23 ديسمبر، 2024 3:37 م

ما هكذا يحكم العراق

ما هكذا يحكم العراق

فيما كان أحد الإعلاميين كما أوردت فضائية عراقية يسأل السيد المالكي عن موقفه من قصف  قضاء القائم من قبل طائرات سوريه ، لم يجد دولته جوابا منطقيا يفسر موقفه ، فرد في البداية بأن الطائرات قصفت القائم السوريه ! ثم استدرك بقوله قصفوا القسم الذي يقع في سوريا ! ثم قال القسم الذي يقابل المواقع السوريه ! ولم يجد في النهاية من قول الحقيقة بأنه يرحب بهذا القصف الذي يستهدف داعش التي تحارب في العراق وسوريه !.
من المؤكد ان المالكي يدرك جيدا ان الذين قتلوا في موجة القصف الجوي السوري هم ضحايا وسكان ومنازل بل ومؤسسات عراقية . وهو يعرف كم عددهم  وهويتهم وجميعهم عراقيون لا علاقة لهم بقتال او معارك .
التصريح الثاني في الأخبار على الفضائية كان حول كركوك وزيارة الرئيس البرزاني لها واعلانه ان كركوك جزء من كردستان وان اهلها سيسعدوا بهذا القرار ! وأشار احد الساسة الكرد تعليقا حول الأكراد في بغداد والمحافظات الأخرى بان سلامتهم هي مسئولية الحكومة الاتحادية !.
وفي تصريح آخر لدولة المالكي ، اتهم فيه شركائه الاكراد والنواب السنّة بأنهما تأمرا عليه في الإسهام بهجوم داعش وافتعال الأحداث ، ويقول انهم شركاء في المغانم وأطراف في صنع الأزمات والإصطفاف مع الإرهاب ثم لا يلبث بنفس الخطاب أن يدعوهما للإستمرار بالشراكة والعملية السياسية لجلسة البرلمان التزويرية وليست التوزيرية .وفي الوقت الذي يوجه فيه الإتهامات لأطراف دولية بالتآمر عليه ويتبجح آخرون من كتلته بأن حليفته أميركا مشتركة بخذلانه ، لا يستحي وهو يبارك لبشار الأسد  ضرباته الجوية لطيف من شعبه ويدعوه للمزيد ، ويطلب رسميا العون العسكري الأمريكي في حين تتواجد الطائرات المسيرة وقوات الحرس الثوري مع خبراء ايرانيين في قواعد عراقية ومناطق قتال ضارية .
شعب يقتل وينزح ويهجر في العراء بلا أبسط مقومات الحياة من ماء وطعام وكساء وسكن ، وشركاء العملية السياسية شيعة وسنة وأكراد يتباهون ويتسارعون في تحقيق مكاسبهم الشخصية والتمسك بمواقعهم التسلطية على شعب منكوب وثروات تهدر وتحرق ومؤسسات تهدم وتدمر .
لقد آن الأوان لكنس هؤلاء الحكام والساسة جميعا وقذفهم في مزبلة التاريخ وما ذلك على رب كريم وشعب أبي صابر بكبير ونحن على أبواب رمضان مبارك وزحف كاسح مقدام لشباب أُهينَت كرامتهم واستلبت ثرواتهم وانتُهكت محارمهم ولم يعد فيما ينالهم من ظلم وتهميش شيء يخسرونه الا التضحية والاستشهاد ، هؤلاء هم جموع العراقيين الأصلاء الشجعان اجتمعوا بنية عراقية وطنية وبروح من العفو والتسامح من موقع المقدرة والقوة للوفاء لوطن يحترق وكيان ينقسم وعراق ينكب ، هؤلاء ليسوا تكفيريين وليسوا تقسيميين وليسوا ذباحين او جزارين ، إنهم عروبيون عراقيون وطنيون ، سمّوهم ما شئتم بالقاعدة او بداعش ، هدفهم واضح وقتالهم عن النفس مشروع وهم في أرضهم يجاهدون ليسوا غزاة ولا غلاة ، سموهم ما شئتم لأن إناء العهر  والمكر والفساد والطائفية التي أصبحت شيمتكم بانت واضحة وجلية لشعبنا الذي نكبتموه ،( وكل إناء بالذي فيه ينضح ) . اللهم عجل بنصرك المؤزر ، لمن لشعب العراق يثأر ، وبسمك نادى وكبّر ، وانت العليم بما يخفى وما يظهر ، لقد مسنا الضر وانت ارحم الراحمين .
جاء في الأثر :
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى   فأولُ ما يجني عليه اجتهادُهُ
كذلك :
إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً    فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها