أستهلال : تزوج محمد بن عبدالله من خديجة بنت خويلد ، في ” ربيع الأوّل ، ۱۵عاماً قبل البعثة / نقل من موقع الشيعة ” ، أما قناة / الكوثر ، فتبين أن هذا الزواج كان في اليوم العاشر ، وليس في الخامس عشر منه .. هذا الحدث التأريخي شكل موضوعا جدليا ، على مر القرون ، لما به من أشكاليات .. في هذا البحث سألقي مجرد أضاءة على هذا الموضوع – الذي تناولته سابقا ، مع بعض الوقائع ، لتعطينا تصورا حول محمد ودعوته ..مركزا على تأثير القس ورقة في قرآن محمد ! .
الموضوع :
سأسرد في التالي ، لمحات مختارة من حدث ” زواج خديجة بنت خويلد من محمد بن عبدالله ” ومن مصادر مختلفة : * فمن موقع / الشيخ أحمد شريف النعسان ، أنقل التالي ، حول من حضر عقد الزواج { صيغة العقد :- حضر النبي ومعه أعمامه ، فيهم أبو طالب ، والعباس ، وحمزة ، وخطبوها من عمها ـ على أصح الأقوال ـ لأن ” أباها قتل في حرب الفجار قبل ذلك ” .. وقام أبو طالب خطيباً فقال : الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل .. وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً ، وجعلنا الحُكَّام على الناس . ثم إن أبن أخي هذا محمد لا يوزن برجل إلا رجح به شرفاً ونبلاً وفضلاً وعقلاً ، وإن كان في المال قل ، فإن المال ظل زائل وأمر حائل ووديعة مسترجعة .. وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة ، وقد بذل لها من الصداق ما عاجله وآجله اثنا عشر أوقية ونَشَّاً ( والنش 20 درهماً ، والأوقية 40 درهماً ) .. وقام القس ورقة بن نوفل يجيب أبا طالب فقال : الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضلنا على ما عددت ، فنحن سادة العرب وقادتها ، وأنتم أهل ذلك كله ، لا ينكر العرب فضلكم ، ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ، ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم .. فاشهدوا عليَّ معاشر قريش إني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبدالله ، وذكر المهر . } . * ولكن في موقع / بوابة السيرة النبوية ، تسرد أنه من قام بزواج خديجة هو أباها / خويلد ، وليس عمها / ورقة ( وذكر ابن إسحاق : أن أباها خويلد بن أسد هو الذي أنكحها من رسول الله ، وكذلك وجدته عن الزهري وفيه : وكان خويلد أبوها سكران من الخمر ، فلما كلم في ذلك أنكحها ، فألقت عليه خديجة حلُةّ ، وضَمَخَّتهْ بُخلَوُقٍ ، فلما صحا من سكره ، قال : ما هذه الحلَةُّ والطيب ؟ فقيل له : أنكحت محمدًا خديجة ، وقد ابتنى بها ، فأنكر ذلك ثم رضيه وأمضاه .. ) . * وقد أختلف أهل السير في تحديد عمر محمد وخديجة معا – يوم تزوجا ( وقال الزهري : كانت سن رسول الله يوم تزوج خديجة 21 سنة ، قال أبو عمر : وقال أبو بكر بن عثمان وغيره : كان يومئذ ابن 30 سنة ، قالوا : وخديجة يومئذ بنت 40 سنة .. / نقل من موقع بوابة السيرة النبوية ) . رواية اخرى تقول أن عمر خديجة غير ذلك ( .. وهكذا نقل البيهقى عن الحاكم : أنه كان عمر رسول الله حين تزوج خديجة 25 سنة ، وكان عمرها إذ ذاك 35 ، وقيل : 25 سنة ) ، أما وفق ( أنساب الأشراف ص 98 – للبلاذري ، فيذكر أن عمر خديجة كان 46 سنة حين زواجها من الرسول .. ) . * اختلفت المصادر في عدد أزواج خديجة ، فمنهم من قال انها كانت بكرا عندما تزوجها محمد ، واخرين قالوا خلاف ذلك . فوفق / موقع العرفان – الشيعي ، يبين ان محمدا كان الزوج الأول لخديجة ( وأهم المواضيع التي نالها التزييف والتشويه هو : الادعاء بأن رسول الله کان هو الزوج الثالث لخديجة ، بعد أن کانت قد تزوجت بأثنين من سائر الناس ، واحد بعد الآخر ) بينما ورد في كتاب للمجلسي – بحار الأنوار ، ج 22 ، ص 191 ، مۆسسة الوفاء ، بيروت ( وجد اختلاف بين الطوائف الإسلامية حول زواج خديجة ، فذهب أهل السنة إلى أن خديجة كانت قد تزوجت قبل زواجها من النبي مرتين فيكون النبي هو الزوج الثالث لها ، بينما عارض ذلك الشيعة وذهبوا إلى كون الرسول محمد هو أول زوج لخديجة وأنها زوجته البكر الأولى ! ) . أما أسماء زوجي خديجة ( عن الزهري .. قال : تزوجت خديجة بنت خويلد بن أسد قبَلْ رسول الله رجلين :- الأول منهما : عتيق بن عايذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، فولدت له جارية . ثم خلف على خديجة بعد عتيق بن عايذ أبو هالة التميمي ، وهو من بني أسد بن عمرو ، فولدت له : هند بن هند .. / نقل من موقع السيرة النبوية ) .
القراءة : * أن زواج محمد من خديجة ، هو ” أمر دبر بليل ” – بين خديجة وورقة ، فكيف زواجا لسيدة من سادات العرب ، ومن أشرافها – تاجرة ، تتزوج وأبيها سكران مخمور ! ، ولم يصحو ألا وكل شي قد تم ! .. من قراءة الواقعة ، يتبين لنا ان أتفاقا جرى بين خديجة وعمها ورقة ، لأتمام عقد الزواج ! ، ومن مجريات الحدث ، يتبين أن والد خديجة ، لم يكن موافقا على زواج محمد من خديجة ! ، وحتى بعد أن صحى من سكره – رفض ، ولكن وافق بعد علمه بأن محمدا “قد ابتنى بها“. * أما دور القس ورقة في الزواج ” ورقة قد تنصر وقرأ ما وجد من كتب الأقدمين فاستقر على النصرانية وكان من علمائها / نقل من موقع أسلام ويب ” ، التساؤل : أن قسيسا سيزوج أبنة أخيه ، فهل يزوجها على العرف والتقاليد الجاهلية ! ،أم يزوجها بما يؤمن به من عقيدة / وهي النصرانية .. وجانب أخر ، لم يتزوج محمد على خديجة لمدة 25 سنة ! . ولا أرى هذا الأمر يعود لحبه لها فقط ! ( قال ابن حجر في فتح الباري ” ومما كافأ النبي به خديجة في الدنيا : أنه لم يتزوج في حياتها غيرها ” فروى مسلم من طريقالزهري عن عروة عن عائشة قالت ” لم يتزوج النبي على خديجة حتى ماتت ” / نقل من أسلام ويب ) ، وأرى أن محمدا يدرك أنه تزوج بعقد نصراني ، وبوجود قس نصراني – وهو القس ورقة / والنصرانية لا تسمح بتعدد الزوجات ، كما أن محمدا لا يجرؤ على هكذا خطوة .. والتجارة والمال والجاه وزمام الأمور كله بيد خديجة . * القس ورقة ، يزوج خديجة لمحمد / الفقير الحال ، وبمهر لا يذكر ” الصداق ما عاجله وآجله اثنا عشر أوقية ونَشَّاً ” ، دون موافقة أبيها .. وبوجود القس ورقة بعث محمد – وظهرت آياته القرآنية ، ولكن بموت ورقة / وهو ثان المصدقين به بعد خديجة ، يفتر الوحي ، وقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ( وروى البخاري (4953) حديث عائشة في بدء الوحي وفيه إخبار النبي ورقة بما رأي ، وقول ورقة له ” إِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ حَيًّا أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ” قالت عائشة ” ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ ، وَفَتَرَ الوَحْيُ ” ) ! علما أن وحي محمد أنقطع بوفاة ورقة لمدة ، قدرها بعض فقهاء المسلمين بثلاث سنين ( ومعنى فترة الوحي أي انقطاعه ، والوحيُ انقطعَ مدَّة اختلف علماء السيرة في تحديدها ؛ فمنهم مَنْ قال : إنها أيام قليلة قد تكون ثلاثة أو أكثر . ومنهم مَنْ وصل بها إلى عدَّة شهور ، ومنهم مَنْ تجاوز في ذلك وقال : إنها وصلت إلى 3 سنوات كاملة / نقل من موقع قصة الأسلام ) التساؤل : ما علاقة فتور الوحي بموت ورقة ، أذا لم يكن لورقة دور في ذاك الوحي .
الخاتمة : 1 . لو تركنا كل التقاطعات والخلاف والأختلاف في أعمار محمد وخديجة ، وسنة زواجهما ، وهل كانت خديجة بكرا حين زواجها من محمد ، أم لا ، وعدد أزواجها قبل محمد .. ولكننا لا بد لنا أن نتساءل ، ما هو دافع القس ورقة ، أن يزوج خديجة من رجل يصغرها بأكثر من 20 سنة – فقير الحال ، دون موافقة أبيها ، ولا يملك شيئا مقارنة بسيدة نساء قريش!. 2 . أرى أن كل الأدلة تشير الى أن أمرا خفيا ، قد حصل ، فدعوة محمد بحياة ورقة / الذي زوجه بخديجة ، قد غيرت نهج القرآن من آيات وسطية ” وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ / 82 سورة المائدة ” و ” إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ / 171 سورة النساء ” الى آيات توحي بدين ومعتقد أحادي وعنيف – بعد وفاة ورقة ،منها “ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚوَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ / 191 سورة البقرة” و ” إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ / 19 سورة آل عمران “، أما حديث الرسول( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) فهذا الحديث هو الذي وضع النقاط على الحروف بشخصية محمد . وهو دليل أيضا على وجود تغيير جوهري في الدعوة / بعد وفاة ورقة . خلاصة : أن حدث زواج محمد بخديجة ، ودور وغاية ومخطط ..القس ورقة بن نوفل في أنجاز هذا الزواج ، وبذات الوقت بدعوة محمد ! ، لا زال مبهما ، بل “ لغزا “ .. والموروث الأسلامي قدم أجوبة مرقعة ، ولم يقدم أجوبة عقلانية للحدث ! .