23 ديسمبر، 2024 3:10 ص

مباراة الأساطير أم الدنانير؟!

مباراة الأساطير أم الدنانير؟!

إنشغلت الأسرة الرياضية والجماهير الكروية مؤخّراً بمباراة الأساطير المقرر لها أن تقام مطلع أيلول القادم وعلى أديم ملعب البصرة الدولي في المدينة الرياضية، حيث لاحظنا تصريحات عديدة لكبار و(صغار) المسؤولين ممن عقدوا المؤتمرات الصحفية والتحضيرية وكان الضجيج الإعلامي صاخباً قبل هذا اللقاء الذي يذكر البعض بأنه سيكون خطوة إستباقية في عملية رفع الحظر عن ملاعبنا التي لازالت إلى اليوم تترقب مباراة كبيرة وحقيقية وليست شكلية (تجارية)!..

قالوا عن المباراة بأنها ستكلّف خزينة الحكومة المتعبة والشعب العراقي أكثر من مليون دولار أي (1250) مليون دينار عراقي ستدفع مقابل حضور قسم من عجائز العالم الذين سيقومون بتمرير الكرات داخل الملعب وهو بالكاد قادرين على حمل أنفسهم وكروشهم وهكذا أمر سيكون ملفتاً للإعلاميين لكي يخرجوا بصيدٍ ثمين لا يستفيد منه سوى العواجيز الذين قطعاً سيحاولون ترتيب مباراة أخرى في مكانٍ آخر من العالم لجني الأرباح كون اغلبهم تجاوزوا سن التقاعد وعليهم تحصيل ما يمكن كسبه!!..

مباراة الأساطير إستطاعت أن تدوّخ حتى قدوري أبو ألـ(باكلا) والذي سأل مع غيره ممن إتصلوا بنا مستفسرين عن فائدة مثل هكذا مباراة وهل حقاً ستصب بمصلحة الكرة العراقية أم أنّها لا تعدو عن كونها تجارية بحتة تستهدف حلب الأموال وعبر جهات عديدةٍ تشترك في إقامتها والترويج لها لإلباسها الثوب الشرعي؟؟!!..

والسؤال الآخر الذي راح يطرح علينا وهو.. لو أنّ وزارة الشباب والرياضة عملت على إستضافة منتخبات رصينة من خلال البروتوكولات التي وقعتها هي أو اللجنة الأولمبية وحتى إتحاد كرة القدم مع دوّل عدّة تم التطبيل والتزمير لها يوم التوقيع، لكان الأفضل للعراق ومن كل النواحي، لكن هذا لم يحدث مما يكشف أن تلك البروتوكولات لم تكن أكثر من حبراً على ورق..

ألم يكن من الأفضل لو أن هذا المبلغ الذي رصد للمباراة، تم تسخيره لإقامة خمسة لقاءات مهمة لمنتخبنا ومع منتخبات محترمة ولها مكانتها الدولية والعالمية وستعزز نتائجها سواء في الملعب أو خارجه من رصيد كرتنا الباحثة عن إحتكاك مثالي لكي تلحق بركب الآخرين؟ ولكن مع من نتحدث ومن يسمع إذا كانت الأغلبية (أذن من طين واخرى من عجين)!.

كان يمكن أيضاً أن يقيموا مباراة واحدة ذات مستوىً عالياً، يوضع لها صندوقاً لجمع ريعها، على إعتبار أن سعر تذكرة الدخول لمباراة الأساطير هو (25) ألف دينار، ليخصص ما نسبته (75%) من تلك الإيرادات لعوائل الشهداء والأرامل والجرحى والنازحين من المحتاجين لتلك المبالغ التي سيدخل أغلبها إلى جيوب عواجيز العالم غير المحتاجين لها أصلاً والتجار الذين نظّموها!.. وإن حصل ذلك ونشك أن يحصل، سيكون نقطة تحوّل كبيرة في تاريخ الوزارة المهلهل والممزّق ،

الأحداث المتواصلة عن هذا الموضوع تكشف بأن ما يحصل هو عملية تجارية بحتة، الغاية منها هي إستنزاف جيوب الجماهير التي ستحضر والتي ندعوها من هنا أن تبادروتغيير مسار الأموال التي ستدفع ألـ(25) ألف دينار بإتجاه صندوقٍ يستحدث لدعم الشرائح التي ذكرنا وتثبت للوزارة بأن هكذا لعبة لن تنطلي عليه وسيحفر ذلك بذاكرة الأجيال ويكتب للجماهير الكروية أنّها فعلت ما عجزت أو تغاضت الوزارة عن فعله!..

في أحيان كثيرة نسأل ويسأل البعض عن عمل الوزارة والأولمبية وإتحاد الكرة الذين عجزوا مجتمعين عن تنظيم أو توفير مباراة ودية واحدة من العيار الثقيل وحتى الخفيف للمنتخب الوطني، ترى ألا يعد هذا فشلاً وعجزاً لهم يوضّح ضعفهم في قيادة الرياضة العراقية بشكلٍ عامٍ والكرة على وجه الخصوص..

نحن لا نطعن بأحد وإنما نذكّر وعسى أن تنفع الذكرى ولدينا حقائق ملموسة سنظهرها للجميع ولكننا نشير إلى تصريحات الوزارة أيضاً والتي آلمت رؤوسنا وهي تتحدث عن شحّ المال وسياسة التقشف التي طالت كل شيء وها نحن نراها تبذخ على مباراة الأساطير العواجيز ألـ(تافهة) قبل أن تجري كونها ستجمع لاعبين أكل عليهم الدهر وشرب ويريدون تسليط الأضواء على أنفسهم لغرض التسويق أو لفت الأنظار وإيجاد فرص عمل!..

نخاطب الإعلام الشريف أن يأخذ دوره ويكشف الحقائق وتعرية هكذا ألاعيب ولنا عودة حول هذه المباراة إنتظرونا قريباً..