ابراهيم المحجوب
عندما يقوم الكاتب باختيار اي موضوع يتولد لديه نتيجة فكرة معينة ويقوم لكتابتها ونشرها للقراء من خلال وسائل الاعلام المتعددة او من خلال كتاب او مُؤلف يقوم بتأليفه…وتتحول هذه الفكرة الى مقالة من اسطر وكلمات متعددة ويكون فيها التركيز على كل مفرداتها وذلك اهتماما من الكاتب بالمقالة وحرصه عليها من الاخطاء اللغوية او النحوية..
واذا ذهبنا الى ابعد من المقالة تجد ان هناك من يكتب القصة او الرواية والتي يسهر الليل احيانا لكتابتها وربما تطول المدة لأكثر من سنة او اشهر حتى تكون جاهزة ويتوجه بعدها الى دور النشر والطباعة لطباعتها وعرضها في المكتبات في الاسواق العامة لتكون جاهزة بين ايادي القراء..
ورغم اننا اليوم نعيش في عصرنة التكنولوجيا والعولمة الحديثة ورغم ان وسائل الاعلام اصبحت في متناول الجميع وخاصة ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي او المواقع الإلكترونية الاخرى تجد ان اغلب القراء يبحث عن حاجته وكأنها سؤال يرغب في الإجابة عنه فتجده دوما يبحث عن تلك الإجابة التي تكون الاقرب الى ما يدور في مخيلته بغض النظر ان تكون صحيحة او غير ذلك ونلاحظ اليوم ان بعض القراء اليوم يبحث عن ما تشتهيه نفسه من افكار من مفاهيم معينه فهناك من يبحث عن القصة القصيرة وهناك من يبحث عن الرواية وهناك من يبحث عن المقالة السياسية او الأدبية وهناك من يبحث عن شخصية تاريخية …
وفي النتيجة نجد ان الجميع سوف يجدون الفائدة من مبتغاهم في البحث عما يدور في اذهانهم في تلك اللحظة…
وفي المقابل اننا نرى ان الكثير من المؤلفات ومع الاسف الشديد لا تجد من يقرأها سواء من الطبقات المثقفة والأكاديمية او من الطبقات العامة فنجد في المكتبات كتب ومجلدات تعتبر من كنوز الادب والعلم واحيانا نشاهدها قد وضعت في مكتبات خاصه في بيوت الاصدقاء وكأنها مزهرية للورد الغاية منها الزينة والتباهي بها فقط وليس للقراءة..
وربما لو ادركنا جميعا مدى المعاناة التي عاناها مؤلف هذا المجلد وسهره الليل وسفره احيانا وبحثه عن المصادر والمعلومات الدقيقة وتكاليف الطبع والنشر وما الى ذلك لعرفنا حجم المشقة التي يعاني منها الكتاب والمؤلفون في هذا المجال…
ان كتابة المقالة ليس بالشيء اليسير كما يتصور البعض فكيف بكتابة وتأليف كتاب معين وعليه فان الدعم المعنوي مطلوب جدا من القراء والدعم المادي مطلوب ايضا من قبل اعيان القوم او الدولة على اعتبار ان هذه الكتب والمؤلفات سوف تبقى ثروة وطنية ثقافية حاضرة في الاذهان لكل الاجيال القادمة فاليوم نحن نقرا بعض المجلدات لبعض الكتاب والعلماء الذين كتبوها قبل اكثر من تسعة او عشرة قرون ولكننا نعيش معها وكأننا كنا في نفس المكان والزمان الذي قام به الكاتب عند كتابة هذا المؤلف… انني ارى اليوم ان اغلب المؤلفين يعانون من مشكلتين اساسيتين المشكلة الاولى هي معاناتهم مع الكلفة المادية للطباعة والنشر والمشكلة الثانية هي معاناتهم مع القراء لهذه الكتب والمقالات فالكاتب يرى ثمرة مجهوده من خلال قراءة ما يكتبه من افكار ونتاجات ادبية وذلك من خلال التعليقات التي يشاهدها ويسمعها من القراء وليس من خلال الربح المادي الذي يأتي من مبيعات ذلك الكتاب فالكثير من الكتب اليوم تطرح في الاسواق ومعارض الكتب بشكل مجاني الى الاصدقاء والقراء الذين يرغبون ويتابعون القراءة…
ويبقى السؤال الدائم ما فائدة الكتابة من دون النشر؟؟؟ وما فائدة النشر اذا لم يكن هنا قراء لهذا الكتاب او المقالة؟؟؟