23 ديسمبر، 2024 2:00 م

متخلف عقليا…يصف المعلمين بالعميان وعمال الطين…!

متخلف عقليا…يصف المعلمين بالعميان وعمال الطين…!

يتحتم على كل انسان ومواطن النظربعين الاحترام والاجلال والتقديروالتواضع للمعلم,فاحترامك له عز ورفعة لك لان اسم المعلم مشتق من العلم ومنتزع منه المعلم هذا الانسان الرائع…العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة وهو الشمعة التي تنير طريق الظلام وهو النور الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الامية والجهل والتخلف وهو الذي ينمي العقل والموهبة ويهذب الاخلاق والتربية والذوق , ويجب ان تحيط المعلم علامات العز والرفعة والسؤدد والاحترام والتبجيل وان يلقى التكريم والترحاب اينما حل..لا ينعت بكلمات نابية من مسؤليه في الوزارة لا من غريب وهذا يحز بالنفس ,فذلك شوقي الذي وصفه بالرسول:
قم للمعلم وفه التبجيلا ………. كاد المعلم ان يكون رسولا
اعلمت اشرف او اجل من الذي…يبني وينشا انفسا وعقولا
سبحانك الله خير معلم……….علمت بالقلم القرون الاولى
امر الله تعالى جبريل ينزل على امين قريش في غار حراء ويتلو على مسامعه بضع ايات كبداية لكتاب الهداية والسعادة فطلب منه ان (يقرأ) وقال يامحمد اقرأ: وقال وما انا بقاريء !؟ قال يامحمد-اقرأ باسم ربك الذي خلق- فكما قالها شوقي(سبحانك الله خير معلم).
انما بعثت لاتتمم مكارم الاخلاق ومعناها اتمام الاخلاق الفاضلة في شخصية الانسان في هذه الحياة وهذا الاتمام الاخلاقي انما نبع من حقيقة نبينا محمد(ص) الاخلاق الكبيرة والعظيمة والتي وصفها به تعالى في كتابه العزيز(وانك لعلى خلق عظيم ), فهناك ارتباط وثيق بين ممارسة عملية التربية والتعليم وبين اتصاف ممارسها بحقيقة الاخلاق الفاضلة.
عمل القضاة في المانيا اضرابا حتى تتساوى رواتبهم مع رواتب المعلمين, فردت عليهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قائلة :وهل تتساوون مع الذين علموكم, حيث ان راتب القاضي في المانيا اقل من المعلم واجابتهم مرة اخرى بصريح العبارة وبجملة مفيدة بالحرف الواحد(كيف يتساوى الطالب مع استاذه), وهذا الرد لا يفهمه بعض المسؤلين في وزارة التربية واعتقد من الصعب ان يفهمها(الابراهيمي) وكيل وزارة التربية عندما نعت المعلمين في وقت سابق اجلكم الله(بالمطايا) وجاء (نايف )مدير التخطيط ليكحل ما قاله سيده الابراهيمي ووصف المعلمين هذه المرة(بالعميان وعمال الطين ) لان المعلم بنظرهم شيء مبهم وهم بالتاكيد لا يفهمون ماقالته(ميركل) لانهم بعيدين كل البعد عن التربية والاخلاق . وقد اوقف نابليون بونابرت قائد الثورة الفرنسية موكبه وترجل ليقبل ايادي رجل عجوز كهل يجلس على قارعة طريق وسئله جنرالاته ماذا فعلت يانابليون:؟ (فاجابهم انه معلمي ولولاه لم اكون )..هكذا هي الاخلاق..وعندما سافرت الى بلغاريا عن طريق القطار التركي من اسطنبول – محطة قطار سيركجي – عام 975 وكنت حينها معلما واتشرف بكوني اب ومربي وعند مرورنا عبر الحدود تفاجيء ضابط الجوازات عندما قرأ جوازي Techer-معلم – وانحنى برفع قبعته للاسفل واجابني Iam sory-انا متاسف- هلو بروفيسور,ومررنا دون عناء او تفتيش لحقائبنا هذه اخلاق الغرب فلنتحلى بجزء من هذه الاخلاق.
النجاح في الاخلاق يترتب على التحلي بالاخلاق الفاضلة, هذا هو امير المؤمنين علي “ع” يقول(من نصب نفسه للناس اماما,فليبدا بتعليم نفسه قبل تعليم غيره)..اللسان (يانايف) ان صنته صانك وان هنته هانك  واللسان يخدعك ان لم تمسك زمامه..فانت المتحكم فيه وانت قائده وسيده ولو تركت له الحبل لاهانك وصدرعنه كلام غير مسؤول سواء اكان معسول مدسووس بالسم او بذيء كالعلقم..يوقع الانسان في الزلل ويورده المهالك, والكلام كالطلقة ان خرجت لا تعود ابدا ,تامل لحظات:فقال الامام علي “ع” في نهج البلاغة …تمنيت لو كانت لي رقبة البعير.
جاءت التربية قبل التعليم ولذلك سميت وزارة التربية….والتعليم وتشمل التربية على تعليم وتعلم مهارات معينة في الاخلاق والخلق والاحترام, ان المعلم صاحب رسالة عظيمة تقع على كاهله ومسؤليته هذه الملايين من اولادنا وفلذات اكبادنا فمما لا شك فيه ان اولى الناس بهذا التبجيل والاجلال هو المعلم وان رسولنا الكريم هو المعلم وهو الطالب لله عندما قال:- من علمني حرفا ملكني عبدا- وهذا يكفي للرد على متخلف عقليا يصف المعلمين بالعميان وعمال الطين ونسي او تناسى انه لايزال الزعيم الاوحد وابن الشعب البار عبد الكريم قاسم في ذاكرة العراقيين اذ كان معلما قبل ان يدخل سلك الجيش وان كثير من عظماء وزعماء العالم اصلهم كانوا معلمين..ولا اعرف كيف يتجرؤون على تلفظ هذه الالفاظ البذيئة  وهم في وزارة التربية والتعليم وان رئيس الوزراء العراقي كان اصله معلم, وقد استنكرت نقابة المعلمين العراقيين تلك التصريحات وطالبت الوزارة ولجنة التربية والتعليم البرلمانية بفتح التحقيق العاجل بشان هذه التصريحات اللا مسؤلة التي اساءت وبشكل كبير الى سمعة المعلم…!