22 ديسمبر، 2024 1:36 م

مبررات الصراع الامريكي الايراني

مبررات الصراع الامريكي الايراني

لا يوجد تحالف دون تلاقي مصالح وفي الوقت نفسه لا يوجد صراع دون تقاطع مصالح فتحالف قابيل وهابيل كان بسبب انهما اخوة لا بد من تحالفهما ، بعدها حصل تقاطع المصالح بوجود اخت واحدة لا بد لها ان تكون لأحدهم ، فقامت الحرب العالمية الاولى (كون العالم كان هذه الاسرة فقط ) وضاعت الاخوة والعشرة الطويلة رغم انهما ابناء لأبو الانبياء (ع) .فلم يقل احدهم هذا اخي ، وقتل الاخ اخيه

انها سنة الحياة فهناك نوع من الطيور يلد خمسة اخوة ، والطبيعة توفر لهم ما يكفي لطير واحد وكلما اضطروا تمتعوا هم وأمهم بابتلاع احدهم حتى يبقى الطير الاخير فيعيش برعاية امه

قابيل وهابيل اليوم هم امريكا وايران (عدا انهما اعداء منذ الثورة الايرانية ،شاء المحللون ام ابو) حيث يوجد شرق اوسط واحد وهما متنافسان رئيسيان عليه وهناك مصارع آخر (اسرائيل الكبرى) التي تلجمها امريكا باستمرار في هذا الاتجاه .. كل ما تريده ينفذ من لدن امريكا .. القدس والجولان شريطة ان لا تحلم بمنافسة امريكا على الشرق الاوسط كون الشرق الاوسط لا يقبل القسمة على (2) مثل اخت قابيل وهابيل لا بد ان تكون لأحدهما تحت اية ذريعة ( وحدة الامة العربية ، وحدة العالم الاسلامي) غير مهم .. المهم ان يكون هذا الشرق لأمريكا لأن لا مناص من امتلاكها له حفاظا على إمبراطورتيها التي لا تغيب عنها الشمس ولا يأفل القمر، ولا حاجة للسؤال من اعطاها هذا الحق لأن فيه اضاعة للوقت الذي يمكن الاستفادة منه في فهم نظرية المجال الحيوي التي تتحكم بقوانين السياسة الدولية تحت مسميات توحيد الامة الفلانية والتبشير والفتح ونشر الديمقراطية وحماية حقوق الاقليات وحق الشعوب في تقرير مصيرها وغير ذلك الكثير ، فليغلف كل من امتلأ كأسه (صار قويا) مبررات تمدده بغلاف الدين او المذهب او نشر الديمقراطية او اي مبرر آخر فأن تلك الأغلفة باتت واهية وتبقى الحقيقة ان (كأس القوة) امتلأ ولا بد من ان ينساب الماء من الكأس على المناطق المنخفضة المجاورة او الكؤوس الاقل ماءا (اواني مستطرقة فيها طرف عالي )، اما في حالة امريكا فهي لا تمتلك كأسا ينساب منه الماء الى الجيران بل دورقا هائلا حقق تسونامي اكتسح العالم والمثل العراقي يقول (اللي ما ونة غرك) اما ان نرفض او نقبل فهذا هراء حيث قدمت دراسة على هيئة تقرير عام (1993) عن العولمة قلت فيه اني استغرب من تظاهرات عارمة ضد العولمة فهذه التظاهرات ضد من؟؟ اين هي العولمة ؟؟ من يمثلها؟؟ انها باتت قدر تدخل الينا عن طريق المذياع ووسائط التواصل والتلفاز وهي في الهواء الذي نتنفس ، العالم المتحضر يضخ الينا بكافة الوسائط المتيسرة لدينا فلنضخ له ان كان لدينا ما نضخ ، ولنقل له اننا نمتلك حضارة عمرها 6000 سنة وعندما يسألونا : ما الذي بقي منها لديكم انتم الجيل الحالي ؟؟ فبماذا نجيب ؟؟ ان افضل الاجابات هي ما تفضل به النائب الشجاع فائق الشيخ علي جوابا على سؤال : كيف تقيم العملية السياسية بدقيقة واحدة ؟؟ فأجاب (صخام ولطام). ولو اننا في الفترة الاخيرة صارت لدينا اشياء يمكن ضخها والافتخار بها كمجلس نينوى ونافورة البصرة الجديدة .

عليه يمكن القول ان الطرف الاول امريكا تريد العالم كله ولا بد لها لاستكمال ذلك ان تهيمن على الشرق الاوسط دون ان يزعجها احد .. اما ايران فقد ثبتت في دستورها ان مهمتها هي ((السعي لتوحيد الأمة الاسلامية ثقافيا وسياسيا واجتماعيا)) ولم يشر الدستور الى موضوع القيادة فمن الواضح ان من يقود هو الذي يوحد .. وهي ايران بالطبع وهذا يعني ، ان ايران تريد انهاء امبراطورية امريكا (الشيطان الاكبر) برمتها ، وينهار الدولار ليصبح كالدينار العراقي يوم واجه امريكا ، وكالريال الايراني اليوم ، وسينطبق على المواطن الامريكي (عزيز قوم ذل) بينما هو اليوم يعيش حالة يقدسها اسمها (الحلم الامريكي) هذا الحلم الذي يبنى على انقاض احلام (الاغيار) كما تسمينا اليهودية .

صار من الواضح ان امريكا لا تريد تدمير ايران لأن لا مصلحة لها في ذلك ، وعندما قال ترامب ((لا نريد ايذاء ايران) تصوره الكثيرون انه لين وانبطاح ، ونسوا ان الشعار الذي رفعه احد بناة الامبراطورية في بداياتها ((تكلم بهدوء واحمل عصا غليظة )) ففي الوقت الذي كانت به اللنكولن تعبر قناة السويس وال بي 52 تهبط في الخليج صرح هذا التصريح .

انها تريد من ايران ان لا تتحرش بالحلم الامريكي ولا تنافسها او تتحرش بابنتها المدللة (اسرائيل) ، ولا تضيع (4500) قتيل امريكي في العراق فبغداد لها وأن عجزت عن تحقيق ذلك فالمهم ان لا يكون لطهران ، وكما قلت سابقا تريد ان تكون ايران دولة لها حدود هي حرة فيما تفعله داخلها تبني اقتصادها ترفه شعوبها تمتلك كل عناصر القوة عدا النووية بشكل مطلق والصاروخية التي مداها يصل (اسرائيل).. خلاف ذلك ستحصل الكارثة وستصيب الشظايا دائرة اوسع لأن ايران لها اذرعها المنتشرة كما اسلفنا .

هل يحل هذا الصراع بالحوار ام بالمفاجآت ؟؟ كلا بالتأكيد فالقضية قضية مصالح عليا قيمية وغير قيمية ..عقائدية وغير عقائدية ، ولا يوجد ما يمنع امريكا جديا من تحقيق مصالحها في النهاية ، وهم واعون ان ايران ستتمكن من إيذاؤهم، وأن المفاجئات ممكنة وسيتحملون كل ذلك مقابل ان يكون الشرق الاوسط لهم .. ولا يوجد ما يمنع ايران الا أن يعي ساستها ان امريكا ستذهب الى آخر المدى، ويبدو انهم واعون من خلال قول المرشد الاعلى ( لا حرب ولا حوار) اي ان الزمن كفيل بحلها ..