23 ديسمبر، 2024 5:19 ص

مبدع يقاتل الفوضى التي يعيشها وحيدا …… نص مفتوح

مبدع يقاتل الفوضى التي يعيشها وحيدا …… نص مفتوح

1

عندما ينتهي الحب لا تبقى هنالك قيمة لفوضى اليوميات ربما سيلاحظ من يقرأ هذه السطور لما وضعت الفوضى عنوانا ليومياتي …..
ولما لا اسميها فوضى فكل شيء فيها بلا قيمة هنا سيلاحظ مرة اخرى من يقرأ هذه السطور لما يومياتي بلا قيمة فهنالك من سيقول انني شاعر وكاتب وهذه الصفة تكفي لكي اصبغ مسيرة ولادتي ولحد هذه اللحظة بنكهة الابداع وهنالك من سيقول ان هواياتي لا حصر لها بداية بكنز المعلومات الفكرية والثقافية المركونة في احدى رفوف خارطة عقلي وصولا الى ممارستي الفن التشكيلي كمحترف في فن الكولاج يصنع من عدة مواد لا قيمة لها تحفا فنية وناقد فني يتابع احدث صيحات السينما والموسيقى العالميتين ولا تنتهي هواياتي هنا بل تتعدى القص واللصق وتدخل في اشياء كثيرة لا حصر لها حتى قناني العطر الخالية لم تسلم من اناملي اصنع منها شيئا جميلا حتى لو وضعتها كما هي على احدى رفوف مكتبتي ففي النهاية انا اعطيها صفة البقاء بدلا من الاندثار في حاوية النفايات …..
هنا ينطبق على المثل القائل ( صبع صنايع والبخت ضايع ) بل تتعدى هواياتي ومواهبي كمبدع هذه المقولة بكثير ما اقصده من خلال هذه الديباجة التي لا قيمة لها عندي سوى شيء واحد ان يومياتي مجرد فوضى من الالف الى الياء كأنسان وهذا ما يهمني في المرتبة الاولى …..
فكوني شاعرا وكاتبا وصاحب مواهب وهوايات عديدة فهذا ليس دليلا على نجاحي لأنني كأنسان فشلت في اختبار الحياة لكنني نجحت وبتفوق كثائر على الفوضى التي تعيشها البشرية لهذا كتبت في احدى قصائدي ……
فليأت الموت
فأنا ثائر في الحياة
وثائر في الموت
هنا يمكن ان احظى ببعض الخصوصية في خانة النجاح ضمن فوضى يومياتي ….2 في وقت ما من مراحل الابداع التي مررت فيها حاولت ان احرق مكتبتي وامحو اي اثر لأي شيء كتبته او قرأته او رسمته او صنعته …….
اعتقدت ان هذه المحاولة ربما ستعيد الحيوية والنشاط ليومياتي الفوضوية لكن في اللحظات الاخيرة تراجعت عن قراري ……
اهو الخجل من المستقبل ام عدم القدرة على تحمل ضياع تأريخ تفاهاتي وخزعبلاتي المكتوبة والمقروءة ……
هنا سألت نفسي مرارا وتكرارا
هل الثوار جبناء فلو كنت ثائرا بحق ومؤمنا بما اقرأ وبما اكتب لكنت احرقت كل شيء …..
لكن لست ثائرا لست سوى كائن مجهري متحامل على صفة الجبن وان كنت اكتبها في قصائدي فهي من صنع الخيال ولا وجود لها في كياني المستقل عن الفوضى التي تعيشها يومياتي ……
بل توجد في الوعي والادراك الذي يسكن عقلي ……
وهذا هو الهدف والمطلوب والبرهان3 
الموت هنا او الموت هناك …..
الموت هو ذاته لا يتغير بتغير الامكنة والفضاءات يبقى هنالك شيء ربما هذا الشيء هو ما يميز بين الاثنين ……هنا ولدت وترعرعت فوق تأريخ ولادتي
هناك حيث احلامي حيث البحر حيث الموت الذي احيا من اجله ……  4 الثقافة والفكر والفلسفة وجوه جامدة للوجع ……الوجع الذي ينتابني بين الحين والاخر يبعثر احساسا في داخلي ان نهايتي تقترب فكلما زاد ذاك الوجع اشعر بفرح عارم يغمرني ربما في نهاية المطاف سأحظى بقليل من الجهل لعلي ارحل دون ضجيج 5 كلما ابتعدت عن الكتابة عن الشعر عن قراءة تراث الانسانية كلما حظيت بالهدوء لكن المشكلة
