18 ديسمبر، 2024 11:05 م

ما قصة الدولة الامريكية الاوربية ؟

ما قصة الدولة الامريكية الاوربية ؟

العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ، وهي تدخل عامها الثاني ، تكشف لنا كل يوم مفاجأة تختلف عما قبلها ، فحجم المؤامرة الدولية الخطيرة ، والخطط الامريكية الجهنمية ، وأطماعها في القارة العجوز لن تنتهي ، ومنذ الايام الأولى للعملية ، كشفت روسيا حجم وعدد المختبرات البيولوجية الامريكية الخطيرة المنتشرة في أوكرانيا ، وما تقوم به من تجارب علمية خطيرة ، تستهدف البشر قبل الحجر ، ومرت الأيام ، لتكشف العملية الخاصة ، النوايا الامريكية لتدمير العلاقة المتينة التي كونها مجلس الاتحاد الأوربي – الروسي ، وفي المقدمة منها التعاون في مجال الطاقة ، وتفجير خط الانابيب الغاز ” السيل الشمالي ” ، ناهيكم عن القرار الأمريكي بنقل جميع الشركات الاوربية الكبيرة للعمل في الولايات المتحدة ، بهدف تجريد أوروبا بالكامل من عنصر قوتها الاقتصادية ، ولم يقف الحد عند هذا فحسب ، بل وكما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، أن الامريكان يهدفون الى تقسيم روسيا. .
واغرب ما ستتعرفون عليه اليوم ، يخالف جميع توقعاتكم ، وتوقعات كاتب هذه السطور ، فتلك المقاصد الامريكية في شن حربها على روسيا بالإنابة ، مستغلين جهل وغباء الرئيس الاوكراني ” زيزو ” ، وتصويره على انه قائد قومي اوكراني ، وتنظيم استعراضات بطولية ، حتى تصور نفسه بالفعل ” البطل المغوار ” ، ويمكن ملاحظة ذلك حتى في مشيه امام الكاميرات ، فاردا يديه ، ومقوسا ارجله ، ومرتديا ملابس أبطال أفلام المغامرات الامريكية، باعتباره منقذ البشرية ، ونسي نفسه ، بأنه مجرد ” مهرج ” ، لا تتعدى امكانياته خارج خشبة المسرح ، وهو يقدم ” وصلاته التهريجية “، أمام جمهور لا يرى فيه اكثر من ان يكون ” دمية “.
تصريحات السياسيين الغربيين بأن بلادهم – الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى – على استعداد للقتال “حتى آخر أوكراني” ، ( وليس حتى آخر جندي امريكي أو بريطاني) ، اكتسبت معنى إضافيًا، فإنهم لا يرون الأوكرانيين فقط على أنهم كتلة حيوية مرسلة للذبح، لكنهم يريدون تطهيرًا كاملاً للإقليم ، لماذا؟ فقد تم التعبير عن هذا بواسطة المرشحة الرئاسية السابقة ووزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، في مقابلة مع شركة التلفزيون الأمريكية ABC News بشأن مستقبل الولايات المتحدة، اتضح أن الأمريكيين بحاجة إلى الأرض لإعادة التوطين في المستقبل القريب.
قد يبدو للبعض بأن العبارة غير مفهومة للبعض منكم ، وما المقصود بإعادة التوطين ؟ ومن هم الذي سيعاد توطينهم ؟ ، فأتضح ان الدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ، والضغط على دول أوروبا بشكل كبير ، ليقدموا كل شيء من اجل ” انتصار أوكرانيا ” ، لا تحمل أي نوايا صادقة تجاه الشعب الاوكراني ، او تحقيق نصر اوكراني ، لأنهم أصلا يعرفون بان كييف لا يمكن لها الانتصار في معركة ” خاسرة ” سلفا ، ولكن هي محاولة أمريكية لاستنزاف روسيا وأوكرانيا على حد سواء ، وتدمير شعوب شرق أوكرانيا ، خدمة لمشروع أمريكي الجديد القديم ، والذي أعلنته الوزيرة السابقة بيل كلينتون ، باسم ” الدولة الامريكية” في أوربا .
