في زمن المقلوب ، عندما يؤتمن الخائن ويخون الامين وعندما تتفق كلمة الناس على بيعة الظالم ، في زمن ينتصر فيه للجلاد وتتشحط الضحايا بدمائها دون أن يرق لنا جفن او ينبض لنا عرق ، في بلد اصبح فيه الحق استثناء والخير صدفة والصدق طارئا ، في وقت صار فيه الباطل سجية والشر احد البديهيات والكذب صفة دائمة .. في هذا الزمن وهذا البلد وتحت هذه الظروف مبادراتك يا حكيم صارت نقمة على العراقيين.
عندما يستهان بمحافظة عراقية اعطت لهذا البلد الكثير الكثير ولم تجني سوى الفقر والعوز والتشريد وسوء الخدمات ، عندما تعطي البصرة نفطها لخزينة الدولة ولا تحصل بعد ذلك على مياه للشرب ، وعندما يعمل ابناءها في تقاطعات العاصمة بغداد لكسب قوت يومهم .. عند ذلك تكون مبادرة البترودولار التي اطلقتها يا حكيم ووقف بوجهها رئيس الحكومة نقمة على البصريين .
عندما يقف الوزير بكل ما اوتي من قوة وصلاحية وعزم بوجه مبادرة تنفع الناس ويجاهد بل ويستقتل لعرقلتها لكيلا يقال ان مبادرة منحة الطلبة الذي انتفع منه ابنائنا هو مبادرة السيد الحكيم .. عند ذلك تكون مبادراتك التي وقف بوجهها علي الاديب نقمة على الطلبة.
عندما ينتظر المتقاعدون سنينا طوال من اجل تعديل رواتبهم ، ويموت منهم الالاف قبل ان يحصلوا على جزء من حقوقهم بسبب تسويف الحكومة وعرقلتها للقانون مدة طويلة ، عندما لا يجد المتقاعد المال الكافي لشراء علاج لمرضه المزمن لان المالكي لا يريد ان تحسب هذه المنقبة للسيد الحكيم .. عندها تكون مبادراتك يا حكيم نقمة على المتقاعدين .
ولان الحكيم لا يملك السلطة التنفيذية لتطبيق وتفعيل هذه المشاريع فقد اكتفى باطلاق المبادرات وحث نواب كتلته على طرحها كمشاريع في مجلس النواب ، فهذه المشاريع او القوانين بحاجة الى السلطة والتخصيصات المالية وكلاهما بيد المالكي ، لذا فانني اقترح على الحكيم ان لا يطلق أي مبادرة واذا كان لديه افكار اخرى تنفع الناس فعليه ان يعطيها لاحد مستشاري المالكي لتحظى بمقبولية الحكومة ورأس السلطة وبهذا ينتفع بها الناس.