18 ديسمبر، 2024 6:17 م

مباحثات… محادثات وما من مخرجات !

مباحثات… محادثات وما من مخرجات !

احسان جواد كاظمفشلت دعوات متوالية لجمع أطراف الخلاف الشيعي في محفل واحد لتداول شؤونهم بعد رفض السيد مقتدى الصدر وتياره الجلوس مع من أسماهم بالفاسدين بعد أن قطعوا على تياره امكانية تشكيل حكومة ذات نهج يختلف عما كان سائداً من محاصصة فاقعة, عمادها الوطنية ونبذ التحاصص.
آخرها كانت مبادرة رئيس مجلس النواب المجمد محمد الحلبوسي.
عدم الثقة هي السائدة في علاقاتهم, لذا فأن التيار الصدري يرفض عقد جلسة لمجلس النواب ويدعو لحله, رغم تحرّق قوى الإطار لعقده, ليس حباً وتمسكاً بالأصول الديمقراطية في سير الإجراءات, كما يدعون, بل ربما لخداع الصدريين واستثمار غيابهم عنه, والانقلاب عليهم, والمضي بتشكيل حكومة, أمر واقع, اطارية قح تقوم بقص أجنحة التيار واضعافه, ويبدو ان السيد مقتدى الصدر يعي ذلك !
السمة العامة في كل لقاءاتهم استبعاد القوى الديمقراطية وشباب تشرين ومنظمات المجتمع المدني الأخرى عنها, لأنهم يخشون الشفافية والمكاشفة ورفع الستار عن الفضائع المرتكبة. وهي لقاءات استحواذ على القرار الوطني, لا يرى فيها الشعب أي جدوى او نفع, ويعلم بأنها لا تخرج عن حلقة صراع سياسي على المغانم واجترار النموذج الفاشل في الحكم.
تجنبهم اشراك القوى الأخرى من خارج اطرهم التحاصصية يضع ألف علامة استفهام على نوايا اجتماعاتهم وخططهم.
يجيبك أي مواطن عراقي بسيط عن فحوى تداولاتهم واجتماعاتهم :- بأنه تآمر !!!

عندما سُئل أحد ممثلي الإطار التنسيقي الشيعي عن سبب استبعاد أطراف سياسية فاعلة من خارج منظومتهم, أجاب متبجحاً : لضعف خبرتهم السياسية !!!
قد يكون كلامه صحيحاً, فهم لا يمتلكون خبرة التحايل وسرقة قوت المواطن وليسوا ضالعين في تشريح البلاد إلى شرائح طائفية وعرقية ومناطقية وعشائرية….

فيا ترى أين تكمن خبرتهم السياسية التي يتفاخرون بها على الآخرين ؟ هل بكم الانجازات الهائل التي يرفل بها العراقيين طوال ما يقارب العشرين عاماً من حكمهم, المتمثلة بالحروب الداخلية وشيوع الفساد وتغلغله في كل مفاصل الدولة والحياة الاجتماعية نتيجة سياساتهم النهبوية وسرقتهم للمال العام, وتدميرهم للاقتصاد العراقي وإلحاقه بإيران الإسلامية أم هذه العملية السياسية المشلولة ؟!!
خبرتهم السياسية تتمثل في جر البلاد إلى حافة الهاوية, بكفاءة منقطعة النظير… إلى ثقب أسود ومصير مجهول.

ان مشاركة القوى الوطنية والديمقراطية وشباب تشرين ضرورية لمعرفة ما يحاك ضد شعبهم و بلادهم وطرح البديل المدني الديمقراطي بدولة مواطنة وقانون وتكافؤ فرص لجميع العراقيين وحرية وسلام.
آن الأوان لتجمعوا أنقاض عمليتكم السياسية الفاشلة وترحلوا إلى غير رجعة. الشعب نبذكم !!!