عامين أو أكثر مضت والعواصم العربية ملتهبة تعيش لوعات ما يسمى بــ(الربيع العربي)، و لا عرف ماذا يعني الربيع خصوصا أذما اطلعنا على أعداد الضحايا في صفوف الأبرياء سواء كانوا في تونس ام مصر أو حتى ليبيا ناهيك عن ما جرى ويجري يوميا في سوريا أو حتى البحرين المظلومة إعلاميا ربما …!
ولكي لا يفهمني البعض خطأ فانا” لست مع بقاء الدكتاتوريات (القديمة)” ولا حتى أدافع عن (القذافي او مبارك أو ابن علي ولا الأسد) ولكني اعتقد بان ما جرى ويجري خلف الكواليس قد تكون مخططات مرسومة سلفا للشعوب العربية تكتب هناك بعناية وكأنها توصيات ترفع لشعوبنا التي تنفذ بنجاح لأنها ( مجبرا اخك …).
اعتقد ان ما حدث سابقا من تغيرات دراماتيكية في المنطقة العربية ووصول الإسلاميين من شتى المكونات الى مقاليد الحكم لم يكن وليد الصدفة أطلاقا ، فالمؤسسات الغربية الرصينة كانت تخطط منذ سنوات طويلة الى ضرورة تغيير او رسم صورة جديدة(للشرق الاوسط) يمكن من خلالها ان تحقق أهداف ستراتيجية بعيدة المدى تتمثل ربما بالاستحواذ على خيرات الدول العربية او حتى بوضع حجر الأساس لسيناريو تقسيم بعض الدول (الناضجة!!) على أسس طائفية او حتى قومية من اجل ضمان مشروع (الدولة اليهودية) ربما أو لتحقيق أهداف إستراتيجية متنوعة أخرى قد نجهلها … وهذا ليس بالأمر الغريب ، ولكن الغريب ان تمرر تلك السيناريوهات من خلال حكم الإسلاميين…؟! غريبة جدا…!
وحتى لا نخرج عن أطار العنوان الذي اخترناه ، فان مراكز صنع القرار في الغرب تفكر بإيجاد حلول أولا للكثير من مشاكلها الداخلية ولا سيما الأخيرة منها او ما يعرف بــ(الأزمة المالية العالمية) التي بدأت تعصف بالعديد من الدول وربما بدأت ملامحها تظهر بوضوح في دول الاتحاد الاوربي واعتقد ان واحدة من تلك الحلول يتمثل باستثمار( الأموال العربية) التي يعتبرها الغرب بأنها (أموال يمكن ان تستثمر بسهولة بموافقة او بدون موافقة) كما عبر عن ذلك احد عرابي السياسيات الاقتصادية في أوربا قبل اكثر من عام مضى.
أذن فكيف يمكن استغلال تلك الثروات او السير قدما نحو تغير خارطة الشرق الاوسط وتحقيق اهدافهم البعيدة المدى والأمور هادئة في الدول العربية..، فبدأت هنا سيناريوهات(الربيع العربي)…!!
وبدأت الحكاية عندما أســتُغلت فيها نقمة الشعوب العربية على حكامها الذين سطروا أروع قصص الدكتاتوريات وتوارثت العوائل الحكم أبا عن جد في العديد من تلك البلدان الأمر الذي مكن الغرب بتفعيل ما يعرف (بالربيع العربي) ، وليحبكوا حبكة قد تندم عليها الأمة العربية خصوصا و الإسلامية على وجه العموم خصوصا وان حكامنا الجدد سيكونون هذه الايام من الإسلاميين الذين لا يجيدون لغة السياسية وبالتالي فان تعنتهم وتمسكهم بستراتجيات قديمة في الحكم سيمكن الغرب من الوصول الى اهدافهم بسهولة..
فلو أمعنا النظر في سقوط أنظمة بن علي ومبارك ثم القذافي (غير مأسوف عليهم) تبعا لوجدنا ان الأمر ليس وليد الصدفة فجميع الحكام كانوا هناك ينعمون بمباركة منقطعة النظير سواء كانت من رفاقهم في الوطن العربي او من خلال أسيادهم في العالم الغربي.
فالاعلام العربي او حتى العالمي كان يمجد (بن علي) ويمتحدح (مبارك ويصفق (للقذافي) و يؤيد (صدام ) وهكذا يفعل مل الاخرين.
هفل تذكرون عندما كان المطلوب منهم أن يقفو ا مع صدام ضد ايران ؟
كانت وسائل الإعلام تردد ( ايران الفارسية و صدام حسين سيف العرب….!!) وقتها كان الشعار المطلوب هو العروبة!! و صوروا لنا (سيف العرب بأنه امتداد لسيوف الصحابة الأبطال)..ولكن ما هي إلا سنوات قليلة لينقلب السحر على الساحر..!
فهل تذكرون عندما كان المطلوب اخراج صدام حسين من الكويت وقتها (خليجنا واحد) هو الشعار المطلوب رفعه وسيف العرب لم يكن سوى (طلع سيفنه خشب) على رأى المثل الشعبي .
عندها فقط سمعنا عن المذابح التي ذهب ضحيتها عرب سُــنة تحت ظل (سيف العرب) في الكويت و لولا العداء الواضح بين صدام و الشيعة لكانوا صوروه لنا أنه شيعي يتقي ويقتل ..
ولو تركنا موضوع صدام وعدنا لسوريا لوجدنا ان الأعلام العربي منشغل هذه الأيام بعرض مظلومية (السـُـنة) وطائفية حاكمه الأسد ( بحسب تعبيرهم) وكأنهم صحوا من سباتهم العميق ليتذكروا ان تركيا هي الحضن الأكبر للعرب الســُـنة…؟! على الرغم من كونهم يعلمون جيدا بان السياسية التركية في الوطن العربي لا يمكن ان تخرج من أطار سياسية الدولة العثمانية الكبرى …؟
سؤال بسيط :
ما هو دور الشعوب العربية القادم ؟،
للاجابة عن هذا التساؤل علينا ان نعرف ماذا يريد الغرب في البعيد وكيف يخططون له…؟!