18 ديسمبر، 2024 8:18 م

ما هكذا تورد الإبل يا حكومة العراق ؟

ما هكذا تورد الإبل يا حكومة العراق ؟

حكومات العراق هل هي تدعي الغباء أم أنها تتغابى كي تخفي الحقائق و تغطي على قضايا الفساد التي اقترفتها ؟ عجيب غريب أمر تلك الحكومات المفسدة التي تحاول دائماً نفي التهم و الجرائم المتلبسة بها ، فقبل بضعة سنين صدر تقرير اللجنة البرلمانية المختصة في تقصي الحقائق الكامنة وراء سقوط الموصل التي تعرضت إلى الخيانة العظمى اشتركت فيها عدة أطراف سياسية و حسبما كشفه التقرير و بالأدلة القاطعة التي اعتبرت نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة في وقته المقصر الأول عن سقوط الموصل بيد داعش الإرهابي و على إثرها واجه المالكي عقوبة الإعدام بتهمة الخيانة العظمى وكان من المفترض طبقاً لنتائج ذلك التقرير و أحكام القانون العسكري تقديم المالكي إلى القضاء العراقي و إنزال أشد العقوبات عليه لكن و بسبب الضغوطات السياسية الداخلية و الخارجية و خاصة التي مارستها إيران على حكومة العبادي و تهديده المباشر بإحراق العراق برمته في حالة إصرار الأخير على محاكمة المالكي ، فلم يجرؤ العبادي على تطبيق العدالة بحق المالكي فلجأ إلى سياسة المماطلة و التسويف للحقائق و كالعادة تم لملمت الموضوع برمته نتج عنها إخفاء التقرير و الضغط على اللجنة التحقيقية بعدم المساس بشخص المالكي الفاسد الخائن ، و كذلك الضغط على القضاء المنبطح لأهل الدولار و الدرهم بعدم المطالبة بالقصاص من المالكي و اعتبار القادة العسكريين هم المسؤول و المقصر الأول في سقوط الموصل وعلى رأسهم قائد عمليات نينوى الفريق الركن مهدي الغراوي الذي يواجه الآن تهمة الإعدام رمياً بالرصاص حسبما أقرته المحكمة العسكرية الأولى و الحقيقة أن هذا الحكم ليس جراء سقوط الموصل بل لأسباب كثيرة في مقدمتها التصريحات الإعلامية الخطيرة التي كشف عنها الغراوي خلال الحوار الذي أجرته معه قناة البغدادية بتاريخ 29 / 12 / 2014 و الذي كشف من خلاله الدور المهم الذي لعبته المرجعية الفارسية و تدخلها المباشر في إدارة العمليات العسكرية و وضع الخطط العسكرية حيث أن تلك الخطط كانت تُعد في غرف العمليات المغلقة و كذلك هي مَنْ أصدرت الأوامر العسكرية بالانسحاب من الموصل و ترك العُدة و الآلة العسكرية كغنائم حرب لتنظيم داعش و عدم توفير الغطاء الجوي المناسب للقوات المنسحبة من ارض المعركة التي لم تدم طويلاً ، فيا حكومة العراق أليست هذه الأدلة كافية على اعتبار المرجعية الفارسية المتهم الأول بسقوط الموصل ؟ أليس الأولى إعدام المالكي ربيب هذه المرجعية الدخيلة على العراق ؟ ولو تنزلنا جدلاً و قلنا هذه التصريحات الإعلامية للغراوي ليست كافية لاتهام المرجعية و ابنها الفاسد المالكي في سقوط الموصل فنتائج تقرير اللجنة النيابية كافية لتوجيه أصابع الاتهام بالخيانة العظمى و بالتالي إصدار قرار تأريخي يقضي بإعدام المرجعية الفارسية و ابنها المالكي الخائن و ليس الغراوي و أمثاله القادة الفاشلين ؟ فما هكذا تورد الإبل يا حكومة العراق ؟