4 نوفمبر، 2024 9:36 م
Search
Close this search box.

ما يحصل في العراق مهزلة بطلها المالكي وطاقمه الأمني الفاشل

ما يحصل في العراق مهزلة بطلها المالكي وطاقمه الأمني الفاشل

بعد كارثة وفضيحة الهروب الكبير لعتاة مجرمي القاعدة من سجن أبو غريب في تموز الماضي , هاجمت المرجعية العليا في النجف الأشرف على لسان ممثلها عبد المهدي الكربلائي , المسؤولين الأمنيين وقال إنّهم لا يكترثون بأرواح المواطنيين , وجاء هذا الانتقاد الحاد من قبل المرجعية العليا بسبب تكرار عمليات هروب السجناء من عتاة مجرمي القاعدة لعدد من السجون العراقية , حيث أصبح اقتحام هذه السجون والمعتقلات وإطلاق سراح القتلة الإرهابيين من تنظيم القاعدة الإجرامي , من النشاطات العادية لهذا التنظيم الإرهابي , بل وأكثر من هذا أصبح هذا التنظيم يهاجم مديريات مكافحة الإجرام ويقتل من فيها من ضباط وجنود ويطلق سراح قادته المعتقلين .
وبعد كل عملية هروب ينتفض القائد العام للقوات المسلّحة الفيلد مارشال نوري المالكي ويأمر قادته الأمنيين كل من المارشال الدليمي والجنرال الرميثي بتشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على أسباب هذا الهروب , وقبل أن تبدأ اللجنة التحقيقية بمهامها الموكولة إليها , يفاجأ العراقيون بعملية اقتحام جديدة لسجن جديد وهروب جديد للقتلة والمجرمين أكبر من السابق , فيأمر القائد العام من جديد بتشكيل لجنة تحقيقية جديدة للوقوف على الأسباب , فينسى الناس اللجنة القديمة , وهكذا دواليك .
ويبدو من خلال هذه الأحداث المؤلمة والتي كان آخرها فضيحة الهروب من سجن العدالة في الكاظمية والتابع لوزارة الداخلية , إنّ الدولة العراقية برّمتها وليس فقط المؤسسات الأمنية  , في ورطة حقيقية , والذي ساهم باتساع هذه الورطة وهذا المأزق هو القائد العام للقوات المسلّحة بنفسه , فلو كانت اجراءات القائد العام وقراراته سليمة لما تكررت حوادث هروب السجناء , ولو كانت هنالك تحقيقات واجراءات جدّية وحقيقية للمسنا نتائج هذه التحقيقات والاجراءات على أرض الواقع .
وما يحدث في العراق ليس فضيحة فحسب , بل هو مهزلة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى , وهذه المهزلة بطلها نوري المالكي وقادته الأمنيين الفاشلين , فأي بلد في العالم تحدث فيه مثل هذا الكوارث دون أن يؤدي ذلك إلى استقالة الحكومة ؟ وأي شعب في العالم تتكرر فيه هذه مثل هذه الكوارث وهو ساكت على حكومته ؟ وأقولها صراحة لكم لن تحدث مثل هذه المهازل في أي بلد في العالم عدا العراق , لأنّ بلدان العالم المتحّضر ليس فيها أمثال المالكي والدليمي والرميثي , ولوكانت عندهم ذرّة واحدة من الكرامة لتجرّعوا كأس السم بسبب هذا الفشل المتكرر , لا أن يخرجوا للناس بتبريراتهم التافهة .
في الختام .. أرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم هي أمانة في أعناق المسؤولين وليس نزهة , وما يحدث من مهازل في الملف الأمني يستوجب دعوة رئيس الوزراء وطاقمه الفاشل إلى البرلمان ومحاسبتهم عن كل قطرة دم عراقية سفكت بسبب قاتل مجرم هارب من سجون الدولة , وإذا كان البرلمان العراقي لا يهش ولا ينش , فالشعب ليس كذلك , فالشعب الذي صبر على ظلم وطغيان صدّام , سيصبر هذه الأشهر المتبقية من حكم الفاشلين , وحينها سيحاسب الجميع أشد الحساب على كل هذا الفشل الأمني وهذا النزيف المستمر لدماء العراقيين .

أحدث المقالات