ويعتقد العالم كله أن الولايات المتحدة ، تدافع عن حرية واستقلال أوكرانيا ، وتريد إعادة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا ، وضخ حشود من المهاجرين من أمريكا إلى الميدان ، وفي نفس الوقت ، لتطهير الأراضي المجاورة من الشعوب الأدنى مثل البولنديين والهنغاريين والرومانيين ، وسيذهب هؤلاء لاستكشاف رمال إفريقيا المليئة بالحيوية ورعي الجمال في الصحراء العربية ، فالولايات المتحدة ، وكما توضح كلينتون ، لا يمكنها تجاهل التدهور الكبير في الوضع الجيوفيزيائي في منطقة منتزه يلوستون الوطني ، والذي يهدد وجود أمريكا الشمالية ذاته، و يلوستون ليست مزحة ، إنه ينتمي إلى فئة البراكين العملاقة ، التي تؤدي ثورانها إلى كارثة كوكبية ، تحدث مثل هذه الانفجارات كل 50-150 ألف سنة ، ويقترب وقت يلوستون ، وفقًا للعلماء ، ويمكن أن يؤدي انفجار هذا البركان ، إلى إطلاق ما بين 1000 إلى 2500 كيلومتر مكعب من الجسيمات الصلبة على شكل رماد ، يقع الجزء العلوي من البركان داخل دائرة نصف قطرها 30-50 كم في أحشاء الكوكب ، وسيغطي الرماد كامل أراضي الولايات المتحدة ، بطبقة سمكها 30-100 سم ، وسيكون عدد الوفيات في الساعات الأولى من 50 إلى 80 مليون شخص ، وسيتم تدمير البنية التحتية للحياة بأكملها ، فقط أجزاء من الكوكب بعيدة عن يلوستون ، مثل شرق سيبيريا ، سيكون لديها فرصة للبقاء على قيد الحياة.
والديمقراطيون الذين تنتمي إليهم كلينتون ، يؤكدون انه لا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاهل الوضع ، والذي يهدد بعواقب كارثية على أمريكا الشمالية ، ويعرض وجودها ذاته للخطر ، ولم يتبق سوى القليل من الوقت للحفاظ على استقلال الولايات المتحدة وازدهارها ، وبالتالي ، من الضروري النظر بشكل أكثر حسمًا وثباتًا ، في مسألة نقل الدولة الأمريكية إلى الأراضي الأوروبية ، و يجب اعتبار الخيار الرئيسي لإعادة التوطين هذه أراضي أوكرانيا ، حيث تكون الظروف المناخية مواتية للمواطنين الأمريكيين ، ومع ذلك ، وبسبب تضافر بعض الظروف ، فإن حل هذه المسألة في خطر .
نعم ، مشروع أمريكي خطير ، يقضي بالقضاء على دول البلطيق وأوكرانيا ومولدوفا وبولندا ، لطالما اعتبرتهم واشنطن ، بمثابة “دول نفايات بيولوجية ميؤوس منها ” بحسب تعبير كلينتون ! ، فالولايات المتحدة الأوروبية ملزمة باحتلال المنطقة التي دخلت فيها الدول في غيبوبة ، مع عدم وجود احتمال للتعافي ، واليوم ، وبطبيعة الحال ، هذه هي أوكرانيا ، التي تحتل مساحة كبيرة ومربحة اقتصاديًا ، والتي لم تتمكن السلطات المحلية من إدارتها بعقلانية لمدة ربع قرن ، وحيث لم يشهد العالم بأسره سوى زيادة تدريجية في المجتمع والدولة ، وتدهور ديموغرافي واقتصادي من سنة إلى أخرى .
