بعد انتهاء الامتحانات الوزارية وظهور النتائج دخل الطلبة في مرحلة من القلق والتوتر بين امتحانات الدور الثاني ومحاولات الحصول على استثناءات خاصة , وبالتالي القبول في كلية تتناسب مع المعدل والرغبة , الهم كثير ومتنوع للطلبة وذويهم ..
ليس كل الطلبة على عتبة واحدة , فمنهم من تمكن اجتياز الامتحان بنجاح باهر واخرين ظروفهم الذاتية والموضوعية لم تسعفهم لتحقيق مطامحهم ..
على اي حال هناك حاجة ملحة نابعة من تطور الحياة وتعقيداتها ان يكون مقعد جامعي في كلية او معهد لكل طالب , يتناسب مع سعيه واجتهاده لان الشهادة الثانوية لم تعد مثلما كانت من قبل .. في اقليم كوردستان تمكنت حكومته العام الماضي من تهيئة مقاعد جامعية اكثر من عدد الطلبة للمتخرجين من الدراسة الثانوية, وفعلا بعضها بقي شاغرا .
القضية الاخرى , على وزارة التعليم العالي ان تفتح قناة للدراسة الجامعية تعتني بذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتفوقون في الامتحانات على وفق معايير ومبادئ لا يمكن خرقها او التلاعب بها وانتهاك حق الرعاية لهذه الفئة ولتشجيعهم واعطائهم فرصة الامل في حياة طبيعية . حسنا فعلت الوزارة بقبول بعض المناشدات لطلبة معوقين تفوقوا في الامتحانات , ولكن هؤلاء وصل اليهم الاعلام وعرض قضيتهم , علاوة على ان لا تكون الاستجابة لمثل هذه الحالات على طريقة المكارم والتوظيف لها .
كما هناك طلبة فاتهم قطار الدراسة اولديهم مشكلات أعاقتهم عن اكمال دراستهم وهم بحاجة الى استثناءات , مثلما حدث للطالبة ” زينب ” ام لطفلين وبعمر 28 سنة ولكنها متفوقة ومؤهلة للتنافس على كليات المجموعة الطبية , صحيح ان الوزارة استجابت للمطالبة بإتاحة الفرصة لها , ولكن هناك حاجة الى ان تكون الاستجابة من ضمن نظام تربوي يشجع على الدراسة وازالة العوائق امام من لديهم الرغبة في التحصيل الدراسي , وليس لمن يسلط الضوء على مشكلتهم .
من الاهمية الكبرى والضرورية ان تستحدث فروع وتخصصات جديدة في جامعتنا تواكب تطور التنمية المستدامة , اي نمو المهن الجديدة وتقليص القبول في مخرجات التعليم التي تسير نحو زوال , اي ربط التعليم الجامعي والمتوسط بحاجة المجتمع والاقتصاد كي لا نخرج الجامعات عاطلين جدد ..
ان الانتقال من العشوائية الى التخطيط الرصين وتلبية الحاجات له فوائد جمة وفي مقدمتها خدمة الشباب عمليا وليس املا على الورق .