22 نوفمبر، 2024 7:30 ص
Search
Close this search box.

مبروك للمسلم قتله للمسلم!!

مبروك للمسلم قتله للمسلم!!

المسلم يقتل المسلم بفخر وتباهي وإيمان بأنه يتقرب إلى ربه بقتله لأخيه المسلم!!
العراقي المسلم يقتل العراقي المسلم بعدوانية ويعذبه أشرس عذاب!!
السوري المسلم يقتل السوري المسلم ويخرب داره ويقتل أطفاله ويشرده!!
اليمني المسلم يقتل اليمني المسلم وينتقم منه شر إنتقام!!
الليبي المسلم يقتل الليبي المسلم ويمحقه محقا!!
العربي المسلم يقتل العربي المسلم بلا هوادة ويشتري السلاح بأموال النفط لقتلة وتدمير دياره.
المسلم يقتل المسلم في أصقاع الدنيا , والأخبار تأتيك كل صباح بأنباء القتل المتواصل للمسلمين , وفقا لذرائع متجددة لا تحصى ولا تُعد , وتحت عناوين تسوّغ الإنقضاض عليهم بقسوة وتوحش وفتك غير معهود , وبأسلحة لم تعرفها البشرية من قبل.
وقتل المسلم للمسلم يكون بفتاوى تطلقها العمائم المتاجرة بالدين , والتي تمتطيها الأجندات السياسية والمصالح بأنواعها , فالمسلم يقتل المسلم بفتوى من معمم يدّعي أنه مسلم , وله أتباعه الخانعين المقلدين الذين يدينون له بالسمع والطاعة , بعد أن صادر عقولهم وبصائرهم وإستعبدهم وحوّلهم إلى أرقام.
فمَن يقتل مَن؟
إن أعداء العرب والمسلمين لم يقتلوا منهم مثلما يقتلون بعضهم بعضا , ويدمرون ديارهم ويشردون الناس ليذهبوا مُرغمين إلى ديار الآخرين.
إنّ نسبة ما يقتله غير المسلم من المسلمين ضئيلة , بالمقارنة بالأعداد الهائلة التي يقتلها المسلم من المسلمين , ولهذا فمن حق أعداء العرب والمسلمين أن يفرحوا ويحتفلوا وينجزوا مشاريعهم ومخططاتهم رغما على أنوف العرب والمسلمين , الذين ” إستخردوا” أنفسهم , وإستلطفوا مخازيهم وما يقومون به من أعمال آثمة يندى لها جبين الحجر , وذلك بإسم الدين.
فلماذا يقتل المسلم أخاه المسلم؟
ومن الذي فرقهم وعاداهم؟
الجواب واضح ومبين , إنها العمائم التي تستخدم الدين على مقاسات أهوائها ورغباتها , والتي لا تستطيع الإبتعاد عن شهواتها وأطماعها في الدنيا , هذه العمائم هي التي قضت على الوجود الحضاري لأمة العرب والمسلمين , وأنها هي التي قتلت الأنوار المعرفية على مرّ العصور , فمنذ الدولة الأموية وحتى اليوم والكراسي تدير البلاد وفقا لفتاوى المعممين , الذين قتلوا وفسدوا ويلقون بتبعية آثامهم على السلاطين والحكام , الذين يستعينون بفتاواهم على ما يقدمون عليه من الأفعال.
وقد برهنوا على ذلك بأدلة دامغة في القرن الحادي والعشرين عندما تربعوا على كراسي السلطة , فأشاعوا في المجتمعات الفساد والدمار والخراب , ومزقوا لحمة المواطنين في البلدان التي غنموها وفقا لعقائدهم السوداء.
ولن يتعافى العرب والمسلمون من الذل والهوان , إن لم يردعوا العمائم المتاجرة بالدين , ويضعونها في مكانها , ويلجمون جماح آثامها وخطاياها التي تفوّقت على كل شيطان رجيم.
فهل من قدرة على إعادة الأفاعي السامة إلى جحورها الظلماء؟!!

أحدث المقالات