18 ديسمبر، 2024 8:03 م

ما هو مدى التظاهرات العراقية ؟!

ما هو مدى التظاهرات العراقية ؟!

بين الحين والآخر تكون هناك فورة في الشارع العراقي تطالب بالإصلاحات وبالتعديلات وبمحاربة الفساد وتصل هذه الفورة لمراحل كبيرة ومتطورة تؤثر على المشهد العراقي العام, وبعد فترة من الزمن تنجلي تلك الغبرة لتعود التظاهرات مقتصرة على محافظة أو اثنتين ويكون موعدها الجمعة لمدة ساعتين فقط !!!!…

وهنا نسأل هل التظاهرات التي شهدتها محافظة النجف وكربلاء وبدأت تتصاعد وتيرتها في باقي المحفظات العراقية وخصوصاً الجنوبية هل ستكون تلك التظاهرات مرحلية فقط وفقط ؟ أي فقد عندما تنتهي موجة الحر يعود الناس إلى بيوتهم دون إحداث أي تغيير على أرض الواقع بحيث إن الذي تغير هو فقط درجة حرارة الجو فالمسؤول والوزير باقٍ في منصبه والمتظاهرين خرجوا يطالبون بتحسين واقع الكهرباء ولم يجدوا إذناً صاغية مع تفريق المتظاهرين وتهديدهم بالجهات المدسوسة وما إلى ذلك !!..

كما لو سلمنا بأن الدولة أو الحكومة تقوم بإقالة وزير الكهرباء فهل سيعود المتظاهرون لبيوتهم ؟ وهل تتحسن الكهرباء بإقالة الوزير أو المسؤول ؟ إن معاناة الكهرباء سوف تبقى مستمرة ولن تنتهي وسوف تتجدد في كل يوم تكون فيه درجة الحرارة مرتفعة جداً, لذلك نقول إن تحقيق المطالب والتظاهر من أجل تغير واقع الحال وتحسين الخدمات من ضمنها الكهرباء لا يتم بتظاهرة مداها لا يتعدى الأيام بحيث تزول مع زوال موجة الحر فكم شهدنا من تظاهرات خلال السنوات الماضية ولم يحصل أي تغيير, لهذا يجب أن تكون التظاهرات مستمرة وفي كل المحافظات حتى يكون هناك تغيير جذري وتعديلات حقيقية واقعية وليست حلول ترقيعية وقتية يمتص من خلال غضب الشارع فقط أيام الحر.

فالمطلب الحقيقي يجب أن يكون هو بمحاربة الفساد من جذوره الذي كان هو أساساً في استمرار أزمة الكهرباء وغيرها من أزمات أخرى ونحن نقول ذلك ولم تعد تنطلي علينا كل الحيل التي أصبحت نافذة الصلاحية من قبيل أفتت المرجعية بوجوب انتخبا هؤلاء أو نصرة للدين والمذهب أو تحرم عليكم الزوجات أو خوفا من رجوع البعثية فكلها أمور أصبح منتهية الصلاحية لذلك يجب أن يكون التغيير جذري لكل أصول الفساد ولا تقتصر القضية على شخص أو مسؤول أو وزير وهذا لا يتم إلا بإدامة زخم التظاهرات واستمرارها حتى إسقاط جمع المفسدين ومن يتستر عليهم.