قالها قس بن ساعدة قبل بزوغ الإسلام , فهل أدركناها ؟
الواقع المعاصر يشير إلى أننا نتخندق في الفائتات , ولا نأبه للآتيات , ونستلطف الغوص في دياجير الغابرات , فلا ضوء في نهاية أنفاق متاهاتنا الظلماء.
لو تأملنا أية حالة لوجدناها غائرة في الفائتات , وما أكثر القول بالنظام السابق , والنظام البائد , الذي نضع على عاتقه ما نعانيه في حاضرنا , ولا نجرؤ على العمل بموجب “ما فات مات”!!
وإذا تكلمت في أي موضوع تأتيك التبريرات ودواعي المقبولية , لأنه قد حصل في زمن مضى , والمسألة تكرارية .
عالم يسير للأمام ويتسلق سفوح الأمجاد بالإختراع والإبتكار والتنافس الإبداعي المطلق , ونحن نندحر في نقاط زمنية , ونحسب الأرض متوقفة عن الدوران , فلا جديد , بل إعادة للقديم والعيش في رحم الغابرات , ولا قدرة على التفاعل مع الآتيات.
وكأننا مثل الذي حفر خندقا حول المدينة بعد معركة الخندق بعقود لحمايتها , متوهما بأن ذات الآلية تصلح لحاضره!!
وإياك , إياك أن تردد “ما فات مات” , وعليك أن تؤمن بأن ما فات عاد , ويمكننا أن نعيش ما نتصوره ونتخيله عنه , فالأوائل ما كانوا بشرا بل من جنس الملائكة , أو أصحاب طاقات وقدرات لا مثيل لها فوق التراب.
وما فات عظيم ومقدس ولا يمكنه أن يموت , وعلينا أن نتمسك به وندعي القدرة على إحيائه وتمثله والإنطلاق به.
وما عرفناه , ولا إتخذناه ركيزة إنطلاق نحو إنجازات معاصرة , ذات قيمة حضارية ساطعة.
وما فات ما مات , وهكذا نعمه في قيعان الويلات!!
و”كن مخلصا في عملك تبلغ أقصى أملك”!!