تمــهيــد
مثلما أوضحتُ في مقالة سابقة نُشِرَت على هذا الموقع الأغر، بأن على الرغم من توصّل هيأة التحقيق القضائي في تحقيقه الأوليّ الذي رفعها إلى السيد رئيس الوزراء “عبدالرحمن البزاز” بعد أسبوع من الحادث (يوم الأربعاء 20/نيسان/1966)، وقرار مجلس التحقيق العسكري (يوم 22/نيسان)، واللذين أكّدا ((كون حادث مصرع الرئيس “عبدالسلام محمد عارف” وسقوط طائرة الهليكوبتر التي كانت تقلـّه قضاءً وقدراً))، إذْ لم يثبت لديهما وجود قنبلة أو متفجرات تسبّبت إنفلاقها أو إصطدامها بالأرض، فإن شائعات لا حصر لها سَرَتْ في مدن العراق عموماً عن الحادث، وعمّن يُحتَمَل أن يكمن وراءه، وتردّدت في المجالس والأندية والمقاهي ودور السكن وعلى ألسنة الناس تقوّلات تصبّ -في أغلبها- على أن الحادث كان مُفتَعَلاً، ولربما سبقه تحضير وتهيؤ وسبق إصرار، وتعدّدت الأصابع التي تشير إلى جهة أو فئة أو كتلة سياسية أو عسكرية، أو حزب مؤثر في الساحة العراقية… ولكنها جميعاً لم تكن سوى من قبيل ((قيل!!! وقالوا!!! وقلنا!!!)) والتي تطرّقتُ إليها بالتفصيل الـمُمِلّ في مقالتي السابقة وسط هذا الموقع الأغر، وكانت مقبولة بشكل أو بآخر وكلها واردة ومحتملة وبالإمكان تخيّلها في سنوات الغليان السياسي تلك، لا سيّما وأن التأريخ عموماً -في قديمه ووسيطه وحديثه ومعاصره- لم يَخْلُ من إغتيالات وغدر في سبيل السلطة وإبعاد الزعماء عن سدّة الحكم بقتلهم وفقاً لأساليب وطرق وخطط رهيبة ومُتقَنة.. وقد كان معاصرو أواسط عقد الستينيّات قد عاشوا فعلاً وسمعوا بآذانهم وقرأوا بناظريهم العديد منها، سواءً في العراق أو الدول العربية، أو دول الشرق الأوسط المحيطة، ناهيك عن العالم كله.
وكان إصرار الاكثرية بأن مكتب التحقيق الفيدرالي (F.B.I.) ووكالة المخابرات المركزية (C.I.A) الأمريكيتين -المعروفَتَين بإمكاناتهما الضخمة والهائلة- ما دامتا لم تستطِعا كشف حقائق مصرع رئيس إحدى أعظم دولتَين في العالم، فهل يُقتـَنَع بما توصّل إليه عناصر من الأمن العام والإستخبارات العسكرية العراقيّين -خلال بضعة أيام فحسب- بأن الحادث كان (قضاءً وقدراً)؟!!.. هذا إنْ كان الإدعاء المُعلَن صادقاً، ولم يكن الغرض الرئيس منه سوى ((التخفيف)) عن وقع الشائعات التي تعمّ العراق من أقصاه الى أقصاه في محاولة لـ((لصم أفواه)) الناس الذين يجهرون بإطلاق الأقاويل والإدعاءات والخيالات والمزاعم أينما جلسوا يتحدثون ويتبادلون الآراء، أو يتسامَرون.
وجدتُ نفسي حائراً -في حينه- ولم أكن على قناعة كاملة عمّا صدر عن الهيأتين التحقيقيتين، ولربما كنتُ متأثراً بكثرة الأقاويل والإشاعات، وبالأخص عند توجيه أقربائي وأصدقائي ومعارفي وابلاً من إستفساراتهم المحرجة على مسامعي -بإعتباري ضابطاً في فوج الحرس الجمهوري الأول المتاخم بثكنته للقصر الجمهوري والمسؤول الأعظم عن حماية السيد رئيس الجمهورية- من دون أن أقتدر مواجتهم بأجوبة مقنعة تشفي غليلهم، وغليلي.
ولـمّا كنتُ متأثراً -إيجابياً- بدقة الملاحظات البديعة لـ”شرلوك هولمز” بطل جميع روايات “آرثر كونان دويل”، إلى جانب قصص “آكاثا كريستي” البوليسية وكيفية الكشف عن المجرمين، فقد عزمتُ على سبيل الفضول والكشف عن مكامن الأمور -عند نزولي إلى “بغداد” في تلكم الأيام، وحتى بعدها بسنوات وعقود- لألتقي بشخصي وسط مجالس خاصة مع العديد ممن عاشوا هذا الحدث الخطير، أو كانوا قريبين من أوزاره أو ذوي إطلاع وخبرة، والذين أدلوا لي بمعلومات جديرة بالإهتمام تلقي ضوءاً ساطعاً على المجريات المحتملة لذلك الحدث… وقد سطـّرتُ تفاصيلها في مذكراتي الشخصية، وقد آن الأوان لسردها.
هبة من السماء
لم تخفّف عن لواء الحرس الجمهوري بفوجَي مشاته وكتيبة دباباته حالة التأهب القصوى-درجة الإنذار (ج)- ولكنها خُفِّضَت كل (3) أيام بحق جميع تشكيلات الجيش والقوات المسلحة في عموم العراق بعد إنتخاب “اللواء عبدالرحمن محمد عارف” رئيساً للجمهورية خلفاً لأخيه الراحل، وكنتُ ما زلتُ مراطاً بمبنى الإذاعة والتلفزيون مساء السبت (23/نيسان/1966) حين فوجئتُ بزيارة صديقي “الملازم -إحتياط- محمود رؤوف”(*) المنتسب لـ”مركز تدريب مشاة البصرة”، بصحبة أخيه “الملازم عصمت رؤوف” الذي تربطني معه صداقة حميمة في الكلية العسكرية.
وبينما تحدث الأخ “محمود” أنه كان مكلـّفاً بقيادة “فصيل مشاة مرتب”(**) من ذلك المركز بواجب حماية طائرات الهليكوبتر الثلاث أثناء جولة الرئيس “عبدالسلام محمد عارف” للبصرة والقرنة، فقد إستشعرتُ به وكأنه هبَطَ عليّ هبة من السماء، فزيارته هذه فرصة طيبة للغاية كي أستمع من ضابط صديق ما شاهده بأم ناظرَيه من وقائع الأيام الأخيرة للرئيس الراحل.
وكان صديقنا “نهاد نجيب آوجي” -المذيع لدى قسم الإذاعة التركمانية أوانئذ- جالساً معي لبعض الوقت -كعادته اليومية- في “غرفة الضباط”، حيث بادرنا الأخ “محمود” بحديثه (المفصل) عن تلك الساعات وقد أطال فيه ما يزيد على ساعتين… وإليكم مختصراً عمّا سرده:-
1. ظهر (السبت 9/نيسان/1966) أمرني السيد آمر مركز تدريب مشاة البصرة أن أهيئ فصيلاً مُرتـَّباً مجموعه (45) شخصاً، أنتقيهم من أفضل ضباط صف وجنود مركزنا لأؤدي واجباً خاصاً يتحدد في حماية مهابط (3) طائرات هليكوبتر ستصل إلى مطار “الشعيبة” العسكري لأغراض تنقّل السيد رئيس الجمهورية في جولته للواء/محافظة البصرة.
2. ظهيرة (الأحد-10/نيسان/1966) إنتقلتُ بكامل الفصيل إلى ذلك المطار العسكري قبل أن يوجهني ضابط أمن المطار إلى الموقع المخصص لهبوط الهليكوبترات لأمنع تقرّب أي شخص إليه بشكل مطلق.
3. حلقت الهليكوبترات الثلاث ظهيرة (الإثنين-11/نيسان) في سماء المطار قبل أن تهبط، فأديت التحية لآمر التشكيل “النقيب الطيار خالد محمد نوري” وإحتضنتُ “الملازم أول الطيار منذر سليمان عزت” -الذي تحدثتُ معه باللغة التركمانية، إذْ تربطني معه زمالة طيبة- وتعرّفتُ مع الضباط الطيارين الثلاثة الآخرين، وعلى (ستة) من ضباط الصف الفنيين.
4. بعد الظهر حضرتُ في مكتب آمر المطار “المقدم الطيار الركن خالد حسين ناصر” لأمتثل أمام “العميد زاهد محمد صالح” -المرافق الأقدم للسيد الرئيس- فوجّهني بما يأتي:-
· إحاطة الموقع المخصص للهليكوبترات بحلقة من الجنود، ومنع أي شخص من التقرّب إليها بشكل مطلق، عدا طيّاريها وفنيّيها الذين يجب أن أتعرف وجميع مراتب فصيلي على وجوههم بدقة.
· إبقاء نصف موجود فصيلي من الأشخاص في هذا المطار بشكل دائم، بينما أقود النصف الآخر لتأمين حماية الهليكوبترات متى وأينما تهبط في العراء، وذلك وفقاً للأماكن التي سيحدِّدُها لي بإستمرار حسب منهج الزيارة المفصل وتوقيتاته.· عدم إستلام أية أوامر إلاّ من عنده شفاهياً أو هاتفياً.
5. رتبتُ الأمور حسب أوامر “العميد زاهد” حتى حلّ صباح اليوم التالي (الثلاثاء-12/نيسان) إذْ علمنا بوصول السيد رئيس الجمهورية إلى مطار البصرة الدولي ظهيرة ذلك اليوم، فهيأتُ نصف الفصيل إستحضاراً للحركة إلى أي موقع يُطلَب مني حمايته.
6. لكني لم أتسلم أية أوامر طيلة هذا اليوم، حيث كان السيد الرئيس يتنقل في تجواله بالسيارات وليس بالهليكوبترات، حتى أمرني العميد “زاهد” هاتفياً في ساعة متأخرة من الليل أن أنتقل بنصف الفصيل إلى مدينة “القرنة” في اليوم التالي.
7. بحدود الساعة العاشرة من صباح (الأربعاء-13/نيسان) إنتقلتُ بسيارتين عسكريتين بنصف فصيل الحماية المؤلف من (20) جندياً تحت إمرة عريفَين، ووزعتهم حوالَي الموقع المخصص للهليكوبترات الثلاث بالقرب من ملعب الإدارة المحلية لمدينة القرنة.
8. هبطت الهليكوبترات حوالي الساعة الواحدة ظهراً، وبقي ضباط الصف الفنيّون متلازمين مع طائراتهم التي شددتُ الحراسة حولها… أما الطيارون الأربعة فقد أُستـُضيفوا في دار ضيافة قائمقامية قضاء “القرنة” ذات الإطلالة البديعة على نهر دجلة.
9. كان منهج (الأربعاء-13/نيسان) حافلاً، وقد إحتوى على جولات متواصلة بالسيارات والزوارق الصغيرة تشتمل بلدة “الـمدَينة” وقرية “الهُوَير” وسط أهوار قضاء “القـُرنة”، وكان المفترض أن يعود السيد الرئيس وصحبه من جولتهم إلى “القرنة” بحدود الساعة الواحدة والنصف ظهراً، ليحضروا وليمة الغداء مع العشرات من شيوخ “البصرة” ووجهائها في دار الضيافة، على أن يعودوا إلى “البصرة” بالهليكوبترات بالساعة الرابعة والنصف عصراً.
10. وبينما وجدتُ “الملازم الطيار عثمان نوري علي” -الذي تحدثتُ معه باللغة الكردية التي أُلِمُّ بها- متضجّراً من التأخّر الحاصل ومعايب عدم إلتزام كبار مسؤولي الدولة بالتوقيتات والمواعيد، فإن السيد الرئيس لم يَعُدْ لـ”القرنة” إلاّ حوالي الساعة الرابعة، ومع تناول طعام الغداء والمجاملات والأحاديث مع المدعوين فقد بلغت الساعة السادسة مساءً، في حين مالت الشمس نحو المغيب، وقتما فوجئنا بتوجّهه إلى “ملعب الإدارة المحلية” ليلتقي جماهير “القرنة” حيث علا دويّ الحناجر التي تهتف بإسم الرئيس، وكنا نسمع خطبته الإرتجالية قبل أن يتوجّه نحو الهليكوبترات في حين كان ظلام أوّل الليل قد حَلَّ وخيَّمَ. القنبلة التي أطلقها “الملازم محمود رؤوف”
1. عندما شاهد الطيارون رئيس الجمهورية متوجّهاً إليهم بسيارة مكشوفة في حوالي الساعة السابعة إلاّ ربعاً، فقد أدارَ “الملازم الطيار مذكور فليَّح” قائد إحدى الهليكوبترات -التي كانت مُخَصّصة لرئيس الجمهورية وكبار المسؤولين الذين بصحبته- محرّك طائرته.2. ولكن، لم تَنْقَضِ سوى ما يقارب دقيقتين حتى توقّف المحرّك بشكل مفاجئ… وفور إنشغال طياراها وفنّيوها بإصلاح العطل، فقد نزل السيد الرئيس مع صحبه ممتطين الطائرة الثانية التي كان النقيب الطيار “خالد محمد نوري” يقودها الذي أدار محرّكها… ولكن، ما هي إلاّ لحظات حتى أقلعت، بينما أقلعت معها الطائرة الثانية بقيادة “الملازم أول منذر سليمان”.
3. وبعد إنقضاء حوالي خمس دقائق، تم إصلاح الطائرة المعطوبة، لتقلع بما حملته من مصورين ومراسلي الصحف بدلاً من رئيس الجمهورية وصحبه.
4. وقد سألتُ قائد الطائرة المعطوبة “الملازم مذكور فليّح” أثناء إشرافه على التصليح، فأجابني:- ((أن قـَطعاً مفاجئاً في الدورة الكهربائية هو السبب)).
5. وبعد دقائق معدودات فوجئنا بعودة “الملازم مذكور” بطائرته ليهبط في “القرنة” ثانيةً، بل فوجئنا -بعد إنقضاء نصف ساعة تقريباً- بهبوط طائرة “الملازم أول منذر” في الموقع نفسه، وقتما نزل مُسرِعاً كالمجنون وهو يصيح:- ((طائرة السيد الرئيس تاهت!!!!)).
6. ساد الإضطراب جميع الموجودين، وكان “المقدم الركن فاضل مصطفى” الذي ترك الطائرة أعظمهم إضطراباً، فأمر بإعادة تشغيل “البروجكترات”، فيما أقلع “الملازم أول منذر” لوحده وظل يحوم في سماء الملعب بدورانات حادة وإرتفاعات مختلفة حوالي ساعة كاملة حتى هبط لوشوك الوقود إلى النفاد.
7. في الوقت ذاته إنطلقت عشرات السيارات إلى جميع الطرق الخارجة من القرنة إلى ضواحيها، وبإتجاهات مختلفة نحو “البصرة” والحدود الإيرانية، ولكن من دون جدوى، حتى إقتربنا من من منتصف الليل حين أصابنا التشاؤم وإنعدام الأمل في العثور على شيء.
8. رابطتُ قرب مهبط الطائرات حتى الصباح الباكر ولغاية عودة الهليكوبترين إلى “البصرة” لأعود خائباً إلى مهبطهما لدى “مطار البصرة الدولي”.
شكوك “الملازم محمود رؤوف”
وأنهى “الملازم محمود رؤوف” حديثه قائلاً:-
((لذلك، فإني أتوقّع وجود مؤامرة إغتيال وراء الحادث، فالطائرتان معاً كانتا قد لُعِبا في دورتَيهما الكهربائيّتين، وأنه بعد إنقضاء دقائق على تشغيل محرّك الطائرة المخصصة لرئيس الجمهورية، فقد بان العطل فيه… ولمّا لم تنتظر طائرة “النقيب الطيار خالد” إلاّ قليلاً بعد قبل الإقلاع، فقد أصابها العطل بعد دقائق وهي في الجو، وذلك من جراء إنقطاع الدورة الكهربائية فيها.. فسقطت)). رؤانا الشخصية حيال “الملازم محمود رؤوف”
ناقشنا الموضوع بإسهاب مع “محمود رؤوف”، بعد أن إنضمّ لجلستنا صديقي العزيز والأخ الكبير “سُعاد شاكر الهُرْمُزي” شيخ المذيعين ومقدّم البرامج ذائع الصيت… فكانت نظرتنا في حينه كما يأتي:-
أولاً- المتعارف عليه لدى عموم القوات المسلحة في كل العالم، أن رئيس الجمهورية، أو أي مسؤول كبير في الدولة، أو أي قائد عسكري -إذا ما تعدّدت الطائرات- يستقلّون طائرة يقودها آمر السرب أو قائد التشكيل.
ثانياً. ولما كان “النقيب الطيار خالد محمد نوري” قائداً لذلك التشكيل، فإن من المنطقي أن يستقلّ “عبد السلام عارف” طائراته دون غيره.
ثالثاً- أن الحوادث الجوية تقع في جميع أنحاء العالم، وليس هذا الحادث أوّلها، وسوف لن يكون آخرها. وعلى أية حال.. ففي يومنا هذا، وبعد أن إنقضى (5) عقود على ذلك الحادث، وتوسّعت مداركنا التأريخية والسياسية، وإطّلعنا على العديد من الأحداث المشابهة، ومن ضمنها إنفجار طائرة النقل العسكرية الباكستانية بالرئيس “الجنرال محمد ضياء الحق”، وبصحبته سفير الولايات المتحدة الأمريكية في “إسلام آباد”، وإنفلاق طائرة الركاب الأمريكية (بان أمريكان-PAN AMERICAN) في أجواء قرية “لوكربي” البريطانية، وحادث الهليكوبتر الذي أودى بحياة “الفريق أول الركن الطيار عدنان خير الله”، وأخريات من كوارث الطائرات، فإن مثل هذه الوقائع لا يُستَبعَد أن تكون وراءها غايات وأهداف سياسية.
الشهادة اللاحقة
ولـمّا راودتني في حديث صديقي العزيز “محمود رؤوف” شكوك لم أرتـَح بها، فقررت التوجه إلى سواه من الذين يمكنهم تنويري بمعلومات أفضل وأكثر وثوقاً… وقد توفقتُ في ذلك بجلسة طويلة مع الزميل “الملازم أول الطيار منذر سليمان عزت” -قائد الهليكوبتر الثانية- الذي عاش دقائق الحدث والأمور أقرب من غيره، و((من أليفه إلى يائه)).وتلك إحدى أهم الشهادات التي سأسردها في مقالة قادمة بعون الله تعالى.
=============================================
(*) الملازم الإحتياط محمود رؤوف:- كان ضابطاً مُجنَّداً/إحتياطاً -ولكنه يهوى العسكرية على العكس من معظم رفاقه- يعمل في تخريج الجنود المستجدين لدى “مركز تدريب مشاة البصرة” عام (1966) بعد أن تخرَّج في كلية الإدارة والإقتصاد.. توفي عام (1996) بعد أن عانى طويلاً من مرض أصاب قلبه……..”الباحث”.
(**) كنتُ أنا مكلّفاً بهذه المهمّة منذ يوم (7/نيسان/1966)، وقد هيأتُ فصيلي المؤلف من (45) شخصاً للحضور بـ”المحطة العالمية” كي نتنقل بعربة خاصة بالقطار مساء (9/نيسان) من “بغداد” إلى “البصرة”… ولكن الرئيس “عبدالسلام محمد عارف” أمر بإلغاء الواجب وتكليف مركز تدريب مشاة البصرة بأدائه، إذْ قال للعميد زاهد محمد صالح ما نصّه:- ((لماذا هذا التبذير؟ وما المُوجب لهذه التعقيدات؟؟ فهل هناك فرق بين “جيش البصرة” و”جيش الحرس الجمهوري”؟؟؟))……”الباحث”.