في موقف مفاجئ عندما طلبت روسيا ان يتضمن الاتفاق النووي استثناء التجارة بين روسيا وايران من العقوبات الامريكية وقد اعتبر البعض محاولة روسية لعرقلة التوصل الى اتفاق نهائي في مباحثات فيينا لان روسيا اصبحت لا تأمن غدر ايران المعروف عنها عبر التاريخ القديم والحديث خصوصا عندما ساعدت الشيطان الاكبر بغزو افغانستان والعراق وهذا يعني لا مانع لديها من التخلي عن الحليف الروسي ومساعدة الامريكان ضد روسيا اذا اقتضت المصلحة ذلك خصوصا بعد بوادر التنافس بيّن الطرفين على لهف الكعكة السورية، وايضا شواهد الانبطاح الامريكي امام ايران لم تعد خافية بعد التوافقات على المكشوف ومنها مساومة امريكا على رفع الحرس الثوري الايراني من قائمة الارهاب مقابل التوقف عن الهجمات على القواعد الامريكية .. بمعنى افعلوا ما شئتم في اي مكان بالعالم فقط عدم التقرب من قواعدنا هكذا وصل حال الدولة العظمى المسؤولة عن حفظ الامن والسلم الدوليين وهي تستجدي الامان من فصيل مصنف ارهابياً على صعيد العالم، وكل هذة التنازلات لاجل قبول ايران التوقيع على الاتفاق النووي وايضاً ارضائها من اجل عدم الانضمام الى المعسكر الروسي في حربها مع اوكرانيا، وفي موقف مشابه نجد الذيل البريطاني دفع جزية بقيمة 400 مليون جنية استرليني مقابل اطلاق سراح ايرانيين متجنسين بالجنسية البريطانية ولا نعلم من اين جاءت الحنية البريطانية على متجنسين اجانب وهي لا تبالي بالتضحية بالبريطانيين الاصليين من اجل مصالحها وسبق وان زجتهم في حروب لارضاء رغبة امريكا ومنها ارسال جيشها للحرب ضد العراق .. مما يعني ان بريطانيا قدمت رشوه لايران للابتعاد عن روسيا خلافاً لما معلن من اجل اطلاق سراح السجينين وانما جرها للغدر ببوتين لان امريكا وبريطانيا على علم بسهولة غدر الايرانيين الذي يبعون الحليف والصديق والتابع الذليل من اجل كسرة خبز كما حصل مع مسعود البرازاني الذي ساعدهم سنين طويلة بدعم ايران بحربها ضد العراق وساهم معها في فبركة موضوع حلبچة التي قصفتها ايران بالسلاح الكيمياوي واتهم العراق بذلك واليوم ايران ترد له الجميل بباقة جميلة من الصواريخ بحجة وجود مواقع اسرائيلية في شمال العراق بينما الموساد الاسرائيلي يسرح ويمرح في مدن ايران وهو الذي قام باغتيال العالم النووي فخري زادة فضلاً عن التفجيرات في مفاعل نطنز وغيرها في اماكن اخرى، لذلك ان حقيقة الاعتداء على اربيل هو رسالة تهديد من اجل التماشي مع اجندة ايران في تشكيل الحكومة العراقية القادمة بمعني ان ايران لا تفرق بين الصديق والعدو حينما تقتضي المصلحة لانه ثبت انها لا تعرف دين ولا مذهب ولا شيعي ولا علوي ولا نصيري ولا كردي وانما اعلاء المشروع الفارسي حتى ولو على حساب اقرب الذيول .. لذلك يبدو ان بشار الاسد شعر بخوف من موقف ايران خصوصاً بعد التحركات المريبة لانهاء ملف العقوبات والتوقيع على الاتفاق النووي في فيينا الذي اصبح على الابواب، وكذلك التخوف من تخلي روسيا عنه بسبب انشغالها في الحرب مع اوكرانيا والخشية من موقف امريكي غربي نتيجة تسرع مساندته الى روسيا واعلان ارسال متطوعين للقتال مع الجيش الروسي وهذا يكفي لاشعال غضب امريكا التي يمكن ان تضع الاسد بين مطرقة العقوبات وسندان الارتباط المصيري مع روسيا وايران الذي بات هشاً بعد المتغيرات السريعة على الساحة الاقليمية والدولية .. لذلك زار الامارات بشكل مفاجئ وهو يعلم انها ( أي الامارات ) اصبحت الحليف الاقوى من بين العرب الى اسرائيل وهو افضل طريق يفترض ان يسلكه للحفاظ على كرسي الحكم من الضياع لان امريكا والغرب باتوا يطبقون مبدأ من ليس معي عدوي وعليه لا بد من اللجوء الى الخليج بحجة العودة الى الحضن العربي لتكون الامارات الوسيط لطلب السماح من اسرائيل لان الاخيرة الاقدر على اقناع امريكا والغرب بنيل الرضاً عنه بالرغم من فتور العلاقة بين امريكا واسرائيل ولكن من الصعوبة بمكان حصول ذلك مالم يقدم تنازلات كبرى .. بمعنى هل سيلتحق الاسد بنادي التطبيع قبل ان يفلت العيار ويتغدى به الحلفاء قبل الاعداء الذين باتوا يتربصون به الدوائر، ام ان الوقت قد فات ولم يعد ورقة رابحة.