19 ديسمبر، 2024 6:00 ص

متعة الشيخوخة في زمن الاحتراب

متعة الشيخوخة في زمن الاحتراب

في مطبخ الذكريات.. وما تجلى من جراحات لسنين معبرة عن ماض تولى ..جلها واقفة أمام الهم الشخصي .. ودون معيار يمسك بحبل فعل حضوري أو له أثر فيه عمق تجربة انغمست في طوفان الحياة وغرقت .. الكل يبحث عن الوصول الى حقيقة ما يتمناه بعقلانية أو بردود افعال متشنجة أو متسامحة ..ولم يصادف أن شككت في اية لغة أو تواجد مشترك يصعب على الغير فهمها .وماذا افعل في لغة القصور والفهم لدى الآخر المتعمد أحيانا والمتغابي أحيانا وهو من الأمراض الشائعة عند الكثير وقد يصعب معالجتها ..وآخر يتغير بتغير النظام ..فاشي ..شيعي .. سني لا يهم !! وهي أوهام تزيد نسبتها ونشاطها تظهر الى العلن أو تهفت وتتأثر بعوامل المادة والفساد المزمن في بيئة أوجدت ساحة وهيئة مناخ للانتفاع من جهة والأضرار بالآخرين من جهة أخرى ..عهد طويل وتجربة غنية بمقارعة الزمن في اندفاع وحيوية الشباب ولا نتيجة حيوية في بلد تتبلد فيه الأفكار وتنام فيه الثقافة .

الحقيقة المشخصة بتمحور الناس حولها اليوم على هم العيش والعوز المادي والاحتراب وفرض الهوس المتطرف والحلم بإزاحة الآخرين وأن تمكن إزالتهم واحتكار السلطة دون نظام سليم ولذلك يظهر الهوس والتصلب والتطرف حين تتبدل الحالة في القول والفعل .. ولا يدرك ان راحلته طواها الزمن فيبقى هذا السلوك معدا لوائه ..فتأثير غياب السلطة تجعل أفكار هؤلاء ملازمة للجفاء لا مياه تجري ولا عزاء للرحيل في امة الارتجال والانفعال .

اذا اتفقنا بأن تاريخنا مسكن للاحتراب والتوتر وتهيج المواقف وشدة الخطاب يصل أحيانا حد التشويه والتسفيه.. فعلينا مراجعة منهج ثقافة العقيدة التي تحكمنا والديانة التي نؤمن بها لاستخلاص جوهر وجودنا في بلد حكم بالآلام والمعاناة ..هجر وسجن واعتدي عليه من أبناء جلدته من حكام متعاقبة بصنعة متقنة الى درجة يبدو فيها الغريب والأجنبي أرحم .. وصلنا فيه الى تراكم عنفي وقدرة ضمت الشواذ والمعتوه والجلاد .. وكأننا لا نقرأ ولا نتعض ولا الأمر يعنينا ! ومفردات الوطن والدين والأرض لا معنى لها في قاموسنا ..هل ورثنا العيوب أم جبلنا عليها هكذا ! واحدنا لا يقوى على شدة أو ارتخاء .. وديننا نباهي به الأمم في رفض الظلم وتبني العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والدفاع عن العرض والمعتقدات ..لماذا جفت أدمغة البعض والتمسك بالموروث السيئ ولا تضع مساحة للاختلاف بلا احتراب ..وهذه تحولات الزمن في التعددية ان تعيش باحترام الأفكار معك أو سواك وتدفع فاتورة استكمال الطموح لاستقرار حالة البلد السياسية … وتمضي الحياة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات