سعدنا صبيحة هذا اليوم المبارك بإنباء عن تشغيل الوحدة التوليدية الثانية بعد الانتهاء من إعمال الصيانة في محطة ? كهرباء الناصرية الحرارية، ليرتفع الانتاج الاجمالي للمحطة لأكثر من 500 ميكا واط في الأيام المقبلة. .
إصلاح هذا الوحش الحديدي والذي يزن عشرات الأطنان ويدور بسرعة 3000 دورة بالدقيقة وبظروف حرارة عالية تحيط بأجزائه ..استغرقت45 يوم لاغير.
ويقف خلف هذا العمل الجبار ثلة طيبة مخلصة من المهندسين والفنيين من منتسبي هذة المحطة العملاقة .. ويترأسهم المهندس فيصل عبدالعالي..
بالواقع لم اجد توصيفا لهذا المهندس النبيل سوى مسمى (رجل الكهرباء الصامت)..فمنذ تسنمة إدارة هذة المحطة اختفت الإخبار المحبطة وتلاشى حجم المشاكل والشكاوي التي يتناقلها الإعلام ومواقع التواصل عن اداء هذا المفصل الحيوي والمغذي لشبكة تجهيز الكهرباء في عموم العراق.وحلت محلها انجازات ومشاريع ناهضة ببنية والوحدات التوليدية الاربعة لهذة المحطة العجوز والتي بنيت في مطلع السبعينات من قبل الاصدقاء الروس.
واختفت معها شبهات الفساد والتي كانت وسما وعلامة داله( وللآسف) لأداء وزارة الكهرباء والبعض من مديرياتها .
وحلت العلاقات الإنسانية ووشائج الاخوة والمحبة بين منتسبي المحطة فأنتجت نسيجا مجتمعيا جميلا ساهم بتذليل المعوقات ورفع من سقف الالفة والمحبة ..كل ذلك بروح التواضع والقرب من المسؤول الاول ..فشعر العاملون ان لافوارق بينهم إلا بمقدار البذل والجهد وتقديم الأفضل ..حتى ان المحطة أقامت حفلا تأبينا لرحيل احد العاملين فيها ..وهذه بادرة قلما تحصل في هذه المواقع .
من طريف المواقف ان المهندس فيصل بحث ولعدة ايام عن جهاز لرفع الفولتية لمنزلة المتواضع والقريب من موقع المحطة والتي تنخفض فيه الفولتية بسبب زخم المحولة الصغيرة في شارعهم.. لدرجة توقف الاجهزة المنزلية …نعم فهو لم يستاثر بمنصبة ولم يستعدي على المال العام ولم يريد إن يكون بمحل متميز عن الآخرين .
أمثال المهندس رجل الكهرباء الصامت كثيرون وتزخر بهم ارض العراق الطيبة ومواقع العمل العديدة ..لكننا مقصرون بكشف الغطاء عن مثل هذه النماذج الخيرة وسط غمامة سوداء من اليأس والإحباط بالأداء الحكومي .
تحية لفيصل ولمعيته الابطال من منتسبوا محطة الناصرية الحراية..وحتما ستكون هذة العلامات المضيئة مصدر فخر والهام لنا جميعا .
