17 نوفمبر، 2024 3:28 م
Search
Close this search box.

ما سبب انهيار المؤسسة العسكرية في العراق ؟!

ما سبب انهيار المؤسسة العسكرية في العراق ؟!

كانت المؤسسة العسكرية العراقية منذ تأسيسها والى عام 2003 م من المنظومات العسكرية العالمية التي يحسب لها ألف حساب من قبل أي دولة, إذ كانت تتميز بالإنضباط والمهنية والكفاءة والولاء للوطن والدولة, بمراجعة تاريخ الجيش العراقي منذ تأسيسه سنة 1921م والى سنة 2003 م, نجد انه من أقوى جيوش العالم حيث احتل المرتبة الثامنة والخمسين في التصنيف العالمي, وذلك بحسب ما قدمه إنجازات وبطولات في الحروب التي خاضها, خصوصاً سنة 1941 ضد الاحتلال البريطاني في منطقة سهل الحبانية التي أطلق عليها اسم حركة مايس أو حرب مايس, وحرب سنة 1948م في فلسطين, وحرب سنة 1967م وحرب 1973م أيضا الكيان الصهيوني في فلسطين, وكذلك خوضه أطول معركة في القرن الماضي وهي حرب الثمان سنوات ضد الغزو الفارسي الإيراني.

لكن شتان ما بين الجيش العراقي قبل سنة 2003م وبعد تلك السنة, فبعد إن كان من أقوى جيوش العالم وله هيبته في المنطقة العربية والإقليمية والدولية, أصبح الآن من أهزل الجيوش وأضعفها, والسبب في ذلك تدخلات مرجعية السيستاني ومؤسسته في الوضع السياسي العراقي الذي أثر وبشكل كبير في المنظومة العسكرية العراقية.

فالسيستاني وبالتنسيق مع الحاكم المدني الأمريكي السابق بول برايمر أمر بحل الجيش العراقي السابق ودعا لتأسيس جيش قائم على أساس الطائفية, هذا من جهة ومن جهة أخرى دعم مرجعية السيستاني للكتل والأحزاب والقوائم الكبيرة الفاسدة وعلى أساس طائفي, وبما إن هذه الأحزاب الفاسدة تسنمت سدة الحكم في العراق إنعكس فسادها على المنظومة العسكرية بشكل واضح وكبير.

حيث أدى ذلك إلى غياب الروح الوطنية وتعدد الولاءات والانتماءات المذهبية والطائفية والقومية في تشكيلاته وقياداته, وأيضا غياب الكفاءات والإمكانيات والخبرات العسكرية, اتساع رقعة الفساد المالي والإداري حتى ظهرت حالة ما يسمى بـــ” الجنود الفضائيين ” بالإضافة إلى إعطاء الرتب والمناصب على ضوء القرابة سواء كنت حزبية أو مذهبية أو عائلية دون أي مميزات أو استحقاقات أو مهنية, وتهميش القدرات والكفاءات والخبرات.

الأمر الآخر والمهم هو فتوى السيستاني ” فتوى الجهاد ” التي دعا فيها السيستاني إلى تأسيس المليشيات والفصائل المسلحة التي أثرت وبشكل اكبر وأوسع في المنظومة العسكرية خصوصاً والأمنية عموماً, فهذه المليشيات أخذت تعمل بصورة تخالف عمل المنظومة العسكرية وتؤثر عليها, وبشكل وضع هيبة الجيش في الحضيض, إذ تقوم تلك المليشيات بعمليات تفجير واغتيلات وقتل وأعمال إرهابية أمام أنظار الجيش دون أن يحرك ساكناً لأن تلك المليشيات مدعومة من قبل السيستاني, ومن يتجرأ من أفراد الجيش على محاسبة احد أفراد هذه المليشيات فإنه يتعرض للإعتقال والضرب المبرح والفصل من الوظيفة, والحوادث كثيرة جدا تشهد بذلك, الأمر الذي أدى إلى أن تتقوى تلك المليشيات على المنظومة العسكرية وتتحكم بها, فأصبح من هو برتبة لواء ينقاد من قبل شخص صغير بالعمر يلقب بــ” الحجي ” لأنه قائد مليشيا أو فصيل تابع لمليشيا !!.

وما يزيد القلب شجا هو إن السيستاني الذي أفتى بتشكيل تلك المليشيات والفصائل المسلحة يحمل الحكومة والقوات الأمنية مسؤولية تواجد تلك المليشيات !! وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على أن السيستاني يريد أن يزج الجيش في حرب مع هذه المليشيات وبالتالي يطيح بهذا الجيش وما تبقى من المنظومة العسكرية العراقية بشكل نهائي لكي تصبح الساحة العراقية بيد تلك المليشيات.

وهنا نطالب الحكومة العراقية و المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتقديم السيستاني كمجرم حرب من جهة لكونه أسس المليشيات المجرمة والقاتلة, ومحاكمته على جريمة تهديم المؤسسة العسكرية العراقية والمنظومة الأمنية بشكل عام.

أحدث المقالات