18 ديسمبر، 2024 10:43 م

مبادي الآحزاب وعقائدها في بناء الدولة والمجتمع

مبادي الآحزاب وعقائدها في بناء الدولة والمجتمع

الآحزاب العراقية وبالتحديد من يدير دفة العملية السياسية  ,,مبادئها,, وتوجهاتها العقائدية,, وأسباب التأسيس   كرود فعل على سياسات أنظمة تعاقبت على حكم العراق وأدارته بأسلوب تعسفي ومارست  التهميش الطائفي  الوقومي والعرقي والمذهبي  ولم تكن أسباب التأسيس معظمها   استحقاقات وطنية  لتكون احزابا وطنية خالصة  مبادئ,, وتطيبق,, ومسؤولية , وانما عبارة  عن احزاب دفاع عن مكونات وطوائف وقوميات   , وارتباطها  بمرجعيات خارجية  أهدافها مصلحة شعوبها على حساب الشعب العراقي ومصالحه ووحدة اراضيه …تلك الآرضية الفكرية والعقائدية المتشددة والمحددة أصلا بايدلوجيات دينية وقومية ,واسباب التأسيس  قيدت الآحزاب  في قرأت المتغيرات التي حصلت للمجتمع العراقي وفهم واقع البلد المتهاوي  جراء سياسات نظام البعث الشمولي القمعي   وأثار الحصار على المواطن والمجتمع  نفسيا وثقافيا ومعاشيا  ونتائج الحروب على الدولة العراقية اقتصاديا وامنيا مما اصاب رؤاها وسياساتها الداخلية والخارجية الآنية والمستقبلية بالقصور والتخبط والسطحية  ووصعوبة التأقلم مع التحديات وما يطرأ من جديد على الساحتين   وما يتطلب منها   من حلول علمية وعملية وغير متقاطعة مع الثوابت الوطنية   ووفق ما تقتضية المصلحة العليا  من اصلاحات ومعالجات وتشخيص مواضع  الخلل دون المساس بوحدة النسيج الآجتماعي بالتفرقة والتمييز  وعلى أن يكون هدفها الآسمى اصلاحي مفعم بروح الوحدة الوطنية والآنسانية   وترميم البنية الآجتماعية والآقتصادية والسياسية وتدوير الآركان المتوقفة والمظلمة من حياة المواطن لآظهار الدولة العراقية بمظهر  دولة متماسكة  تمثل  شعب واحد وبكل شرائحه وطوائفه  وليس دولة  أحزاب تمثل عمقها الطائفي والقومي  فقط.مما أثر سلبا على  العطاءات  والحلول الجذرية للمشاكل اليومية المتفاقمة والتعامل الفوري لما يستجد من مؤامرات    وتراجع بناء عملية سياسية راسخة  ووالدات قيصرية للحكومات…. وجميعهن بنات أزمة… 
والتفاف على نتائج صناديق الآنتخاب المعبر الحقيقي عن ارادة الشعب تحت ذرائع فئوية من شراكة وطنية وتوافقية واخرها المقبولية والله يعلم ماذا يكون مستقبل العملية السياسية .كل هذه الآنتكاسات نتيجة  لسياسات الآحزاب والكتل  قائدة المشهد   المقيدة والمكبلة بأسباب التأسيس الآيدلوجي وتضادد أسباب التأسيس والتوجهات  بين القديم وما تأسس بعد رحيل الطاغية كرد فعل على واقع جديد والتي نحت نفس المنحى الطائفي والعقائدي, ,,,سياسات جميعها  بشكل ردود فعال   لماضي البلد وحاضره وبنوع من التعامل السياسي الخطير لمجمل قضايا الوطن المصيرية  سمته الخلاف والتناحر في موضع التوافق الحتمي من  الثوابت الوطنية  بين قديم الآحزاب وجديدها , وكلاهما   يعملان بسياسات  الثأر   ,,,,,هذا الحشد الكبير من التضاددات  الفكرية والعقائدية والآحتكاكات  المتعاكسة والمصالح الفئوية  الغير متجانسة اظهرت عمل الآحزاب بعيدا عن الواجب  الوطني وانما بشكل  عطاءات وهبات ودفاع عن مكتسبات تحققت لمكونات   وليس انجازات وطنية هدفها خدمة العام بل لخدمة من يمثله ذلك الحزب  ….
 عملية الآنتقال من مربع ردود الفعل على الفعل الى مربع الفعل المتجانس والهدف الواحد والمصير المشترك أي بأتجاة  السلطة الخادمة المتجردة من أي ولاء وانتساب لغير الوطن ,,,والشعب ,,. وبناء دولة عصرية ومجتمع مدني  و الآرتقاء المهني والوظيفي    لكافة مؤسساتها التشريعية والتنفيذية خالصة من نفس  الثأر  يتطلب تحول فكري وعقائدي شجاع للآحزاب وترك  موضع الدفاع عن المذهب والطائفة والقومية الى موقع الدفاع عن المواطن بصفته انسان أولا والخدمة العامة وعدم الآكتفاء بالمصالحة الوطنية كحل وحيد لآزمة الوطن المتجددة  دون تغيير جوهري للآحزاب نفسها  وابداء الثقة للقادم الجديد للعمل السياسي بشرط الآيمان بالديمقراطية والشراكة  واتباع  نهج  التسامح  و نشر ثقافة المواطنة أولا  ليكون المسؤول مواطن ومتشبع بالقيم الديمقراطية والآنسانية قبل أن يكون مسؤول في حزب وموظف دولة .. أي الآنسان المناسب في المكان المناسب ..وهنا تحققت مصلحتان في اعداد مواطن ومسؤول يؤمن بالديمقراطية وقد كسبا الحزب والعملية السياسية مكسبا عظيما في الآعداد الحزبي وبناء الدولة من خلال الآعداد الصحيح والممنهج  ولكي لا تكون  العملية السياسية بالهجين , أي رفع الديمقراطية شعارا من قبل أحزاب راديكالية   للوصول للسلطة وتمارس حياة حزبية عقائدية  في عملية بناء الدولة والعمل الحزبي  والتعامل العام مع المواطن بروح الآستعلاء والتحصيل الحاصل  واستغلال عدم الوعي والعاطفة ممرا سالك للوصل لكرسي الحكم  , التضحية للوطن يجب ان تبدأ من ساحة الآحزاب نفسها قبل المواطن ومسؤولية البناء يتحملها المسؤول أولا ومن خلال تطوير الآحزاب لعملها الحزبي والقيادي لتكون احزابا رائدة في بناة عملية سياسية ديمقراطية حقا وسوف يكتب التاريخ لتلك الآحزاب تاريخا مشرفا لانهم بناة دولة ومجتمع  .