17 نوفمبر، 2024 4:24 م
Search
Close this search box.

مبادرة رئيس الجمهورية السيد معصوم .!

مبادرة رئيس الجمهورية السيد معصوم .!

المبادرةُ هذه التي حفلت بها وسائل الإعلام , فأنها تفتقد معناها اللغوي والموضوعي اصلاً , فَ ” المبادرة – INITIATIVE ” وفي كلّ اللغات < تعني مَن يسبق غيره في طرحِ مشروعٍ او رؤيةٍ ما , وتعني ايضاً أوّلَ مَنْ يقدّم مقترحاً لحلّ أزمةٍ اومعضلةٍ ما , وتكون مبدئياً مقبولةً من الطرفين > , وبذلك فأنّ مبادرة رئيس الجمهورية محكومٌ عليها بالإعدام الذاتي والمعنوي مع وقف التنفيذ.
وَ مبادرة الرئيس فؤاد ومنْ قبل اعلان تفاصيلها وعرضها على الحكومة العراقية < ولا نقول على قيادة الأقليم البرزانية ! > فقد جاءت وكما معروف بعد مقترحاتٍ من الأمريكان والأنكليز والأمم المتحدة وجهات دولية واقليمية اخرى لأجل تأجيل الأستفتاء الى إشعارٍ آخر ولكن غير محدّد .! , والتساؤل الأول في ذلك : لماذا لم يبادر الرئيس فؤاد بمبادرته ويستبق بها الوفود الدولية والأممية حول هذا الأستفتاء .!

وفي الواقع فأنّ عدة آراءٍ تلتقي حول ذلك , لكنّ اهمها هي أنْ ما كان لرئيس الجمهورية أن يطرح طرحه هذا لولا شعوره بالحرج الشديد لموقعه كرئيس للعراق , بينما ” وبالعاميّه فجماعته ورَبعه ! ” بصدد اقتطاع وقضم جزءٍ كبيرٍ من العراق , ولا سيما أنّ نواباً في البرلمان بالأضافة الى وسائل الأعلام تطالب بتنحيته عن الرئاسة , وخصوصاً أنّ السيد الرئيس متشبّث بصمتٍ مدوٍّ برئاسة الجمهورية وبما تدرّ عليه وعلى عائلته من امتيازات مالية وغير مالية .

رأيٌ آخرٌ من هذه الآراء , هو أنّ رئيس العراق ما كان له أن يعلن عن هذه المبادرة ” المشكوك في نجاحها ” من دون موافقة السيد مسعود البرزاني ومن قيادة الأتحاد الوطني الكردستاني ” حزب الرئيس ” , بعدما شعروا اولئك القادة الكرد بالتضييق الدولي ضد الأستفتاء وبتلميحات بالتدخل العسكري التركي بهذا الشأن .

الموضوع برمّته قابل للتوسّع واكبر من الآراء التي لا مساحة لعرضها , لكنّ النقطة الستراتيجية والحيوية هي صمت وتجاهل رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان عن موقف الرئيس فؤاد معصوم حين احتلت بيشمركة حزبه كركوك ثم عززتها بيشمركة مسعود في احتلال هذه المحافظة منذ سقوط الموصل في سنة 2014 .

الموضوع برمّته قابل للتوسّع واكبر من الآراء التي لا مساحة لعرضها , لكنّ النقطة الستراتيجية والحيوية هي صمت وتجاهل رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان عن موقف الرئيس فؤاد معصوم حين احتلت بيشمركة حزبه كركوك ثم عززتها بيشمركة مسعود في احتلال هذه المحافظة منذ سقوط الموصل ولحدّ الآن , حتى غدت هذه كركوك مشمولةً بالأستفتاء .!

مبادرة الرئيس فؤاد محكومٌ عليها بالفشل الذريع , فليس بوسعه إقناع حكومة المركز بمطالب وامتيازاتٍ جديدة من البرزاني , ولا بمقدوره إقناع قيادة الأقليم بشروط الحكومة المركزية في بغداد , لكنّ هذه المبادرة الهشّة ستسمح للرئيس بالبقاء لفترةٍ اطول بمنصبه ” مهما قصرت ” , كما انها ستفتح هامشاً للمناورة عن الاستفتاء وموعده .!

أحدث المقالات