شنكال مدينة موغلة في التأريخ وزاخرة بآثارها التي تدل على عراقتها منذ آلاف السنين حيث شهدت مدينة شنكال قيام أولى المستوطنات البشرية قبل ألاف السنين ، بعد أن وضع الإنسان الأول بواكير محطات استراحته فوق أديمها وأرضها (ته به) و (كَرى ره ش) و (شلو) ونقش على صخورها أولى الدلائل لتؤشر للقادمين من بعده عمقها التأريخي وهكذا دواليك تمرالأيام والسنين وجيلاَ بعد جيلاَ وزمان بعد زمان تنهض هذه المدينة وتخبولكنها تبقى على مدى ألازمان محافظة على تأريخها وهويتها بتماسك أهلها الطيبين ، ويكفي سكانها فخراَ إن إسمها شنكَال لا يزال ينطق من شفاه سكانها منذ ألاف السنين وحتى ألان .
كانت شنكال ذات يوم مملكة آرامية سقطت عام 114م على يد الرومان ، ثم أتابكية في أواخر العصر العباسي ، ثم سنجقاَ عثمانياَ ، وفيما بعد قضاء عراقي يتبع لواء الموصل ، وشنكال كانت تضم في مركزها أكثر من ثمانين إلف نسمة معظمهم من المسلمين السنة والشيعة والايزيديين والمسيحيين يمارسون طقوسهم بتعايش منقطع النظير ولهم مساجدهم وكنائسهم ومعابدهم ومزاراتهم المحترمة من الجميع , لكن ومع الأسف تعرضت شنكال الى أبشع أنواع الإبادة ضد السكان الأصليين وأشاعوا بينهم ثقافة فرق تسد لغاية في نفس يعقوب قضاها من قبل أسلاف الدواعش من أزلام النظام البائد .
لقد بدأت عمليات التعريب في مركز المدينة منذ بداية السبعينات ، ولكنها لم تكن معلنة بشكل واضح لوجود الحزب الديمقراطي الكوردستاني في السلطة ويمارس نشاطه السياسي في المدينة ، لكن سياسة التعريب أصبحت تمارس بشكل علني بعد إتفاقية السادس من آذار المشؤومة عام 1975 , وفي الثالث من آب 2014 بدأت عصابات داعش الإرهابية بالهجوم على مدينة شنكال حيث بدأ الإرهابيين بأرتكاب أبشع المجازر ضد السكان ونهب وسرقة ممتلكات المواطنين ، وأختطاف النساء وأخذهم سبايا ، واعتبرت الانتهاكات التي ارتكبها الدواعش الأنذال تصل إلى درجة جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وبما تعرف بالإبادة الجماعية حيث نزحت السكان إلى جبل شنكال الشامخ خوفاً من التعذيب والقتل وبعد هجوم التحالف الدولي وشنه لضربات جوية تقدمت قوات البيشمركة الأبطال في الثالث عشر من تشرين الثاني 2015 ليفي الزعيم مسعود البارزاني بوعده الذي قطعه عندما زار جبل شنكال بتحريرها من براثن المجرمين وتم تحريرها لتصبح تحت قبضتهم .
وفي مسلسل الجرائم الأخيرة وفي سابقة خطيرة تعرضت المحاصيل الزراعية في شنكال الى حرائق لم تشهدها المدينة منذ مئات السنين بأيادي خبيثة وبتوجيه من أجندات لها مصالحها في القيام بهذه الأفعال النكراء لتخريب الإقتصاد وشل الحركة وتفتيت النسيج الإجتماعي وإثارة الفتنة الطائفية وعدم فسح المجال لعودة النازحين الى قراهم لتبقى شنكال مدينة أشباح تشتاق الى عودة أهلها الطيبين بمختلف مللهم ونحلهم وطوائفهم ومذاهبهم والتي كانت تشكل فسيفساء جميلاَ وواحة غناء بتعدد ألوان زهورها البهية كألوان الطيف الشمسي على مدى آلاف السنين لتشكل أروع صورة من صور التعايش السلمي دون تمييز .