22 ديسمبر، 2024 8:20 م

ما هكذا يا حلوائي تورد الإبل

ما هكذا يا حلوائي تورد الإبل

نشر جاسم الحلوائي القيادي السابق في الحزب الشيوعي العراقي 5 حلقات في مواقع الانترنيت اطلق عليها اسم دراسة نقدية لكتاب (الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر ( 1968- 1979) ) لمؤلفه د. سيف عدنان القيسي، نظرا لسعة ما كتب الحلوائي وكونها تصب لتغذية هدف ونهج واحد، نعقب هنا حول ما جاء في الحلقة الثالثة منها لما فيها من طابع هجومي ومغرض حاد في محاولة للاساءة لمؤلف الكتاب د. سيف عدنان القيسي والذي هو بالأصل اطروحة دكتوراه وكذلك للأستاذ الفاضل د. اسامة الدوري المشرف على الاطروحة وكاتب المقدمة للكتاب مع اشارات او مرور سريع لبعض عن ما ورد في الحلقات
 الاخرى .
في بداية نقده يكتب الحلوائي عن عدد كبير من المصادر التي اعتمد عليها القيسي في بحثه الاكاديمي والتي تجاوزت الـ ( 400 ) مصدر ويصنفها حسب نوعها، ولكنه يشير الى ان بعض تلك المصادر غير معروفة، وهذا ما يثير الاستغراب فلا نعلم عن اي عدم معرفة يشير الحلوائي، ويبدوا انه يعتبر اي مصدر لم يقرأه او يطلع عليه او يسمع به يعتبر غير معروف وبالتالي فهو لا يصلح ان يكون مصدر لأي بحث علمي اكاديمي، لا اعلم كيف سمح الحلوائي لنفسه للخوض في هكذا موضوع وهو غادر العراق منذ 35 عاما ويقيم حاليا في الدنمارك ويحمل جنسيتها ولم يزور العراق الا بعض المرات القليلة
 بعد الاحتلال الامريكي في 2003، وهي زيارات غالبا ما تكون خاطفة وسريعة لقضاء مصلحة ما، وبالتالي فانه كيف تمكن من تشخيص المصادر المعروفة عن غير المعروفة وهو منقطع عن الشارع الثقافي والمعرفي العراقي كل تلك الفترة واطلاعه يعتمد الانترنيت وعلى ما يصله من ادبيات حزبية وبعض الكتب القليلة التي تصل للدنمارك وبنسخ قليلة قد يطلع عليها او لا، ومع هذا يجعل من نفسه مشككا في مدى مصداقية مصادر بحث علمي اكاديمي اطلع عليه بين مشرف ومناقش ومدقق علمي ولغوي خيرة الاساتذة في العراق. وبالتالي فان اشارة الحلوائي تلك هي مجرد محاولة جوفاء للاساءة للباحث
 والمشرف على البحث رغم ثناءه في نهاية الفقرة على الباحث لمجهوده في الوصول الى تلك المصادر واعتمادها .
في الفقرة اللاحقة يتناول الحلوائي مدى حيادية وموضوعية الباحث وبشكل مرتبك ومشوش وبالتالي لم يتمكن من ايصال اي فكرة للقارئ سوى الاستمرار في محاولة الاساءة والتنكيل، فنجده يستشهد بمقدمة المشرف وينتقل الى رأي د. عقيل الناصري في مقال له حول نفس الكتاب، ثم يعتبر الباحث لم يكن موفقا في موضوعيته وحياده ويلقي بالسبب على الاستاذ المشرف، ليردد لازمة اثقل بها قراءته النقدية تلك وكررها في الحلقات الخمس ولعدة مرات ليستتر ويتخندق بها حينما يجد نفسه يلف ويدور حول نفسه، تلك اللازمة اقتطعها الحلوائي من مقدمة الاستاذ المشرف وعلى طريقة ( ويل
 للمصلين ) والتي تنص على : ” كسب احترام الجميع لمضمون ما يكتبه “. لقد اعتاد الحلوائي في كتاباته الى ترديد مثل تلك اللازمة ليغطي على اخطاء وهفوات ما يكتب، فمثلا عند الكتابة عن موضوع ما حول الحزب الشيوعي لا بد من ترديد عبارة ( مؤتمر الديمقراطية والتجديد ) وبشكل ممل في اشارة الى ما يسمى المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي، لكونه يدعي المساهمة في كتابة بعض وثائق ذلك المؤتمر، ويالها من ديمقراطية بائسة وتجديد اجوف انتهت بالحزب الى احضان الامريكان وحلفاءهم من الاحزاب الشوفينية الكردية .
