قبل ايام ارسلت الخطوط الجوية العراقية “رسائل وايميلات ” لجميع شركات السياحة المؤجرة لطائراتها لنقل ” الكروبات الدينية والسياحية ” على وجه التحديد والغت جميع عقود الايجارات ” الجارتر ” بدون سابق انذار ونسوا من باب الرأفة والرحمة والانسانية, مئات المعتمرين من كبار السن عالقين في المملكة العربية السعودية منذ الخامس عشر من شهر ايلول الجاري ولحد كتابة هذا المقال , وهم يعانون من الامراض المزمنة كالربو والضغط والسكر وامراض اخرى , مما جعل تلك الشركات ان تجبرهم على العودة عن طريق البر الذي يستغرق اكثر من 34 ساعة , ما هكذا تورد الابل ايها المسؤولون الفاشلون بامتياز في ادارة الخطوط الجوية العراقية التي تمثل واجهة البلد الحضارية , وانتم الذين لم تعملوا مثقال ذرة خيراً لتطوير تلك الخطوط بالمستوى المنشود الذي يتطلع اليه المسافرون العراقيون والاجانب , كانت الخطوط الجوية أنموذجاً يحتذى به , وهي ثالث احسن خطوط جوية في العالم , ومنذ عام 2015 يشهد الطيران العراقي انتكاسات كبيرة في قطاع الطيران المدني العراقي, شكلت تداعيات خطيرة انعكست سلبا في عدة مجالات , وكلنا يعلم ان الوكالة الاوربية لسلامة الطيران المدني قد وضعت عليكم اشارات سلبية على تحليق طائرات الاخضر العراقية في الاجواء الاوربية لأسباب تتعلق بالأمان والسلامة العامة والفوضى , حيث انذرت المنظمة الدولية للطيرانICAO من حظر تسجيل الطيران المدني العراقي في اوربا, وذلك لكثرة استشراء ” الفساد” وعم وجود الادارة الكفيء في الخطوط الجوية العراقية, والذي يمنع أي جهد لرفع المنع الاوربي عنها علماً ان العراق احد مؤسسي المنظمة التي أنشئت عام 1944, لتولي إدارة وتنظيم شؤون اتفاقية الطيران المدني الدولي, وبالتالي يتوجب على العراق المتمثل بإدارة خطوطه الجوية ” الفاشلة ” , باعتباره عضوا مؤسسا الالتزام بما ورد في نصوص مواثيقها وتطبيق ما يصدر منها من قوانين وتعليمات تخص الطيران المدني, وخدمة المسافرين والوقوف على احتياجاتهم والسهر على راحتهم والالتزام بدقة المواعيد , مما يعزز ثقة المواطن العراقي والاجنبي بدولة العراق المتمثلة بسلطة الطيران المدني ,فوضى مطار بغداد تتصاعد يوماً بعد يوم , وعندما تحاجج المسؤولين في الخطوط الجوية العراقية يأتوك بحجج واهية لا يقتنع بها حتى الطفل الرضيع, ومن هذه الاعذار على سبيل المثال لا الحصر : عذر رقم 1: “الإشكال الذي حصل هو مع الخطوط الجوية العراقية لتأخر الرحلات , بسبب ربما يكون عطل فني في طائرة وهذا خارج الإرادة يؤدي الى تأخير بعض الرحلات , عذر رقم 2: “تأخر بعض الطواقم وبسبب الرحلات الإضافية التي وصلت الى وقت محدد وفق القانون وهذه أسباب خارج الإرادة , عذر رقم 3: “ان ما يحصل من مشاجرات وعمليات احتكاك داخل مطار بغداد الدولي أمر طبيعي”. ” العذر اقبح من الفعل ” , وقد اوعز رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ووزير النقل رزاق محيبس بتشكيل لجان تحقيقية برئاسة مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل والجمارك والمنافذ الفريق سامي السوداني على تلك السلبيات والفوضى وعدم دقة المواعيد وتأخير المسافرين لساعات طويلة وسط غياب المسؤولين الميدانيين في المطارات , وقد اقال ” السوداني ” الذي يتطلع جاهداً للتطوير والبناء واعادة ترميم البنى التحتية مشكوراً , بعضاً من المدراء العامين في الخطوط الجوية العراقية وفي المطارات ومعاقبتهم واحالتهم الى القضاء العادل , ولكن ” هل يصلح العطار ما أفسده الدهر” ؟ .