار الشعب طريقه ورفض تجار الدين وادعيائه فتباً لكم يامتعهدين يامن بعتم شرف الكلمة بثمن بخس رخيص.
ان الوفاء لشهداء العراق في كل مكان وللعراق ولترابه يتطلب رفض تدوير السياسيين مرة اخرى وان لا نكون شهود زور في انتخابات تجري تحت ظلال السلاح المنفلت وجماعات خارج القانون ! وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون صدق الله العظيم .