من وجهة نظرنا التحليلية الثاقبة والبناءة في تحليل اقتصادي سياسي جغرافي للحرب الكونية الكافرة على غزة , وبهذا نعتقد ان اغلب الشعب العربي لا يعرف عما يحدث في غزة , ولكن بعودتنا قليلا الى الوراء وقبل انطلاق الحرب على غزة بأسابيع , ذهب “النتن ياهو ” الى اجتماع مجلس الامم المتحدة ممسكاً بخريطة شرق اوسط جديدة ومرسوم عليها بالخط الاحمر ممراً اقتصادياً ممتداً من الهند مروراً بالإمارات العربية والسعودية متجهاً الى الاردن ثم إسرائيل وصولاً الى اكمل القارة الاوربية , وبالتالي المباشرة في المشروع الامريكي – الاسرائيلي ومحاولة القضاء على منظمة ” البركس” وطريق الحرير الصيني القديم الجديد الذي كان اكبر واقدم طريق تجاري في العالم يمتد من الصين الى روسيا ثم البحر الابيض المتوسط , والصينيون يعلمون مدى اهمية هذا الطريق وهم يريدون بناء الاقتصاد حيث يعتبر هو مستقبل الاقتصاد والتجارة والسياسة العالمية , ومنذ فترة وجيزة اتفق العراق وايران على مد سكة حديد بين البلدين الجارين ,وهذا ما يتطلبه طريق الحرير الصيني , اذاً الان لديك خط قطارات مباشرة على هذا الطريق الصيني , وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد زار الصين اكبر بلد اقتصادي في العالم قبل فترة زمنية ليست بالبعيدة وكان يحاول منذ عقد من الزمان بزيارة الصين وتوقيع مثل هكذا اتفاقية , حيث ان طريق الحرير الصيني له مدخل سكك حديدية ممتدة الى البحر الابيض المتوسط طريق ميناء اللاذقية في سوريا ,اذ ليس فقط برياً ولكنه خط تجارة بحرية , وهذا شيء عظيم , وعلى نفس القدر من الاهمية من كل هذا هو فقط موضوع واحد, ومازال لدينا موضوع الغاز , وكيف نتحدث عن الشرق الاوسط دون الحديث عن النفط والغاز, فعندما مولت امريكا انقلاب ” مايدان اوكرانيا ” عام 2014 لم تفعل ذلك من اجل حلف الناتو والتوسع ومحاصرة روسيا , كل هذا كان يجري من اجل التحكم وقطع الغاز الروسي عن أوربا , حيث تعتبر روسيا اغنى دول العالم باحتياط الغاز, وانها سوف تتحكم بخطوط الغاز من خلال اوكرانيا التي تغذي اوربا بالغاز الروسي لعقود , حيث وجدنا بان السياسيون الامريكيون الجمهوريون والديمقراطيون من كل ولاية يصرحون بكل وضوح نحن لا نريد خط الغاز الروسي ” نورد ستريم ” وقال بايدن بالحرف الواحد ” نحن لا نريد “نورد ستريم “خطوط الغاز الروسية ,وسوف ننتهي من ذلك , اما كوندليزا رايز” فقد قالت بوقتها: نريد ان يكون لنا خطوط انابيب غاز لا تمر باوكرانيا وروسيا وقد حاولنا مع الاوربيين استخدام خطوط اخرى وقد جاء الوقت المناسب لفعل ذلك , ويجب الاعتماد على خطوط الطاقة الامريكية الان وان الحجم الهائل من البترول والغاز الذي نجده الان في امريكا الشمالية .
