في القرية التي أقطن فيها رجال أشداء، قارعوا البعث وأذنابه، فضلا عن الشيوخ الذين سبق لهم المشاركة في معارك الوطن، وتحديد مستقبله، هؤلاء الرجال أذاقوا أعدائهم ويلات في سبيل العراق، (( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر))، يروي لي جدي وهو في مطامير البعث؛ ما جرى له وأقرانه من ألم، فداءا ونضالا عن مدينتنا التي إستباحها الرجس البعثي لسنوات طوال.
من إنتظر من أولائك الرجال حان دوره الآن، فوقف الى جنب أبناء أولائك الشهداء الذين قضوا، فقارعوا مجددا دواعش الكفر والالحاد، يا سادتي وأنا عائد اليوم من عملي؛ كانت الظلمة حالكة في قريتي المفجوعة! إستفهمت عن الحالة فإتضح إن الحكومة المحلية في الشطرة؛ قطعت التيار الكهربائي عنها بحجة رفد ميزانية الدولة من جباية الكهرباء.
هلا عوضتم يا ساستنا خسارة الميزانية المسروقة؛ من نفقاتكم؟ وأمهلتم البيوتات عودة أربابها من ساحات الوغى، ونعدكم سيسددون ما بذمتهم وإن جاءوا شهداء، فالشهيد لا يدع في ذمته مثقال ذرة، هلا أمهلتموهم يا سادتي؟ حتى يعودوا كسبتهم وهم يحملون هموم العوز والفقر، وسددتم عجزكم من رواتبكم الانفجارية.
ألم تسألوا أنفسكم؟ كيف تطمئن أولادها من فقدت أباهم في حرب الشرف والبقاء؟ بعدما أرخى الليل سدوله وقد قطعتم معه أسلاكهم، نعم حقكم ونحن مع القانون، لكن هلا تبعتم القانون وأرحتم ميزانيتنا من نفقاتكم ومخصصاتكم؟ وبهذا قد إستغنينا عن إيذاء الفقراء.
ما أود قوله: خففوا الوطأة عن شعبكم وناسكم، فثقل الهموم قد أوجع ظهورهم، وحققوا لهم متطلبات معيشتهم حتى تطالبوهم بالواجبات، وأصلحوا شأنكم حتى تأمروا عوائل الشهداء والمضحين بالمعروف.