11 أبريل، 2024 1:48 م
Search
Close this search box.

ما هـي فلســفة الانتخــاب؟ (3) القرار..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قرار العقل ..!!

قد يستغرب البعض، من وجود الصلاحية عند العقل في انتخاب السيد الشرعي او الولي او الإله، ثم اتخاذ القرار تجاه قضية الطاعة، وتحديد مساحة الطاعة..!

فضلا عن صلاحية العقل تجاه انتخاب الرسل والانبياء، وما يترتب عليه من التزامات، وتحديد الشريعة، استنادا على النصوص والبيانات المستحصلة من السماء..!

مثلا، اليوم، الانسان يجد عدد من الاتجاهات الفكرية، ويمكن ان تقسم الى اثنين، هما الفكر المادي والفكر الديني، وكلاهما يؤمن بوجود (علة) او (خالق).. والفرق في التشخيص، عند الاتجاهين، او الفرق في انتخاب (الخالق).. يستند الى ما توفر من معلومات، وما توفر من (قوة) عقلية..

ويبدو ان قوة العقل عند الانسان، متفاوتة، وهي تجسيد لشدة ارتباطه بعالم العقل المجرد، وهذا قد يفسر تفاوت القوة العقلية من فرد الى اخر..

اما الانتخاب، فهو امرا ليس ترفيا عند الانسان، بل قرارا جديا، يقصد به الوصول الى منطقة الامان، بعد ان يحدد (العقل) تلك الجهة المؤثرة والفاعلة التي تسيطر على مجريات الامور، ويمكن لها ان تؤذي الانسان او تسبب له الفناء..

نعم، يمكن لضعيف العقل، ان يتصرف بسفاهة تجاه مصيره، تاركا الامور دون قرار، او انتخاب..

وهذا موجود، اكيدا، على المستويات كافة، فلا ينتخب الانسان على المستوى الفكري، او العقائدي… ويكون الفرد، كذلك، فاقدا للقرار، في امور مصيرية، تحدد الوضع العام..

هذا النوع، لا ينتخب.. لانه، عقليا، لا يتحسس الخطر.. ما دام.. في فمه الطعام..!

…….. الانتخاب من القيم الانسانية:

التغيير ثم التطور، هو نتاج الانتخاب، لان الحركة نحو الأفضل، يسبقها تحديد الأعلى رتبة، ثم انتخابه من بين عدد من الاختيارات والأطروحات..

ومارس الإنسان، في اعلى مراتبه (المرتبة الإبراهيمية) عملية فحص للموجودات، ثم اختيار الأفضل، واتخاذ القرار الانتخابي… وقد وثق القران الكريم ذلك الانتخاب في آيات من سورة الأنعام ونصها:

فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(78)

والانسان المثالي، هنا، يقارن بين الشمس والقمر، باحثا، عن القوة العظمى المؤثرة، وهو فعل عقلي، يهدف الى الوصول الى (بر الامان) عقائديا وماديا، ومستقبليا..

والنبي ابراهيم (ع) يمارس عملية مقارنة، بحثا عن الأفضل، وهي عملية (المفاضلة) او ما يصطلح عليه في الهندسة ب.. Optimization

او ما يصطلح عليه عند السيد الشهيد محمد الصدر (رض) بالاستهداف وقال فيه، مانصه:

أن معنى الاستهداف هو اختيار الطريق الأفضل للوصول إلى ذلك الهدف، وأي إسلوب كان، هو المعين وجوده في الكون، دون غيره، سواء كان هو الديالكتيك أو النظرية النسبية، أو غيرها، ويرجح تعيين الأفضل إلى الخالق الحكيم نفسه. إذن، فالاستهداف يعين القانون في الواقع، لا انه يجري في ضمن حدود القانون.

وللحديث بقية.

صفحة الكاتب على الفيس بوك: https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب