23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

قد يرى البعض أن ما أذهب إليه ضد التجديد , والكاتب من المعادين للتجديد , بمعنى التغيير , وهو حالة مفروضة على الموجودات الكونية فوق الأرض , أو غيرها من الأجرام السماوية اللامحدودة العدد والمتوسعة الأرجاء.
ما أقصده هو التركيز على بديهية كونية , وتحويلها إلى معضلة سلوكية ذات تداعيات وخيمة.
وكما يحصل في العديد من الدعوات , التي إنتشرت في مسيرات الأجيال , وما أوجدت غير الخراب والدمار وجاءت بعكس ما إدّعت.
أحزاب , أفكار , شعارات , أوردت الأمة الضياع , ومزيدا من الإندحار والإنكسار والهوان.
فدعاة التجديد ما جدّدوا شيئا , والذي لديه برهان واضح فليأتي به!!
علينا أن نكون موضوعيين , ونمتلك الجرأة لمواجهة أنفسنا والتحديات المحيقة بنا.
فما قيمة كلمة “التجديد” التي يصار لإحيائها بقوة سياسية وإعلامية وفكرية , وتُجند لها أقلام وأقلام؟
هل هي رد على نتيجة يُزعَم أن الدين لوحده سببها؟
ما جرى ويجري في الأمة ناجم عن أنها لم تسلم أمر قيادتها لصفوتها والأكفاء من أبنائها , فالأمة على مدى القرن العشرين لم تفز بقيادات مثقفة ذكية واعية مدركة لجوهرها.
فعمّ الظلم والقهر والحرمان من أبسط الحاجات , وصار البشر فيها بلا عقل , فتوقدت العواطف والإنفعالات وتنامت التصارعات , وما وجد غير الدين ملاذا , وما دام الموت مفروض عليه , ولا قيمة لحياته , فمن الأجدى به أن يعطي لموته معنى ديني , مهما كان منحرفا أو ضالا , وهناك مَن يسوَّغ له ويشجعه على إنه سيكتسب حياة أفضل بموته من أجل هذه الرؤية أو تلك القضية أو المذهب.
فتنامى التطرف وأصبح تجارة مربحة , ووسيلة تغذيها القوى الطامعة في الأمة.
فهل قدمتم خدمات للمواطن تحببه بالحياة وتعزه وتحفظ كرامته؟!!