26 نوفمبر، 2024 6:06 م
Search
Close this search box.

ما هو دور الأنظمة الرجعية العربية بمسار الحرب على سورية ؟!

ما هو دور الأنظمة الرجعية العربية بمسار الحرب على سورية ؟!

في تقرير شامل للكاتب ستيفن شوفانيس نشر مؤخرآ في موقع معهد رون بول للسلام والرخاء أشار شوفانيس إلى أن المعارضة المتمردة في سورية دعمت بشكل واضح من الكثير من الأنظمة العربية “الرجعية ” وقال شوفانيس أن هذه المعارضة اتخذت منذ البداية “اتجاهآ متطرفآ واضحآ”، وكانت تحت سيطرة جبهة النصرة ومجموعات متطرفة أخرى، مؤكدآ أنه ليس في المعارضة السورية “معتدلين”، وأنه ليس هناك أي فرق بين المتطرفين والمعارضة المعتدلة التي تدعمها واشنطن وحلفائها من العرب ، ولذا، فإنه من غير المستغرب أن تكون مكاسب المعارضة الأخيرة كلها من إنجاز الإسلاميين المتشددين، والأهم هنا ان شوفانيس  تحدث بشكل واضح أن تطرف المعارضة كان نتيجة لبرنامج سري قادته ال “CIA بالتواطؤ مع حلفاء إقليميين لتوسيع قاعدة المعارضة في سورية وتقوية المتمردين الإسلاميين ضد الحكومة السورية”، وأضاف شوفانيس أن التقدم الذي حققته المعارضة مؤخرآ كان نتيجة لزيادة الدعم لتنظيم القاعدة والمجموعات المتطرفة الأخرى لكي تزيد من هجماتها ضد الحكومة السورية، حيث تم إمدادهم بالأسلحة الثقيلة للمرة الأولى من ” السعودية وتركيا” تحديدآ ،ومجموعة دول أخرى تدول بفلك هذه الدول وهذه الأنظمة ،وبموافقة أمريكية،وختم شوفانيس  تقريره بالتأكيد على أن الدعم الذي تقدمه واشنطن وحلفائها من العرب  للمنظمات الإرهابية غير قانوني وضد القانون الدولي.
 
 
ما يهمنا هنا بحديث شوفانيس هو علاقة الأنظمة الرجعية العربية الداعمة للمعارضة اللاسورية بالمشروع الصهيو –امريكي ، الذي  يستهدف سورية اليوم ، فالحرب الأخيرة على الدولة السورية  هي نتاج مشاريع الصهيونية العالمية ومن خلفها إمريكا وأدوات إمريكا بالمنطقة العربية والأقليم، وهذا الأمر بالذات لايمكن لعاقل ان ينكره ،فقد أنتهجت هذه القوى  نهجآ واضحآ يستهدف تدمير سورية ،واليوم يشارك امريكا والصهيونية بتدمير سورية بعض ألانظمة الرجعية العربية وألانظمة المتأسلمة ، فهؤلاء بفصول عمالتهم وافعالهم الشاذة الواضحة للعيان مهما حاولوا لن يستطيعوا اخفاء حقيقة عمالتهم للمشروع الصهيو -أمريكي، الذي يستهدف منطقتنا وشعوبها وثرواتها وحضارتها وعقيدتنا ألاسلامية بشكل خاص والمسيحية الشرقية بشكل عام.