انني لا اعرف مهنة اخرى سوى الكتابة لكي
اسرد نصوص ضياعي لكم 6 قال لي صديق يوما ما
التدخين سيقتلك
قلت لهالقتل بدخان التبغ اشهى بكثير من القتل فوق فسيفساء القهر والالم والوجعفأحيانا شهوة الانتحار احلى بكثير من انتظار الموت المؤجل لمائة سنة اخرى 7 اللحظات الجميلة الوحيدة التي استمتع بها في حياتي عندما ارى ابنائي بقربي فهم الوحيدون الذين وجدت فيهم الكثير من الاشياء التي املكها …….وحدتي جنوني كبريائي اغتصابي للقلم حينما يكتب 8 ربما الكثيرون منكم لا يعرفون انني وحيد الابوين اي ليس لي اخ وليست لي اخت
ربما يعرفونني كاتبا شاعرا مبدعا انيقا مبتسما مفعما بالنشاط والكبرياء والتحدي والارادة لكن لا احد يعرفني كوحيد الابوين
ابن يعيش طفولته وحيدا بين العاب كثيرة بينما الاب منشغل بسهراته ولحظات رجولته  بين كروت القمار وحقيبة مليئة بالنقود وجواز سفر ومسدس وعقود تجارية والام منشغلة بمطالعة الجرائد والمقالات السياسية تعلو في زوايا احدى الجدران شهادتها الجامعية وعندما تقضي وقت فراغها بعد إن تقاعدت عن وظيفتها التدريسية فتلملم بين ثنايا الحروف والكلمات تأريخ عائلتها التي تمتد جذورها للسلاطين …..اي طفولة كانت ( رائعة ) مليئة بالمال والسلطة  9 تضحكني عبارة ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) …….ما زلت لحد هذه اللحظة اواصل الابحار في عالم الابداع رغم عدم وجود اي دافع وداعم امامي للعمل في مهنة الحروف والكلمات فزوجتي لم تشجعني يوما ما على المواصلة في طريق الابداع ككتابة الشعر او المقالات او القصص القصيرة او ممارسة فن الكولاج وغيرها من الهوايات بل بالعكس زوجتي كانت وما زالت من المعارضين لكل ما افعله في فوضى يومياتي فلا يمضي يوم دون إن تنتقد قصائدي ومقالاتي ولوحات الكولاج التي اصنعها بل يتعدى الامر الى انها تنتقد ديكور غرفة مكتبتي فهي تعتبر إن كل ما فيها من كتب ومجلات وصحف وتأريخي مع الابداع مجرد نفايات يجب إن ترمى في الزبالة ……
لذا اقول دائما إن وراء كل رجل عظيم رجل عظيم هو ذاته الذي يسكن وعيه وادراكه ففي الوقت الذي اواصل القتال والكفاح في سبيل اعلاء راية الكلمة الحرة والجميلة شعر وقصة ومقالة ارى الاخرين من حولي يحاربونني بداية بالقريب وانتهاءا بالاقرب منه والقائمة طويلة لا تسعها الصفحات ولا يتحملها القلم والحال كذلك مع مواهبي الاخرى حتى لوحاتي وتحفي الفنية والاشياء الجميلة التي تسكن ادراج مكتبي كل هذا أنا صنعته أنا لوحدي بكفاحي بصمودي بأرادتي دون إن تساندني امرأة …… 10 
وحيدا امضي
احمل الوجع تلو الاخر
اتذكر تجاعيد الطفولة
تحملني الابتسامة بعيدا
انتظرهطول امواج البحر
فيوما ما
ستكتب الذاكرة
بسنابل القلم
رحلتي
مسيرتي
نحو شواطىء
العشق والثورة والحضارة
هذه نهاية العظماء وبدايتها

هذه نهايتي وبدايتي  
ان امضي وحيدا
نحو
المجد