ينتقل بعدها الحلوائي الى عنوان الكتاب ويعتبره خاطئ استمرارا لمنهجية المشرف الخاطئة دون ان يحدد لنا ما هو الخطأ في العنوان ومدى مسؤولية الاستاذ المشرف عن ذلك، علما ان عنوان الكتاب ( الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر 1968 ـ 1979 ) يختلف عن عنوان الاطروحة ( الحزب الشيوعي العراقي وموقفه من التطورات الداخلية والخارجية 1968 ـ 1979 ) التي ساهم المشرف في صياغتها، دون علم الحلوائي ان اختيار مواضيع الأطاريح وعناوينها من اختصاص رئاسة القسم في الكلية، وهذا يعني ان الاستاذ المشرف د. اسامة الدوري لا علاقة له بعنوان الكتاب. ثم يقترح الحلوائي عنوانا
 للكتاب (  الحزب الشيوعي العراقي في ثلاثة عهود 1958- 1979 ) ، ومن خلال هذا العنوان المقترح يظهر مدي سطحية وسذاجة قراءة الحلوائي للكتاب فهو يختار فترة تاريخية 58 ـ 79 خارج الفترة التي يتناولها الكتاب .
 في محطة لاحقة يخوض الحلوائي في طرح عقيم وممل حول اهم مرحلة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي معتبرا ان مرحلة ما بعد ثورة الربع عشر من تموز واقتراب الحزب من استلام السلطة هي اهم مرحلة في تاريخ الحزب في محاولة لتخطئة رأي الباحث القيسي، الذي يعتبر مرحلة البحث ( 1968 ـ 1979 ) اهم مرحلة في تاريخ الحزب وقمة الانفتاح في العمل العلني السياسي والفكري والتنظيمي، ونرى ان تلك مسألة نسبية لا تقدم ولا تؤخر ولا تحتاج الى كل هذا العناء من الحلوائي لتبرير اختياره لتلك المرحلة كاهم المراحل في تاريخ الحزب لو لم يكن هنالك نوايا مسبقة لوضع حجر فوق حجر ضد
 الكتاب والمؤلف والمشرف، فهنالك من يرى ان مرحلة ما قبل ثورة تموز 1958 ودور الحزب الشيوعي في قيادة وتأجيج الشارع السياسي العراقي من خلال قيادة المظاهرات والاضرابات والانتفاضات الجماهيرية هي اهم مرحلة في تاريخ الحزب بما حققت من مد وحس وطني  جماهيري وشعبي مهد لاندلاع ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ولا يزال الحزب يتعكز على تلك المرحلة وامجادها وشخوصها للكسب الجماهيري بعد انحداره نحو المستنقع الانكلوامريكي .
في محطة اخرى يتهم الحلوائي الباحث بالانتقائية في استشهاداته حول فشل مقاومة الحزب لانقلاب 8 شباط لكون الباحث يتطرق الى رأي الفقيد زكي خيري حول ذلك : [ … كان من الاجدر، عند الحديث عن فشل مقاومة انقلاب شباط، الاستشهاد برأي قائد الحزب وليس برفيق لم يكن في القيادة آنذاك.] وبذلك يطلب الحلوائي من الباحث التقيد بالراي الرسمي للحزب في تقييم الاحداث، في حين مبادئ البحث العلمي الرصين تدعوا الى تناول كل او غالبية الآراء من داخل وخارج الحزب ودراستها وتمحيصها دون الاعتماد على موقف قمة الهرم القيادي، وهنا ايضا يحاول الحلوائي ضمنا الاساءة
 والتقليل من اهمية ومكانة الفقيد زكي خيري لغرض في نفس يعقوب وليذكرنا انه كان خارج قيادة الحزب .      
يشير الحلوائي الى اطناب الباحث في ذكر الشيوعيين المعترفين والمنهارين وشرح اعترافاتهم وتنازلاتهم دون الاشارة الى بطولات الاخرين وصمودهم. وتلك اشارة اخرى مجحفة بحق الباحث سيف وجهده كونه كان حياديا وموازنا بين بطولة وصمود البعض واعتراف وانهيار آخرين دون اسفاف وتضخيم، في حين يحاول الحلوائي طلاء طروحات الباحث بطابع تشهيري، لذلك اجد نفسي مضطرا الى اخبار الحلوائي ان كراس ( الكتاب الاسود) الذي اصدره انقلابيي 8 شباط الاسود ويتناول اعترافات بعض قادة وكوادر الحزب الشيوعي العراقي ورسائلهم الموجهة الى ما يسمى بمجلس قيادة الثورة، لاتزال
 تعرض نسخ منه للبيع في شارع المتنبي ويمكن الحصول على نسخة منه لأي شخص كان. فعن اي اطناب يكتب الحلوائي، وهل يحتاج الى تذكيره بعدد الرفاق الذين ذكرهم في كتابه ( الحقيقة كما عشتها ) ممن انهاروا او اعترفوا في مرحلة ( 1978 ـ 1980 ) وبصموا على تعهد الاعدام الشهير بعدم ممارسة العمل الحزبي ثانية او اي صيغة مشابهة في حين تستر على اخرين بحكم العلاقات والاحقاد الشخصية، هذا هو الاطناب والتشهير بعينه يا حلوائي .
اكتفي بهذا القدر حتى لا تتحول تلك الملاحظات الى محطة لنشر الغسيل .   
 في الختام لا بد من الذكر ان الحلوائي خريج الدراسة الابتدائية وما يدعيه من تخرج في سيرته الذاتية ( تخرج من معهد العلوم الاجتماعية في موسكو عام 1973 ) ليوحي للآخرين على حصوله شهادة الدبلوم او البكلوريوس هو مجرد ادعاء ووهم فهذا المعهد خاص للدراسات الحزبية ( مدرسة حزبية ) مختصة باعداد وتهيئة القادة والكوادر للأحزاب الشيوعية بغض النظر عن تحصيلهم العلمي والدراسي السابق، يدرس فيها الاقتصاد السياسي وتاريخ الحزب الشيوعي السوفياتي وتجربة السوفييت بالتعاونيات الفلاحية وفصول مبسطة من الماركسية ـ اللينينية وما شابه ذلك، بعيدا عن اي ضوابط
 اكاديمية أو علمية وبامتحانات شكلية، وبالتالي فهي دراسة حزبية خاصة غير معترف بها، ولا يزود الدارس باي وثيقة او شهادة لأي جهة. ولا اعرف كيف يسمح الحلوائي لنفسه ( وهو خريج الدراسة الابتدائية ) ان يقيم ويناقش اطروحة دكتوراه في التاريخ الحديث حاصلة على درجة الامتياز من جامعة بغداد / كلية الآداب / فسم التاريخ باشراف ومناقشة ومتابعة خيرة الاساتذة الأفاضل ممن خرجوا اجيال من طلاب الماجستير والدكتوراه ليكونوا اساتذة اكفاء في اختصاصهم .