قبل كل شيئ نشارك رئيس الوزراء العراقي السيد “نوري المالكي” برقيّة التهنئة السريعة جدّاً بأسرع من الضوء والّتي بعث بها إلى الفريق العراقي الكروي لمناسبة تأهّلة لنهائي كأس الخليج “21” بكرة القدم , وتعتبر برقيّة التهنئة لرئيس الوزراء هذه أسرع برقيّة تهنئة في العالم يبعث بها مسؤول بلد لتهنئة فريق كروي لبلاده ممّا يدلّ على توقّع مسبق من السيّد الرئيس المالكي بفوز الفريق العراقي ! فالبرقيّة جاهزة في “الدرج” ! , فما أن أعلن حكم المباراة الأوزبكستاني الشريف إبن الشريف صافرة فوز العراق بتسجيل البطل العراقي نور صبري هدف الفوز من ضربة جزاء على الفريق البحريني حتّى “انلطشت” برقيّة المالكي بالتهنئة وأحتلّت مكان الشريط الاخباري المتحرّك أسفل شاشة “العراقيّة” المباركة بخبر ثابت ومبارك وببنط أسود لحرف أبيض على أرضيّة حمراء , وهو لون معبّر عن رئيس تحمرّ عيناه وهي غضباء هذه الأيّام “يراويهم العين الحمرة” يعني ..
لم يجانب الحقيقة أحد المتصلين العراقيين بالقطري خالد جاسم صاحب برنامج رياضي “الكأس والدوري” عبر برنامج “المجالس” من فضائية رياضيّة لدولة قطر مشترطاً على مقدم البرنامج أن يدعه يتكلّم ولا يقطع معه الاتصال إذا لم يعجبه الحديث عندما يتحدّث فأجابه السيّد خالد بالإيجاب , فقال له المتصل العراقي “لماذا يا سيّد خالد نرى جميع ضيوفك الّذين تستضيفهم وكذلك الجمهور البحريني في الملعب جميعه لا يضعون أعلام البحرين على رقابهم عندما يلعب فريقهم مع أيّ فريق في العالم ولكنّهم يضعونها فقط عندما تلعب فرقكم الكرويّة أمام العراق ! …
ملاحظة عراقيّة ذكيّة أليس كذلك ؟ .. مقدّم البرنامج سكت واستمرّ يبحث عن متّصل جديد ..
جميع لاعبي منتخبات دول الخليج , لو لاحظت عزيزي القارئ الكريم , عندما يهرول أحد هؤلاء اللاعبين للاستحواذ على الكرة من قدم لاعب كروي عراقي أثناء مباراة تجمع فريقه الخليجي الكروي بالفريق العراقي , ترى هذا اللاعب لا يحاول الاستحواذ على الكرة بطريقة فنّيّة تعبّر عن مهاريّة كرويّة بل تلاحظ نيّة اللاعب الخليجي من حركة قدمه وهي تتّجه صوب قدم اللاعب العراقي بدلاً عن الكرة !! …
عندما يعلّق معلّق خليجي لمبارة يشعر المستمع المشاهد وكأنّه وسط ساحة معركة حربيّة حقيقيّة ينقل تفاصيلها ناطق عسكري لا معلّق رياضي ..
لأوّل مرّة يشاهد العراقي فريق كروي عراقي يتابعه بثقة عالية وبيقين أنّه فريق ثابت الأداء في اللعب ..
منذ زمان طويل لم يرفع جمهور الكرة العراقيّة “يده عن قلبه” عنما يلعب فريق بلاده مباراة لاحقة منذ أن بدأت تختفي شيئاً فشيئاً أسماء روّاد الكرة العراقيّة الأوائل ـ عمّو يورا عمّو بابا شدراك جمّولي دكلص عزيز كلبرت أوِيقم يوآو خنانيا زويّة الخ ـ وتتلاشى أمام ـ وعل خضيّر عصام حامد فوزي شندل حسن بله فلاح حسين خزعل ستّار الخ ـ إلاّ هذه الأيّام .. فقد عاد العراقي لا يضع يده على قلبه عندما يلعب فريق بلاده الكروي مباراة كرويّة دوليّة لاحقة عقب مبارة كان قد أبدع فيها والّذي لم يعرف تلك الطبيعة أيّام أولئك الروّاد .. فهذا الفريق الدولي الكروي الشاب عاد فوضع كرتنا الحبيبة ذات التاريخ العريق , يوم لم يكن يعرف الخليجي أنّ هناك لعبة جماعيّة غير لعبة “الحاح” , في قلب الإبداع وثبّتهاعلى جادّة الاستقرار كأساس لتطوّر مستمرّ
حكم الماباراة الأوزبكي نـــ… عرض المبارة ! ..
