18 ديسمبر، 2024 11:13 م

متابعة لمرشح مغوار

متابعة لمرشح مغوار

قادتني متابعتي لمرشح في الانتخابات العراقية القادمة الى تذكر المثل العراقي القائل ” المعيدي تسمع بيه احسن ماتشوفه ” المعيدي هنا ليس الاسم المتداول في جنوب العراق والذي يطلق على الناس الذين يرعون الجاموس فالمعيدي المقصود هو حكاية ثانية يعرفها الشعراء والتي تتحدث عن شاعر اراد ان يقابل خليفة من الخلفاء اسمه (المعيدي)  ،  اثارهذا المرشح القرف في نفسي حين عرفت انه المغوار والمحارب الذي انتمى ايام زمان الى الاحزاب الثورية ، وهو نفس السياسي الداهية الذي لعب على حبال السياسة كما يلعب الراقصون في السيرك، فهو الذي استغفل الاوربين والدول المحيطة بالعراق  ليدفعوا له مالذ وطاب على امل الحصول على جزء من الكعكة العراقية  ، وهو نفس الرجل الذي اوهم خونة فنادق الخمس نجوم  قبل الاحتلال بشعبيته وبطولاته الخارقة  ، وهو العميل المزدوج “جيمس بوند” في عراق مابعد الاحتلال وهو الورقة القادمة امريكيا بعد ان وصل الحال الى ماوصل اليه ، انه وكما ارى الفارس بلا حصان والمحارب بلا سيف والفلاح بلا منجل والكاتب بلا قلم وهو الذي ينطبق عليه المثل العربي القائل ” لازاد حنون بالاسلام خردلة ولا النصارى لها شغل بحنون” والذي ينطبق عليه المثل العراقي الجنوبي ” على حس الطبل دكن يارجلي” .
ظهر علينا هذا المغوار بطلعته البهية مبشرا بمستقبل زاهر للعراق وشعبه  وكأنه ” سيفتح براغي الجسر ” او ” يجيب السبع من ذيله” ، ظهرا علينا وقد ارتسمت صورة اسواق النخاسة ومهرجانات العهر الفكري في مخيلتي وانا اراه وهو يدعو الى حملته الانتخابية التي مولتها  الصهيونية العالمية ومن سخرية القدر ان ضاعته التي تاجر بها هي عراق الحضارات وعراق الرجال  فهو لم يصدق نفسه بان جمهورا حضر لمشاهدة عرضه الكوميدي الهزيل بفعل الدولار وهو يتغابى عن ان الذين حضروا دعايته الانتخابية  كانوا هم انفسهم من تشققت حناجرهم في الهتاف (بالروح بالدم …) مع الفارق في ان مشجعيه حضروا على امل الحصول على حفنة دولارات ..
انه كالفقاعة و كالسراب يقول اكثر ممايفعل، له ضجيج ويصدر صوت كريه ، لم نره يرفع بندقية او نره يكتب مقالة واضحة يتصدى بها للمحتل فكل ماقاله وماكتبه لايتعدى الكلام الاجوف ويبدو بانه لايعرف حقا مايريد او انه متأثرا بالسفسطائين  الذين جاء بهم المحتل الى العراق ونصبهم على رقاب الشعب فهو اذا تحدث لايتوقف واذا وفقك الله في ايقافه لا تعرف معنى لما يقول ويبدو ان هؤلاء ينتمون الى مدرسة واحدة ويعتقدون ان العمل السياسي هو ” فهلوة” كما يقول المصريون او انهم تأثروا بموجة العبث والامعقول التي انتشرت في اوربا بعد الحرب العالمية الثانية والتي اعلنت موت اللغة ، فهو ينتمي الى مدرسة لايعرف من تخرج منها  ان ابناء العراق الذين يختزنون في اللاوعي الجمعي طاقة هائلة خلاقة اكتسبوها من نضال دؤوب في مقارعة القوى الامبريالية والصهيونية والشعوبية وبالتالي فليس سهل على اي حاوي او دجال مشعوذ ان يمرر بضاعته النتنة على الشعب  والمثل العراقي يقول ان فلان” مفتح باللبن” وانا اقول ” بالتيزاب” فالشعب فتح بالتيزاب ، ادعوك يامن كنت ثائرا  الى اللعب بعيدا عن العراق وشعبه فأنت لاتعرف من ” الفرس غير اذنه”.
ان هذا الحاوي يطل علينا اليوم بلعبة جديدة لعله يحصل على عظمة من الوليمة التي تقدم للكلاب الذين يلبون دعوته لمناقشة الانتخابات في  العراق وباسلوب اللعب والمتاجرة والايحاء بأن لديه قوة ويبدو انه لا يخجل من ان يعلن عن نفسه في العلن و يبدو انه لايعرف المثل العراقي القائل” موكل من صخم وجهه صار حداد” ، والمثل الجنوبي القائل ” يتلطخ بدم المجاتيل” ، اصحى ايها الحاوي الدجال فانت في حضرة العراق وشعبه.
هل عرف احدكم من هو هذا المغوار؟