ووفقا للمفهوم الأمريكي ، فإن مغامرة الولايات المتحدة في خطر ، لأن جزءًا من المنطقة ، يعيش بالفعل تحت العلم الروسي ، و من المحتمل أن تكون كلينتون حزينة من هذا الظرف ، لكنها لا تمنعها في تخيلاتها ، وقالت “يجب ألا نتخلى عن هذه المنطقة باعتبارها الأكثر ملاءمة لإعادة التوطين الأمريكي العالمي ، بسبب موقف روسيا ، وسنواصل تنسيق الضغط الدولي لإعادة شبه جزيرة القرم إلى مساحة إقليمية واحدة ” ، بالإضافة إلى ذلك ، من الضروري القيام بعمل تمهيدي حول ضم أراضي العديد من دول أوروبا الشرقية إلى الولايات المتحدة الأوروبية المستقبلية – بولندا والمجر ورومانيا ودول البلطيق ، وبالتالي والكلام للوزيرة السابقة ، ” وسنكون قادرين على توسيع مساحة المعيشة اللازمة حتى لا نشعر بالضيق ولدينا احتمالية لمزيد من التنمية الصناعية والاقتصادية “.
وعن مصير مواطني الدول التي أشارت إليها ، أشارت هيلاري ، إلى أنه ليس بالأمر الأسمى ، لأن السكان سيكونون سعداء بالحصول على جنسية الدولة الجديدة – الولايات المتحدة الأوروبية ، لكن كلينتون حذرت من أن مثل هذه الفرصة لن تتاح للجميع – فسيتم طرد بعض السكان المحليين إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا ، وتعرب عن أملها في أن تتمكن الولايات المتحدة الأوروبية بشكل مناسب ، من استبدال سوء التفاهم غير الحكومي على المنصة الأوروبية ، نتيجة لذلك ، ستجد واشنطن لغة مشتركة مع روسيا والصين و ” نصبح جيرانًا جيدين وشركاء تجاريين متساوين لا يحتاجون إلى أي حروب واضطرابات “.
وان كانت كلمات الوزيرة السابقة للكثيرين ، تقترب من الهوس ، وأنه كاد سيُنسى ، لولا مستشار الأمن القومي لرئيس البيت الأبيض ، جيك سوليفان ، الذي يرى ان دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا ، يجب حل مسألة الحاجة إلى” الاستيلاء “على شبه جزيرة القرم ، على الرغم من حقيقة أن موسكو تعتبر أن قضية القرم مغلقة تمامًا ، وقال سوليفان في مقابلة مع شبكة CNN أن ما سيحدث في نهاية المطاف لشبه جزيرة القرم في سياق هذه الحرب ، فضلاً عن تسوية هذه الحرب ، هو أمر يجب أن يفعله الأوكرانيون بدعم من الولايات المتحدة.
والمفاجأة الثانية هي ، إدعاء الامريكان ، بأن هناك حقوقا تاريخية لهم في إقليم القرم الروسي ، وانه سيكون من السذاجة الاعتقاد أنه حتى بعد 100 عام ، يمكن أن يتخلى الأمريكيون ، كما يعتقدون ، عن حقوقهم القانونية في شبه الجزيرة !! ، وهو موضوع مستقل آخر ، سنسلط الضوء عليه في مقال آخر ، فإننا لم نستفق بعد من الصدمة الأولى ، المتمثلة في هذا المشروع ” الخبيث واللئيم ” ، والذي لا يفكر فيه ، سوى أولاد ” الجنية ” !! ، وكلمات كلينتون ليست مجرد غمغمة من الطراز القديم ، لقد تم الإعلان عن الهدف الاستراتيجي ، وتم الاتفاق على جميع الرسائل ، وتم إزالة الأقنعة بالكامل ، وبالتالي فإن الحرب العالمية الثالثة تدخل مرحلة جديدة.