الأوزبكي ابن الأوزبكي الحكم الماهر في قيادة المباراة والمحنّك في اتّخاذ القرارات الصائبة , استخدم مواهبه التحكيميّة الفذة للايقاع بمنتخبنا الكروي بمهارة فائقة فرفع “الكرت الأصفر” بوجه رائع الملاعب سلام لهزهزة خطوط دفعاعات فريقنا كبداية لما ارتكب من انحياز واضح تكسّرت له أقدام وأصابع وأنوف أكثر من لاعب من لاعبينا لأجل تأهّل الفريق البحريني الّذي سعى بكلّ ما أوتي من قوّة لفوز على فريقنا وحشد لذلك جمهور اشتراه من بن أوساط الجاليات المختلفة العاملة في بلاد البحرين ـ عربيّة وأجنبيّة لبنانيّون وايرلنديّون الخ شقر وعيون زرق وحمر الخدود وممتلؤون صحّة وعافية كرويّة ! ـ وبتذاكر مجّانيّة يملأ الملعب صراخاً كي يؤثر إعلاميّاً على أداء “التحكيم” ..
الجمهور “المزوّر” انقلب إلى “جالي على قلوب البحرانيين” فانقلب إلى جانب الفريق العراقي عقب فوز الفريق ! بعدها .. وبسرعة أفرغ الملعب ! .. بينما الجمهور الحقيقي البحريني الغير مزوّر “القليل” و “الوشالة” بقي جالساً على مصطبات الملعب عقب فوز إعلان فريقنا يندب حظّه يعلو وجهه البؤس ويكاد يفرط بكاءاً ..
لم تشهد الساحة الكرويّة العراقيّة والعربيّة والآسيويّة “بدون حسد!” حامي هدف ذو مستوى أكثر من بطولي وفدائيّة كرويّة وحنكة وسيطرة على الأعصاب ورهاوة في استقبال هجمات الخصم وفي التوقيت الغاية في الدقّة في تقدير المسافة بينه وبين الكرة من بين أقدام المهاجم الخصم باتّجاهه والخروج إليها بالتوقيت المناسب والدقيق جدّاً كحارس المرمى الكروي المتألّق البطل نوري صبري .. أقصد البطل العراقي الكروي نور صبري ..
هدف الهدّاف واللاعب المستبسل والمهاري الهدّاف يونس محمود , الأوّل , صحيح مئة بالمئة , لا “فاول” كما تفتّقت قرائح “المحلّلون الكرويّون” الخليجيّون عقب شوط المباراة الأوّل فأجمعوا , إلاّ واحداً , على خطأ الهدف كونه فاول ! .. فالبطل يونس كانت الكرة بين قدميه وبحالة هجوم “وتكاتف معه المدافع البحريني” باتّجاه يونس وليس العكس ! فلم يستطع لا كسر قدمه كما عتادوا اللاعبون الخليجيّون ولا بطريق فني كما متعارف عليه عالميّاً واخلاقيّاً .. فما ذنب هدّافنا العالمي .. ! بينما الهدف البحريني أتى من “فاول” غير صحيح إطلاقاً احتسبه البطل الأوزبكي بعد ارتطام الكرة بكتف الرائع الفدائي الكروي “رحيمة”
المفكّر الهادئ الحلو “حكيم شاكر” أثبت أنّ “صناعة التدريب العراقيّة المحلّيّة” يمكن إحيائها من جديد وأثبت أنّها أفضل الطرق لكسب قلب المستهلك الكروي العراقي .. فمتى يكسب سياسيّوا الصدفة قلوب المستهلك العراقي بصناعات وطنيّة بأيد خبرات عراقيّة وطنيّة فيحيون مصانعنا المغلقة “لعيون الأحبّة” ! ونترك استيراد ما ناكل وما نشرب وما نلبس وما نستخدم فنحتفظ بعملاتنا الصعبة ليقوى دينارنا ويعود “يذبح بالكطنة” يوم كان يعادل كل دينار من دنانيرنا ثلاثة دولارات ونصف الدولار من دون الحاجة “للتصفير” وندع التصفير لأقدام لاعبونا الوطنيّون الكرويّون “يصفّر” بفوزهم حكم شريف ابن شريف ..
حكيم شاكر سرّ تألّقه عالميّاً هو اعتياده التعامل بشبابيّة مرح عراقي راكز , فقد اعتاد هذا العبقري العراقي التعاملى مع شباب واعد يريد الصعود لصفوف الكبار .. فاستخدم طبيعته الشبابيّة هذه في التعامل مع الكبار بشبابيّة أكثر من رائعة .. ويا رب ديم المحبّة بينه وبين لاعبيه وبيننا وبينهم .. بدون حسد .. فافريق العراقي بجميع لاعبيه أمتوعوا عيون العراقيين بفوز لامع وأفرحوا عيونهم ببكاء .. لامع ..