18 ديسمبر، 2024 11:11 م

ما وراء تفجيرات باريس؟

ما وراء تفجيرات باريس؟

في مؤتمر المنعقد في البيت الأبيض 24/112015، أكد باراك أوباما أن بلاده لن تنسي وقوف فرنسا معها، بعد أحداث 11 سبتمبر، مشدداً على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لباريس عقب الحادث الأرهابي.

يرى المراقبون الدوليين للسياسة الأمريكية، أن أمريكا كانت تقوم بحروب إما بالأصالة وإما بالانابة، ولكن بغطاء من الشرعية الدولية، إلا في بعض الحالات.
أحداث 11 سبتمبر، التي ضربت برجي التجارة العالمية في نيونيورك، ووزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن، غيّرت مجرى التاريخ في العلاقات الدولية، على تطّور مفهوم الحروب الوقائية الأستباقية، التي مارستها أمريكا من خلال نفوذها السياسي الواسع،  هذا ما أكده دبليو بوش في تصريح له قال فيه: إننا لا ننتظر العدو أن يأتينا بل نحن نذهب إليه.

يقول المراقبون أيضاً:الأدارة الأمريكية تسعى لتحقيق هيمنتها على العالم، والقضاء على جميع الجهود الرامية لإقامة نظام تجاري دولي جديد، ووجدت أمريكا الوسيلة الأمثل للقضاء على أعدائها، من خلال الحرب الوقائية، وعلى ضوء هذه الأستيراتجية الأمريكية الجديدة، بعد أحداث 11/أيلول، أطلقت التصنيفات على بعض الدول، كالدول المارقة، ومحور الشر، التي تصب في مصلحة التدخلات العسكرية، على أساس الضربة الأستباقية للعدو.

وجدت الضربة الوقائية ضآلتها في النظام السياسي في أفغانستان والعراق، وأن هذا النظام يأوي الأرهاب، ويسعى لأمتلاك أسلحة دمار شامل.
هؤلاء المراقبون، جاءت تحليلاتهم وفق الوثيقة الذي أصدرها البيت الأبيض في 20/ 9/2002،بعنوان:(استرايجية الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية)، وتتالف من”3000″كلمة.

هذه الوثيقة تعكس رؤية الإدارة الأمريكية أنذاك، وتدعوا للأستفادة من الظروف الناجمة عن أحداث 11 سبتمبر، لتكريس الهيمنة على العالم، وتسمح للتدخل الأمريكي في شؤون الدول مباشرة، وبدون الرجرع للقرارات الدولية، لحماية أمنهم القومي كما يزعمون، ومنها فكرة الحروب الأستباقية ضد العدو، حسب تصنيفهم للعدو والصديق.

ذكرت صحيفة التليجراف البريطانية على موقعها الألكتروني في 26 سبتمبر 2015، ان الزعيم الجديد لحزب العمال”جيريمي كوربين”، ألقى بالائمة على جورج دبليو بوش، وتوني بلير، في أستغلال هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، لهم بالذهاب إلى الحرب.
عقب مقالة ل”كوربين”على صحيفة”مورنتج استار”، أشارت الصحيفة إلى أن “كوربين”قد أشترك مع بعض الشخصيات التي تزعم أن بوش الإبن، كان عضو في مؤامرة”النظام العالمي الجديد”، والذي دبّر هجمات 11سبتمبر لتحقيق مكاسب شخصية، وكان كوربين يؤيد نظرية المؤامرة المشار أليها.

الكاتب والباحث المرموق، والأستاذ الجامعي الأمريكي المتقاعد”دايفيد راي غريفين”، وهو أستاذ سابق متخصص في فلسفة الأديان، في جامعة كلارمونت بولاية كاليفونيا، صدرت له عدة مؤلفات وابحاث ومقالات، منها خمسة في موضوع 11 سبتمبر، وفي رسالة وجهها إلى القائمين على المسيرة، بمناسبة تنظيم مسيرة”من أجل معرفة حقيقة احداث 11 سبتمبر”، قال فيها:
(إن الحرب المزعومة التي شنتها إدارة بوش ـ تشيني ـ ضد الأرهاب لم تكن في الحقيقة سوى حرب عدوانية ضد المسلمين، وحرباً من أجل النفط، والسيطرة على ثروات الدول الإسلامية).

الأستاذ الجامعي”راي غريفين”، نشر مقالاً في 4 نوفمبر 2006 تحت عنوان:(قراءة في تقرير لجنة التحقيق الرئاسية)، الذي كشف فيه 115 كذبة حول أحداث 11 سبتمبر، للتقارير والتصريحات الرسمية لإدارة بوش، منها حدثين مهمين:

الأول: الحريق الذي نشب في البناية الملحقة بالبيت الأبيض.
ثانيا: أنهيار المبنى رقم 7 لمبنى التجارة العالمية، الذي لم تصطدم به أية طائرة، مستنداً على ذلك، بقول الخبير الهولندي في المتفجرات”داني جوونيكو”، الذي قال: أن المبنى رقم 7 تم تدميره من الداخل بواسطة المتفجرات.

هذا ما أكده أيضاً، الصحفي والناشر الأمريكي، والمنشط برامج الأذاعة والتلفزة”فيكتور ثورن”، في كتابه”عملية 11 سبتمبر”، وقام بتحليل دقيق لأنهيار المبنى، وأكد أن هذين الحدثين يشكلان بالفعل موضوعاً تتجنب وسائل الأعلام الحديث عنهما، فالكثير يعتبرون الأنهيار الكلي للمبنى، احد الأمور العلمية، والألغاز المحيرة في عصرنا الحاضر.

بعد هذه المعطيات، نتسائل هل أن الرئيس الفرنسي”هولاند”، أصبح عضواً في نظرية الموامرة”النظام العالمي الجديد”؟ فقد أكد في 16 نوفمبر 2015، إن بلاده ستكثف غاراتها في سوريا التي تم فيها التخطيط لعمليات التفجيرات في باريس، وفي مجلس البرلمان دعا”هولاند”، مجلس الأمن بالإسراع لأصدار قرار ضد الأرهاب، واصفاً سوريا بالبلد الذي يمثل( أكبر مصنع للأرهاب عرفه العالم)، ولو لاحظت معي أنه ركز على سوريا فقط، وكأن الأرهاب لم يوجد إلا في سوريا!.

القضية واضحة بعد هذه التصريحات للرئيس الفرنسي، وهي إ سقاط النظام السوري، ولعل تصريح”أوباما” الذي ذكرناه في المقدمة يؤكد هذه الحقيقة، ويبدو أن هولاند أنظم للاستراتيجية الامريكية”أستباق العدو والضربة الوقائية”، وهذا ما قاله أوباما في ختام قمة مجموعة العشرين في تركيا: نعلن اليوم عن أتفاق جديد، سنعزز الوسائل التي نتبادل من خلالها المعلومات الأستخباراتية “والعسكرية “مع فرنسا.

قد لاحت بالأفق بوادر لسياسة معدة بعد تفجيرات باريس، كتوتر العلاقات بين تركيا وروسيا، ودخول تركيا للاراضي العراقية، وتصريح أوباما في نشر قوات خاصة في العراق، ودعوة كيري للدول العربية في نشر قوات برية في سوريا، واعتقد ان المنطقة مقبلة على حروب ومجاعة، وكوارث خطيرة، لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وقانا الله شرها!.