18 نوفمبر، 2024 3:40 ص
Search
Close this search box.

ما يحدثُ فوق الأرض وما يحدثُ لي على الأقل

ما يحدثُ فوق الأرض وما يحدثُ لي على الأقل

التقديم لـــ (كتاب حمدة ) يعني في واحدة مما يعنيه أن تضع يديك على مساحة معينة من اللغة لغة غير مبعثرة لغة لاتحتاج للغة أخرى لتفسيرها وهي ذات طبيعة ثنائية فهي من ناحية لغة ذاكرة ومن ناحية أخرى لغة ذات محرك أسطوري كما أنها مليئة بالصور الصوتية غير محددة العناصر أو الفونيمات (الوحدات الصوتية)وكذلك أنها مرتبطة بمجموعة من الأنظمة وهو مايجعلها تستكمل وظيفتها التعبيرية عبر تدرجها الأتمولوجي ، ولعل تحويل اللغة الى أصداء يُمكنُها من أن تُكوّن وسائل إبداعية متنوعة وقدرة فائقة لإقامة علاقة مشتركة وغير متساوية بين العالم الواقعي والعالم المُتخيّل وهو مايجعلها نظاما يعتمد كليا على التقابل بين وحداته الملموسة وهذا مايميز اللغة عن غيرها من أنظمة الإشارات ولذا وبهذه الكمية من فهم

وظيفة اللغة وكذا الوعي بمفهوم الأسطورة وتشغيل الباطن باطنيا وليس تشغيلا ظاهرياً قدم الشاعر محمد القيسي لنا (كتاب حمدة )حيث أبقى تسلسله الزمني قائما ضمن الخروج من حسابات الأشياء المحسوسة الى تأثير المدرك على طبيعة زمن النص وبذلك ضَمِّنَ الفائدةَ الخيالية تلك التي إحتوت على أغراضها الكامنة والكاملة في إغناء وترتيب الصور الشعرية وكذا مايتبع من مشاهد المقاطع ففي نص الوحشة الذي إبتدأ به القيسي كتاب حمدة يقتحم الأشياء التي شكّلت خطرا على وجود الشاعر وجوده ضمن مساحة وطن محتل وجوده بغياب حريته وجوده في أحلامه الغير متماسكة ومن هنا لابد من وضع حمدة في المكان المختار( في الخبز- في طابونة الموقد – في زاوية الصلاة- بشقوق قدميها الملائكيين .. ) تلك هيَ أما هو فقد وضع نفسه في(كهل الأسفار- وكاسر الأواني- وعرنوس ذرة-وخوخ دامي ومجرى في سجيل الأوجاع )ومن هذا السيل يصالح لغته على أنها وسيلة لمعاندة النسيان إتجاه نتائج الحياة الخارجية والباطنية فالكلمة تشير لعاطفة والأخرى لفكرة والأخرى الى تجربة واعية لتحقيق غاية النص بما يتلاءم مع لحظة المحفز والنهايات التابعة لبدايات الجملة الشعرية حيث تغلق دورة التتابع الزمني ويأخذ مجاله بشكل من

الأشكال مايطلق علي الغامض المريح والذي يزاوج بين البُعد الإستغراقي وبُعد الدلالة الظاهراتي وهو مايعني الدخول في إبداع اللغة ومناخها المنتج، إن الحساسية الشعرية لدى محمد القيسي خالية من الجنون والإنحراف وخلخلة اللغة لأنها نتاج روحي مُعاش ضمن التجربة الإنسانية المشاعة حيثما يتولد ويتوالد القمع واليأس والمصير وأمام ذلك لابد أن يجعل الشاعر لحمدةَ الأفق قوساً والغمام ظلالاً وهو يريد رغم أن حمدة ترقد تحت الحجر يريد أن يصل إليها مايحدثُ فوق الأرض وإن إستعصى ذلك أن يصل اليها كما يقول مايحدثُ لي على الأقل ،

*[email protected]

أحدث المقالات