17 نوفمبر، 2024 7:19 م
Search
Close this search box.

ما هكذا يُدار المؤتمر الصحفي يا جعفري !

ما هكذا يُدار المؤتمر الصحفي يا جعفري !

التنظيم والتهيئة لأيّ مؤتمرٍ صحفي ” لأيٍّ كان من المسؤولين او الشخصيات السياسية المحلية او الخارجية ” , فأنّما يكون قبل بدء المؤتمر الصحفي لا أثناءه .!

أُتيحَ لي امس مشاهدة الجزء الأكبر ” من على شاشة التلفزة ” للمؤتمر الصحفي المشترك بين وزير الخارجية السيد ” ابراهيم الجعفري ” , ووزير الخارجية الأردني السيد ” ايمن الصفدي ” , وبصراحة , تمنّيتُ أن لمْ أشاهد وقائع المؤتمر ولا متابعته .!

المؤتمر إبتدأ بحديثين لكلا الوزيرين , وكانت احاديثهما شكليّة وانشائية , ويسودها الطابع البروتوكولي في ادنى درجاته .! , وما أن جرى الأنتهاء من الحديثين او الخطابين ” وكأنهما خطبة جمعة مخففة ! ” , الوزير ابراهيم الأشيقر فاجأَ الصحفيين وفاجأ الوزير الأردني بأنْ اشترطَ أو حدّدَ خمسة أسئلةٍ فقط لطرحها على الوزيرين , وبمعنىً آخراً فقد حدّد خمسة صحفيين فقط لطرح الأسئلة , وهذا معناه أنّ على بقية الصحفيين أن يلتزموا جانب الصمت المطبق , وأنْ يندموا ” بينهم وبين انفسهم ” على تحمّل عناء المجيئ الى وزارة الخارجية , وعناء اجراءات التفتيش المكثفة .. والى ذلك فَلمْ يكن مقبولاً ولا لائقاً بالوزير العراقي بأن يختار وينتقي الصحفيين المراد منهم طرح اسئلتهم , وهذه سابقة لم تسبقها سابقة من قبل في دول العالم الثالث والثاني والأول .!

وعلى الرغم من أنّ عدد الأسئلة المحددة قد ارتفع الى اكثر مما حدده وزير الخارجية العراقي , وبطريقةٍ ” اعلامية – تلقائية ” , فقد لاحظنا أنّ الوزير الأردني كان اكثرَ دبلوماسية وتحفّظ من نظيره العراقي , كما لاحظنا ايضاً أنّ الجعفري يكثر من تحريك يديه وبطريقة غير مدروسه وفطريّة ! على العكس من وزير الخارجية الأردني .!

من جانبٍ آخرٍ , فقد بدا أنّ نسبة المراسلين او الموفدين الأردنيين ” الذين تحدّثوا في المؤتمر الصحفي ” فتكاد تبدو بنسبة 10 % 1 قياساً الى الصحفيين العراقيين .! , وعلى الرغم من أنّ غالبية الصحفيين الذين حضروا المؤتمر , والذين لم يحظوا بفرصة طرح أسئلتهم ولا التعريف بأسمائهم وأسماء وسائل إعلامهم , فقد إستنبطنا بالسيكولوجية الإعلامية بعدم وجود حضورٍ مؤثّر لممثلي وسائل الإعلام العربية البارزة او الشهيرة .!

من زاويةٍ مغايرة .! , فأنّ عدداً كبيراً من الصحفيين العراقيين الذين حضروا المؤتمر , لم يكونوا بقيافةٍ مرموقةٍ تليق بهم وبمكانة الصحافة .! وكان بعضهم يرتدي زيّاً أقرب الى ال T. SHERT .! وكانوا يفتقدون الهندام للأسف , وهذا ما يحزّ في النفس .! , لكنّ الأنكى من ذلك أنَّ الأسئلة التي جرى طرحها من المراسلين العراقيين كانت أقلّ من التقليدية ” وكأنها أسئلةٌ من هواة ومبتدئي الصحافة ! ” وخلت بالكامل والمطلق من سمة الذكاء الإعلامي في أدنى درجاته .!

ومن زاويةٍ بعيدةٍ – قريبةْ , فيذكّرني هذا الأمر بأحدى زيارات السيد نوري المالكي الى واشنطن , واثناء انعقاد مؤتمرٍ صحفيٍّ مشترك بينه وبين الرئيس جورج بوش الأبن ” الذي غزا العراق ” , فقال بوش حينها : < أريدُ أسئلةً من صحفيين عراقيين ! ولماذا تقتصر الأسئلة على الصحفيين الأمريكان .! > , وكان مؤدّى ذلك عدم وجود صحفي عراقي يتحدث الأنكليزية مّمن اختارهم المالكي ضمن زبانيته .! , وقد أحرجنا المالكي بذلك أشدّ إحراجٍ سيكولوجيٍّ واعلامييّ و وطنيٍّ .!

الخلاصة الخالصة والمستخلصة من هذا المؤتمر الصحفي , أنّه لم يكن ناجحاً وبأمتياز ! بسبب الأجتهادات الفطرية والغرائزية والسلوكيات الفردية للأستاذ ابراهيم الجعفري , وكأنه لم يحضر أيّ مؤتمرٍ صحفيٍّ بحياته , حتى لو كان جالساً في الصفوف الخلفيّة .!

 

أحدث المقالات