19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

ما هو مفهوم العربي للديمقراطية ؟!!

ما هو مفهوم العربي للديمقراطية ؟!!

يقول مجلس حكماءاليونان:ان الديمقراطية أذا ركبها الرعاع تحولت الى فوضى ولذلك يجب أن تترك للحكماء وأهل الخبرة لقيادتها ورعايتها.يمكننا الآشارة الى بعض الحوادث التي وقعت في صدر الآسلام ؛فعندما كان يوزع النبي{ص} العطاء على الناس ؛تقدم أحد البدو فجذبه من قميصه ؛وقال له أعدل يامحمد ؛فقال له النبي ؛اذا لم يعدل محمد فمن يعدل؟في صراع صفين ؛عندما حاول الآ مام علي حقن دماء المسلمين ؛تصدى له مجموعة من جيشه وعارضوه ثم كفروه وبعد ذلك قتلوه.
الشاعر العربي يقول :الرأي قبل شجاعة الشجعان   هو أول وهي المحل الثاني.
من يتابع مايجري في العالم العربي في وقتنا الحاضر ؛سيشعر بالآحباط والمرارة واليأس ؛لما وصلت اليه ألآمور من فوضى وتخريب وتدمير في كل مناحي الحياة الآجتماعية والسياسية وألاقتصادية وحتى ألآخلاقية ؛وبالمرور بالآحداث التي تجري في بعض الدول مثل :
1-العراق:الشعارات المرفوعة تذكرك بسوق الهرج؛ومنها على سبيل المثال؛يطالب المتظاهرون؛بأسقاط الحكومة والدستور والبرلمان وتطبيق الشرعية الآسلامية وبالآقاليم؛الى جانب طرد القوات الآتحادية من المحافظات الغربية وألمناطق المتنازع عليها وأعتبارها قوات غازية وخاصة في المناطق الشمالية ويجب سحبها وألا تعرضت للهجوم عليها وطردها ؛كما يطالب قادة المتظاهرين بطرد كافة العاملين التابعين للحكومة المركزية من مناطق غرب الفرات وألا تعرضوا للقتل.من شعارات قادة التظاهرات التهديد بالزحف على بغداد وطرد الصفويين والكسروين منها وأعادة الوجه العربي لها ورجوعها الى الحاضنة العربية .ركب الموجة مفتي قطر القرضاوي بالدعوة الى أباحة دم المالكي وقتله كما فعل من قبل في فتواه بقتل القذافي ؛اما هتافات مشايخ التظاهرات فحدث ولاحرج ومنها{نقطع الرؤوس أحنا ألقاعدة ونقيم الحدود؟!!ْ.والبلد أصبح أسيرا بين سندان رجال ألدين ومطرقة شيوخ ألعشائر.
2-مصر:لم يتوقف الهرح والمرج فيها منذ سقوط مبارك؛قبل سنتين ؛حيث تحول ميدان التحرير الى ساحة نزال بين المتظاهرين فيما بينهم وبين الشرطة يوميا ؛تزهق فيه ألآرواح  وتدمر الممتلكات العامة والخاصة وتوقفت عجلة الحياة الآجتماعية والآقتصادية والتربوية .أنتشرت الفوضى في كل محافظات مصروأمتلآت ألمستشفيات بجثث ألضحايا والجرحى؛أنهار ألآقتصاد المصري وأرتفعت نسبة البطالة ألى أكثر من خمسين بالمئة وهبط سعر الجنيه ألمصري؛ وربما تصل المجاعة فيها الى مستوى المجاعة التي حصلت في بيافرا في ثمانينات القرن الماضي.
3- ليبيا لم يعد في ليبيا دولة ؛بل توجد فقط مجاميع مسلحة تسيطر على ألمدن  الليبيةحيث تقوم بأرهاب الناس وفرض ألاتاوات وكل مجموعة لها جيشها الخاص ومحاكمها ولا توجد سلطة للدولة ولاتستطيع حكم ألبلاد؛وأذا ما حاولت أنشاء مؤوسسات لادارة الدولة يهاجمها المسلحون ويختطفون المجتمعين أو يقتلوهم.
4- أليمن :الدولة عبارة عن مليشات وعشائر مسلحة ؛أما تونس فيسيطر عليها ألسلفيون ويفرضون شرعيتهم على الناس بالقوة والقهر وألارهاب ؛وأخير سوريا التي تأمر عليها أعراب الخليج وحلفائهم ألاسرائيليون والدول الغربية وهي الان تحتضر فالقتلى والجرحى بمئات ألالوف ولم تعد هناك مصانع ولا مزارع ولا مؤوسسات خدمية أوتعليمية وألهاربين من ألموت بالملايين.
هل هذه هي الديمقراطية التي نفهمها وهل تستحق هذا الدمار للبشر والحجر ؛فلم تستطع لبنان أقامة حكم ديقراطي ؛التي أستقلت في اربعينات القرن الماضي وكان عدد سكانها لايزيد عن بضعة مئات من الالوف أنذاك؛ومنذ ذلك ألتاريخ وهي في حالة نزاع وحروب بين مكوناتها الثلاث ألرئيسية؛بينما الهند التي أستقلت بعدها أستطاعت أن تقيم دولة ديمقراطية يشير اليها العالم بالبنان ؛بقومياتها وأثنياتها وأديانها المتعددة.
يبدوا أننا لم نتخلص من ماضينا البعيد ونستلهم من حروب الداحس الغبراء وحرب البسوس ديمقراطيتنا وأسلوب التعامل في حل الخلافات.حكاية تاريخية تقول؛أن البهلول دخل على هارون الرشيد؛فسأله ؛ما أسوء فعل مرفوض من قبل الناس يقوم به أنسان؛فقال للرشيد ؛ولي ألآمان ؛فقال له لك ألآمان؛نهض البهلول وأمام الحضور خلع سرواله وقضى حاجته أمام الجميع ؛استاء الرشيد من ذلك وعنفه ؛فرد عليه البهلول ؛يوجد فعل  أسوء من ذلك؛طلب صولجان الرشيد وضرب به فضلاته فتوزعت على الجميع ؛وهذا مايحصل في عالمنا العربي؛ في وقتنا الحاضر؛وهذه هي ديمقراطية الرعاع الذي حذر منها فلاسفة اليونان.