أثارة الزيارة القصيرة التي قام بها السيد وزيرالخارجية العراقي أهتمام الكثير …الامر المفاجئ ليس في تلك الزيارة وأنما بطبيعة المهمة التي حملتها …خاصة وأن الزيارة لم تستغرق سوى أربع ساعات …فماذا تحمل نلك الزيارة ؟وهل هناك مفاجآت حقيقية ؟ خاصة قد أثار قصر فترة الزيارة فضول بعض المهتمين بالشأن السياسي …سيما وأنها طرحت جملة من التساؤلات منها
هل جاءت الزيارة متزامنة مع التغيرات التي تحدث في المنطقة؟
أم أنها جاءت لتبليغ السوريين برسالة أمريكية حصرا ؟
أم أنها جاءت للاعلان عن موقف وربما حالة مستعجلة تتطلب التنسيق والتعاون بينهما ؟أم أنها تحمل طرح وجهة نظر سرية خاصة ؟
أو أي أمر آخر ربما يجهله الكثير لأهميته ولا تستدعي الحاجة الى البوح به …طبعا الزيارات من هذا النوع وفي هذا الوقت بالذات لم يكن هدفها أعلاميا ولا تستدعي لقاء خاص… فقد تكون أغراض الزيارة أبلاغ السوريين أحتجاج الأمريكان على أسقاط الطائرة الأمريكية بدون طيار…وأستبعد البعض أن تكون الزيارة لها علاقة مباشرة بالتحضيرات
المتعلقة بتحرير الموصل من أرهاب داعش
غير أن البعض يؤشر غاية الزيارة هو علاقتها بأنعقاد مؤتمر القمة العربي المقرر عقده يوم الجمعة القادم بمنطقة شرم الشيخ المصرية …وأكتمال التحضيرات لتحرير تكريت وما سينتج بعد التحرير ويتسائل البعض عمن سيمسك الأرض ؟الحشد الشعبي أم مواطنوا تلك المناطق ؟عموما الزيارة لم تكن مفاجآة في ظل التنسيق القائم بين سورية والعراق …وربما لتوحيد الجهود في مواجهة ما قد يطرح في المؤتمر …مع عدم تواجد ممثل عن الحكومة السورية في المؤتمر …ثم أنها جاءت متزامنة مع تصريحات رئيس الجامعة العربية السيد نبيل العربي وما طرحه من ضرورة تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لمكافحة الأرهاب…هنا بدأت ردود الفعل واضحة …فقد صرح السيد الجعفري (نحن لانحتاج الى قوة عسكرية على الأرض وأنما تحتاج فعلا لغطاء جوي ..وأسلحة متطورة ..وأمور أستخبارية )وكذلك أكد وزير خارجية سورية (المعلم )(أن العراق وسورية يقفان بخندق واحد …كما ثمن دور العراق في كسر الحصار )أن نشاط داعش في شرق سورية وغرب العراق جعل عملية التنسيق أكثر من ضرورية …أكد ذلك الرئيس السوري بشار الأسد بوضوح عند لقاءه الجعفري (أن الجيشين العراقي والسوري ساهما في وقف تمدد داعش )ثم الحديث عن التغيرات التي حدثت في أوربا أتجاه سورية …فقد أصبحت دمشق مقصدا للوفود فقد أمها الوفد الفرنسي …وأعقبه بثلاث أسابيع زيارة الوفد البرلماني والسياسي البلجيكي وكانت دوافعهم واضحة بالدعوة الى ضرورة رفع الحصار الأقتصادي فورا …وأعتبار الرئيس الأسد مع المحور المعادي للأرهاب وليس معه …الموضوع الذي دعى اليه بعض السياسيين …يتجلى بضرورة دعوة ممثل الحكومة السورية لحضور المؤتمر لأحتلال موقعه …سيما وأن المؤتمر سيناقش الأرهاب في سورية والعراق …وضرورة تقديم الأعتذار قبل أن يسحب العالم البساط من تحت أقدامهم وقبل أن يسبق السيف العذل كما يقال وسنرى.