23 ديسمبر، 2024 1:30 ص

ما مر يوم علينا في العراق إلا وكان أسوأ من قبله !؟

ما مر يوم علينا في العراق إلا وكان أسوأ من قبله !؟

السياسيون في العراق لم يستفد العراقيون من حواراتهم وصراعاتهم .. الفقر يزداد ونطاق الظلم يتوسع.. ساعة أسوأ من أخرى وجحيم يتبعه جحيم ينهش صبر الناس ويجعلهم يلتفتون إلى باب للحل أو نافذة يترقبون من نورها بصيصا كي يشفي غليلهم ويعيد لهم حقوقهم ممن ظلمهم .. العراقيون يقاتلهم كل أهل الأرض وحتى الجن يقاتلنا ويتآمر ضدنا بينما يمتلك العراقيون جميعهم .. العرب والأكراد والتركمان والأيزيديين والشبك والجرجر .. قلوبا تسامح أعداءهم بابتسامة بسيطة .. يمدون أيديهم للعالم بالسلام فيرد علينا بالدم والنار والموت .. لم ينج عراقي واحد من الظلم والقهر وضياع المستقبل وضياع الممتلكات وخراب المدن منذ الآف السنين وحتى يومنا هذا .. فأخترقوا عقولنا ومزقوا عواطفنا ونثروا أحلامنا في سديم أسود كقلوبهم , دخلنا العباسيون وأصبحت بغداد عاصمة للعالم ثم تحولت الى مركز لصراع المذاهب وقتال العقائد وبحيرة تطوف فوقها الفتن فضاع كل شيئ ودخل المغول بقبلة من خائن عميل وتكرر دخول المحتلين البويهيين والسلاجقة والجلائريين والصفويين والعثمانيين والانكليز ثم الأميركيين وهم المحطة التي رسى فيها قطار موتنا وخراب ضمائرنا منذ ( 2003 وحتى أواخر 2021 ) ثمانية عشر عاماً من الشؤم والويلات ونزف الدماء ودخول المحتلين الدواعش إلى أرضنا الطاهرة حكمنا بها عقل موحد لكن وجوهه مختلفة .. إنهم قرقوزات السياسة ولمن لا يعرف معنى القرقوز فأنا لا أقصد به
( قراقوش ) وهو أحد ولاة القائد صلاح الدين الأيوبي على مصر واسمه بهاء الدين الأسدي .. بل أقصد القرقوز اللعبة المضحكة الصغيرة التي تضع كبوسا مخروطي الشكل فوق الرأس وجميعنا لابد وان وقف يوما يتفرج عليها في الأعياد أو في برامج الأطفال ! لاعمل للقرقوز سوى الضحك والتصفيق والصراخ بصوت عال مبحوح وبعض القرقوزات تطور أداؤها المهني فتعلمت الغناء والإنتقاد والحوار !
لكنها تبقى تابعة ليد تحركها وصوت ليس صوتها.. القرقوز لعبة مضحكة صغيرة يقف الناس للتفرج عليها والضحك على ما تطلقه من نكات ولربما كلمات لاذعة لمرة واحدة أو مرتين على الأكثر ! لأن كلامه متكرر وممل ومزعج بعد أول عرض .. السياسيون في العراق لم يستفد العراقيون من حواراتهم وصراعاتهم وسجالاتهم البائسة وحروبهم المستعرة داخل القاعات وفي الفضائيات ولم يزداد إلا الفقر والبطالة والغلاء وانخفاض مستويات التعليم واستمرار نزوح الكوادر الوطنية العلمية وإفتقاد متزايد للأمن والأمان وتهديد لحدودنا من دول طامعة وظهور قوى جديدة مسيطرة على توجهات الحكومة العراقية ومنعها من إتخاذ أي خطوة مستقلة مهما كان حجمها !
فرق كبير بين سياسي وحاكم ومسؤول يعمل بما يفترض أن يقدمه لمن انتخبه من العراقيين الفقراء الصابرين وبين أن يبقى تحركه أياد مجهولة قليل منها معروف ومعظمها لا نعرف هويته .. ولله .. الآمر.