23 ديسمبر، 2024 2:45 م

ما وراء طلب الجنرال اوستن من المالكي عدم دخول مدينة تكريت ؟

ما وراء طلب الجنرال اوستن من المالكي عدم دخول مدينة تكريت ؟

في احيان كثيرة عندما تطرح اسئلة او تقدم استشارات ما تكون الاجابات او التوقعات مبهمة او يشوبها عدم الفهم لماذا قدم مثل هذا الطلب ؟ولماذا الان ؟ وما المقصود منه ؟ ويصبح المتلقي في حيص بيص ما المقصود وتبدأ التحليلات والتوقعات وكل يعطي لنفسه الحق بأن توقعه او اجابته صحيحة لكن كل ذالك يذهب مع الرياح عندما تتقدم الاحداث اتية بالإجابات التي كانت قبل ايام صعبة الحل ..
هذا ما حدث قبل تسعة اشهر تقريبا من الان عندما جاء الجنرال لويد اوستن مع خيرة الضباط الامريكيين الخبراء والتقوا بالقائد العام للقوات العراقية السيد المالكي وقت ذاك وبدأ التقييم الامريكي للواقع العراقي مخالفا ومحبطا لهم عندما كانت التقييمات العراقية تسير وفق ما يريده الضباط العراقيين على ارض المعركة ,,كان هناك الحاحا شديدا من السيد اوستن للمالكي بمنع القوات العراقية بدخول تكريت وكان هناك طلبا اخر لم يتبلور في الجلسة ولم يطرح لتشنج وتباعد وجهات النظر بين الطرفين الا وهو عدم دخول الجيش العراقي الى مدينة ديالى ايضا إلا ان هذا
الطلب الامريكي لم يعلن لأن العراقيين قد قرروا الدخول الى تكريت مخالفين الرغبة الامريكية وبالتالي صار معلوما لدى الامريكيين ان دخول الجيش العراقي الى ديالى وتطهيرها محسوما فلا داعي من طرح الطلب على القيادة العراقية ..
اكثر وأغرب ما دار في الجلسة بين الطرفين حول هذا الموضوع وكما اعتقد ان الطلبات الامريكية كانت مشروطة لكن العراقيين رفضوها قبل تقديم الشروط وطبعا الامريكيين كانت شروطهم معروفة مسبقا هو حكومة وطنية تحظى بالمقبولية واشراك كل مكونات الطيف العراقي فيها ومن ثم وبعد نجاحها يمكن لأمريكا ان تفكر في تنفيذ بعض من بنود الاتفاق الامني مع العراق وتقديم العون للعراق وحسب الاتفاقية الامنية الاستراتيجية التي ضربتها امريكا عرض الحائط ولم تأخذ بها ولم تنفذ بنودها وفي حاجة العراق الملحة للمساعدة الامريكية مما حدى بالعراق التوجه الى السوق
الشرقية لشراء الاسلحة وبالتالي كان هذا الرد ردا غير متوقعا من العراقيين وبالتالي فأن حكومة الرئيس اوباما اصبحت بوضع لا يحسد عليه من قبل الكونكرس الامريكي بعد ان وجه نوابه لوما قاسيا لحكومته ونعتوه (بالرجل النائم ) ولا يعلم مايدور في العراق .. الحقيقة ان اوباما ليس بالرجل النائم بل على العكس كانت له اهدافه وهي ايضا الخطط المستقبلية للعراق لايصاله الى حافة التقسيم وجعله امام الامر الواقع ناهيك عن الفهم الخاطئ للأمريكيين من ان اي امدادات عسكرية للحكومة العراقية يعني استخدامها ضد خصوم المالكي من الاكراد والسنة وحسب ما اوصلت
للحكومة الامريكية من مخاوف وخشية من الكرد والسنة وهذا ادى الى تعطيل ايصال الاسلحة الامريكية الى العراق علما ان اموالها مدفوعة ومشتراة ولها اوقات بالتسليم فات اجلها ,,
اليوم وبعد ان اوقفت القوات العراقية وبأمتياز وبصورة ادهشت البعيد والقريب وعلى السنة القادة الامريكيين والأوربيين تمدد قوات داعش نحو بغداد والوسط والجنوب الهدف الاستراتيجي لها والحلم بدخولها الى تلك المدن وتمريغ انوف الشيعة وحسب اعلانات قادة تلك العصابات ومن يوالونها ويتعاطفون معها واعطاء العهود والمواثيق وبالايام من دخول بغداد وكربلاء وبابل والنجف بزحف لا يقف قبالته جيش خارجا وفاتحا من الشمال مبتدأ بمدينة الموصل وبمساعدة العشائر السنية والاكراد وبمباركة دول الاقليم العراقي من تركيا والاردن والسعودية وقطر توقف ذالك
الزحف بعد ان انبرى لها السيد السيستاني بفتواه العملاقة التي حشد لها الشعب العراقي ليخرج الجميع حاملا السلاح ومبتغيا النصر والشهادة اختلف كل شيء في الحسابات الحقلية لأمريكا ولداعش وليدتها ولدول الامداد المادي الخليجي التي اصبحت اليوم تخشى التمدد الداعشي على اراضيها بعد ان فشلت في تحقيق اهدافها في بلاد بين النهرين ..
اليوم جاءت امريكا بطائراتها لمساعدة الاقليم وبدأت بدك معاقل داعش بعد ان تغيرت الاستراتيجية وبأعترافات الملا مسعود البرزاني اللذي قال وبالحرف الواحد (ان داعش غيرت استراتيجيتها فجاءة) وهذا القول يشرح لنا ان السيد البرزاني كان على علم بالاستراتيجية الداعشية التي على اساسها حصل على مكاسب لم يكن يتوقعها ولم يحلم بها ومنها دخوله كركوك وسهل نينوى وافراغ المناطق المتنازع عليها حسب المادة 140 من اقلياتها على يد داعش وتسليمها له بطبق من ذهب لكن نسي السيد البرزاني ان داعش هي عبارة عن عصابات تجوب الشوارع وليس لها اهداف محددة وليس لها صديق
اطلاقا بل انها في احيان كثيرة تقتل حتى اعضاءها اي انها عبارة عن قنابل تسير في الشوارع هدفها الحصول على النساء والمكاسب والاموال وارضاخ الغير بالذبح والجلد ,,تغير كل شيء واصبحت امريكا ايضا التي هي حليفة لمسعود البرزاني في موقف لا يحسد عليه في تنفيذ مخططها البايديني بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات ضعيفة من اجل ارضاء اسرائيل التي دست انفها وبوضوح في الاقليم واصبح الاسرائيليين يصولون ويجولون في الفنادق والشوارع الكردية والجميع يعلم بهم ,وهذه التطورات المتسارعة دفعت امريكا وبسرعة البرق لأرسال طائراتها لضرب حليفتها داعش التي
صنعتها وأسستها في سوريا واليوم تزودها بالسلاح لكن خروج داعش عن الاتفاق مع امريكا انتفضت امريكا بطائراتها لإيقاف المد الداعشي نحو المدن الكردية التي هي اليوم على مشارفها 35 كيلو عن اربيل وعشرات الكيلوات بل هي على مشارف دهوك ومحاولة امريكا تغيير بوصلتها نحو بغداد والمدن الشيعية التي وقف اهلها ولأول مرة بقوة وبهمة الرجال الرجال للأيقاف المد الداعشي وحصره في مناطق محدودة بعد ان اوشك الجيش على اخراجهم من تكريت وديالى وبسرعة مذهلة ..
هنا وضحت الاجوبة من الطلب الامريكي بعدم دخول الجيش العراقي الى مدينتي تكريت وديالى واصبحت امريكا الان تداري فشلها بتصريحات واهية غير مقنعة بمحاولة اقناع الشركاء واقناع الراي العام الامريكي بسبب عدم ارسال القوات الجوية منذ اليوم الاول الى العراق تارة تقول من اجل الحفاظ ومساندة الاقليات العراقية وأنقاذها من الموت خاصة في مدينة سنجار ومد العون لهم وتارة تقول ان هذه الطلعات الامريكية هي من اجل انقاذ الخبراء الامريكيين الضباط في الاقليم والذي عددهم يتجاوز 250 خبير عسكري يديرون غرفة عمليات المواجهة ضد داعش ناسية لها اكبر سفارة في
بغداد وخبراءها يتواجدون ايضا في مدن بابل وبغداد من اجل تقييم الوضع على الارض ..
خسر العراق الكثير من ابناءه ومن قومياته في الموصل وتلعفر وتلكيف وسنجار وتكريت وديالى وبات النازحين والمشردين في بلدهم يتجاوزن المليونا نازح يعيشون ظروفا صعبة تحت ظروف جوية قاسية كل ذالك بسبب التدخلات الخارجية وأجنداتها وتخبط الساسة العراقيين جميعا وبدون استثناء الخاسر هو المواطن والرابح هم دول المخططات المصدرة للعراق .
[email protected]