ولهذا فأن الحديث القديم الجديد عن عمالة هذه الأنطمة الرجعية العربية  للمشروع الصهيو -امريكي في المنطقة هو قديم من قدم اغتصابهم لعروشآ اغتصبوها وكراسي لم يستحقوها ، والكل يعلم كيف وصل الكثير من هؤلاء لكراسيهم ، و على حساب مقايضات قذره عكست بجملة ما تعكس حالة الارتهان للمشروع الصهيو -امريكي الذي تعيشه الامة العربية اليوم بمنطقتنا العربية ، وفي اخر فصول عمالة هذه الانظمة هي مشاركتهم الواضحة بمسار التدمير الممنهج للدولة السورية بكل اركانها ، والكل يعلم ان كثير من الأنظمة  الرجعية العربية والمتأسلمة بالاقليم لها دور كبير بمسار هذا التدمير الممنهج  الذي تتعرض له الدولة السورية ، ولايخفى على احد بهذه المرحلة مدى التلاقي بين مشاريع الانظمة الرجعية والمتأسلمة العربية والاقليمية مع المشروع الصهيو –إمريكي على الارض السورية فجميع هذه المشاريع التقت على هدف واحد وهو اسقاط الدولة السورية بكل اركانها ، كتمهيد لاسقاط المنطقة ككل بحالة الفوضى، لخدمة المشاريع والاهداف المستقبلية للكيان الصهيوني بمنطقتنا ، ومن ناحية أخرى ستستفيد هذه الانظمة الرجعية العربية والمتأسلمة من حالة الفوضى ككل بتثبيت أعمدة أركان حكمها بعد أن شارفت على ألانهيار .

 

ومن هنا يظهر وأضحآ مدى توحد وتلاقي المشروع الصهيو -امريكي، ومشروع الأنظمة الرجعية والمتأسلمة فوق الجغرافيا السورية ،فالأنظمة العربية الرجعية كان لها دور بارز بهذه الحرب المفروضة على الدول السورية ، فهم بهذه الحرب أستطاعوا أن يحققوا للصهاينة ماعجزوا عن تحقيقه منذ عقود وهو الوصول الى نشر الفوضى والدمار الممنهج بالدولة السورية، بعد أن أنجزت هذه  الأنظمة الرجعية العربية وبالشراكة مع المشروع الصهيو -أمريكي ، مخططهم بضرب وحدة واستقرار وقوة العراق ، وكل ذلك موجود برؤية الكيان الصهيوني الاستراتيجية لطبيعة مستقبل المنطقة ككل ، وورد كل ذلك بوثيقة كيفونيم الاسرائيلية الصادرة عام 1982، والتي تحدثت عن أطر عامة يجب أن يعمل بها قبل أعلان قيام دولة اسرائيل اليهودية الكبرى ، فتدمير سورية ونشر الفوضى بها هو جزء من مشروع كبير يتم التحضير والتجهيز الأرضيه له لقيام دولة أسرائيل اليهودية  الكبرى على أنقاض الدول العربية المحورية التي يجري تدميرها بشكل ممنهج بهذه المرحلة ،وسورية جزء من هذه الدول المحورية .

ان قراءة مسار دعم بعض الأنظمة الرجعية العربية لمسار الحرب على سورية ومشاركتهم الواضحة بمسار التدمير الممنهج للدولة السورية ، يظهر ان هدفهم الوحيد من كل هذا ،هو تقديم صكوك الطاعة والولاء لسيدهم الامريكي المتصهين ،ليمنحهم بدوره مزيدآ من الوقت للبقاء على عروش اغتصبوها وكراسي لم يستحقوها ،وهذا ليس غريبآ عن هؤلاء ،فهولاء هذا هو دورهم الوظيفي المعطى لهم منذ ان جلسوا على عروشهم .

ختامآ ،من الواضح اليوم أن صمود سورية بشعبها وجيشها وقيادتها السياسية ،أمام فصول ومراحل وموجات وتبدل خطط هذه الحرب الشعواء على سورية ،قد أسقط الكثير من خطط هذه الأنظمة الرجعية العربية والمتأسلمة بالأقليم،وجعل القائمين على رسم وتنفيذ هذه المشاريع يعيدون حساباتهم لطبيعة المعركة الذي يديرونها اليوم بسورية كمقدمة للعدوان على الأمة كل الأمة،والواضح ان القادم من الأيام سيشهد الكثير من المتغيرات بطبيعة هذه الحرب،وهذا ما يؤكد حقيقة ان انتصار سورية سيرسم معالم النصر العربي على كل هذه المشاريع التي تستهدف أمتنا ومنطقتنا العربية،وسيكون هذا الانتصار هو الهزيمة الكبرى لهذه الأنظمة الرجعية العربية …

[email protected]

أحدث المقالات